اقر رئيس حزب الامة القومي المعارض، الصادق المهدي، بعدم حدوث اي اختراق في حوار حزبه مع المؤتمر الوطني الحاكم بشأن الاجندة الوطنية طوال المباحثات التي استمرت منذ شهر، بيد انه دافع عن الحوار وقال انه لم يشارك في الحكومة كما فعلت بعض الاحزاب التي وجهت له الانتقادات، واضاف «ليس لدينا قوات لذلك لابد من التحاور لنرى كل طوبة تحتا شنو». وشدد المهدي في مؤتمرصحفي امس انه في حال عدم التوصل الى اتفاق يتطابق مع الاجندة الوطنية فإنهم سيبحثون عن وسائل اخرى لتحقيق مطالبهم، واضاف «حنمشي في الدروب التانية وسنجرب كل السبل المتاحة». ووصف الحوار بأنه آلية نضالية اذا توفرت له شروط الجدية وايفاء الوعود وعدم النكوص عنها، ورهن مشاركته في الحكومة بإضفاء القومية وقبول التحول الديمقراطي وعدم اقصاء الاخرين. واوضح المهدي ان حزبه ينتظر تقريرا من الوفد المكلف بالحوار لعرضه على رؤوساء الاحزاب لاحقا، وقال ان حزبه لم يتردد عندما دعي الى الحوار لتجنيب الشريكين صوملة البلاد وليس طلبا للمشاركة او الاستضافة في المؤسسات «كما وصمنا البعض». وقال انه في الإطار السوداني يفضل الحل بالتراضي خوفا من الصوملة، رغم اعتبار بعض وسائل الإعلام هذا التخوف نوعا من الحماية للوضع الراهن، محذرا من استغلال هذا التخوف في استمرار السياسات الحالية دون اجراء الإصلاح الجذري الامر الذي يؤدي لما هو أسوأ وهو «المجزرة على الهوية». ووصف الحكام بالساذجين لافتراضهم بلاهة الشعوب كمقولات «إن ما يحدث إنما تخطط له أميركا وإسرائيل» أو إنه «نتيجة لحبوب الهلوسة»، أو «نشاط القاعدة»، أو أن المتحركين «صبية توزع عليهم حلوى البون بوني»، وقال «ربما تشدق البعض داخليا بعبارات مثل «إننا حاجة ثانية لا يعنينا ما يحدث»، أو مقولة «إننا في السودان حققنا تطلعات الشعب في عام 1989م فلا خوف علينا».