على طريقة الثورات العربية نفذ عشرات العاملين بالتلفزيون القومي وقفة احتجاجية أمام مكتب المدير العام للتلفزيون للمطالبة بسداد استحقاقاتهم المعطلة لشهور، وردد البعض هتاف المطالبة باقالة المدير وهذه هي الوقفة الاحتجاجية الثانية التي تأتي من العاملين دون أن تحرك الادارة ساكناً لمطالب العاملين المشروعة في تحسين بيئة العمل وايفاءهم مستحقاتهم المالية كاملة غير منقوصة ،والمطالبة بتثبيت العمل بنظام الانتاج لأنه لا يمكن أن يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون، وكلنا يعرف أن العمل الاعلامي مجهد ومضن ويتطلب مجهودا كبير? وفي بعض الأحيان يسهر العاملون حتى الصباح لانجاز أعمالهم!! وكنت أول من تنبأ بأن تصل حالة التلفزيون القومي لهذا الوضع اذا استمرت السياسة الادارية بطريقتها العشوائية في سوء ادارة المال وعدم وضع أولويات في الصرف ومازلت مصراً أن أزمة التلفزيون ليست في قلة المال وانما في سوء ادارته لأن ميزانية التلفزيون زادت ولم تنقص. وقبل فترة استغنى التلفزيون عن عدد كبير من المتعاونين مما ضاعف حجم المسؤوليات على الموظفين وكل هذه الاجراءات لم تساعد في حل أي شئ، والسؤال لماذا في ظل الادارة السابقة للتلفزيون لم نكن نسمع عن وقفة احتجاجية أو اعتصام رغم أن الميزانية كانت أنقص وكان الموظفون يضاف لهم متعاونين، ما الجديد الذي جعل الأمور تتأزم، ولماذا انعدمت الثقة بين الادارة والعاملين من جهة وبين العاملين ونقابتهم من جهة أخرى، لدرجة أنهم كونوا لجنة منهم للدفاع عن حقوقهم ومواجهة الادارة وقد تصدى للمهمة بشجاعة عدد من الشباب ودافعوا عن حق زملائه?!! ليس من مصلحة أحد أن يصل التلفزيون إلى هذا النفق المظلم ، والتلفزيون بمعطياته وكوادره وأجهزته يمكن أن يحقق كثيرا من النجاح إذا أصلح الخلل الاداري ولا أفهم لمذا يصر الأخ مدير التلفزيون على التمسك بالمنصب رغم الاخفاق الاداري والبرامجي وسوء العلاقة مع العاملين ومع المبدعين ومع كثير من المؤسسات التي يتعامل معها التلفزيون ولا أفهم لماذا تتفرج وزارة الاعلام ويتفرج المسؤولون في الدولة على حال التلفزيون الذي لا يسر الصديق... المطلوب عاجلاً تغيير اداري يعيد إلى التلفزيون عافيته الأولى!! ويعيد إلى العاملين حقوقهم الض?ئعة وأخطر ما يحدث في التلفزيون الآن هو العلاقة المتوترة والثقة المفقودة بين العاملين والمدير لأن ذلك يؤدي إلى خلل كارثي في البرامج وهذا مايحدث الآن والادارة الواعية الذكية هي التي تستنهض همم العاملين وتبني معهم جسورا من الثقة وتهتم بتوفير مناخ صالح للابداع، والمناخ في التلفزيون أصبح طارداً وكيف يبدع الناس في ظل هذا الواقع الطارد!! والمصيبة ان كثيرا من الاداريين الذين أصبحوا يرشحون للتلفزيون يحاولون التخلص من هذه المهمة والهروب بجلدهم وأصبح أسوأ خبر يتلقاه أحدهم هو ترشيحه مديراً للتلفزيون!! والتلفزيون أصبح ?ثقلاً بالديون والمشكلات الادارية والصراعات مع العاملين وسوء البرامج وضعف المشاهدة والمشكلات الهندسية وكل ذلك يحدث بسبب سوء الادارة.. فإلى متى ينتظر المسؤولون؟ هل ينتظرون حتى يختم التلفزيون بالشمع الأحمر؟!! [email protected]