احتفل العالم امس الاول بيوم الارض العالمي، في تقليد بدأ منذ عام 1970م، بعد تزايد الاهتمام العالمي بالبيئة في محاولة للحد من التلوث وتدمير البيئة اللذين يهددان مستقبل البشرية. ومنذ آنذاك أُعْلِنَ أن تاريخ 22 أبريل من كل عام يُخصص للنشاطات البيئية للفت الانتباه إلى مشكلات البيئة التي يعاني منها العالم، والهدف من مناسبة يوم الأرض هو جذب اهتمام الرأي العام لأهمية البيئة والحفاظ عليها، وإبراز قضية البيئة كإحدى القضايا الأساسية في العالم، ليهتم القادة السياسيون بقضية البيئة. والصحافة تشارك في هذه الاحتفالية عبر ابراز جانب مهم في قضية البيئة، وهو تدوير النفايات حماية للثروات الطبيعية وتقليص حجم النفايات وايجاد فرص عمل جديدة. وتوجهت الى الشوارع الخلفية للاسواق لرصد اولئك الرجال الذين جعلوا من تدوير النفايات جزءا من حياتهم طوعا او كرها في خدمة البيئة. ووسط اكوام من الحديد والبلاستيك صادفنا محمد موسى الذي قال لنا: «انا اعمل في هذا المجال لفترة 8 اعوام، وانا احب هذا العمل، وفي رأيي ان هذا العمل فيه فائدة كبيرة للمجتمع بالرغم من الصعوبة والازعاج الذي نواجهه في العمل، واحيانا الناس تنظر اليك نظرة غير مريحة، ويستغربون كيف اننا نعمل في المخلفات ونشتري حاجات الكوش والاوساخ والقمامة. وفي الماضي كان الشغل كويس والآن قل كثيرا، خصوصا بعد سفر كثير من الإخوة الجنوبيين». وعن تطور العمل في تدوير النفايات يواصل محمد موسى الحديث قائلاً: «والناس مستفيدين جدا من بيع البلاستيك والحديد وكل مرة يدخلوا المجال زبائن جدد، ويمكن لاي شخص ان يسترزق من هذا العمل، كما يمكن لاي مواطن ومن داخل منزله ان يعمل في هذا المجال، ويقوم بجمع النفايات وتصنيفها وفرزها ثم احضارها لنا، ونحن نشتريها منه، وبذلك يلقي ليه مبلغ محترم يساهم في تخفيض ميزانية البيت». وبالقرب من محمد موسى تحدثنا الينا عبد المجيد عبد الله اسحق وقال: «انا اول زول فتحت هذا العمل في الكلاكلة، واول شخص يعمل ميزان حديد خردة والمنيوم ونحاس وبلاستيك وبقايا البطاريات، وكل هذه الاصناف متحركة في السوق، لكن الحديد هو الاسرع في الحركة والبيع» ويسترسل عبد المجيد في الحديث: «وزمان كان الحديد والبلاستيك منتشر في الشوارع وعامل مشاكل للناس، واليوم الشوارع نظيفة دون ان تدفع المحليات قروشا، ومنظر المدينة اصبح جميلا بالتخلص من هذه النفايات. وفي البداية كان الاولاد المتشردين يعملوا في هذا المجال، وبعد ذلك اصبح المواطنون يعملون في هذا المجال، وحتى اصحاب مصانع الحديد والبلاستيك اصبحوا يستفيدون من هذه التجارة». وعن الاوضاع الحالية للعمل يقول عبد المجيد «في بداية العمل كانت المحلية تشكرنا، والآن ينظر الى عملنا باعتباره عملا منبوذا، وفي كل مرة يتم ترحيلنا من مكان الى آخر، وبذلك في كل مرة نفقد زبونا بسبب الترحيل، ونتمني ان نعطي محلات ثابتة مثل المنطقة الصناعية، ويمكن لناس المحلية أن يستفيدوا من ذلك». ويقول عباس الجزولي «نحن نعمل في هذا العمل منذ فترة طويلة، ونحن نشتري كل هذه الاشياء من ناس الكارو وبعض المواطنين يبيعون لنا باقي الحديد والكوانين وبقايا باقات الزيت والسرائر والجرادل القديمة وعلب اللبن، وحتى البلاستيك يتم وزنه وبيعه بالكيلو، وفي ناس قالوا لينا ان الشوارع والبيوت اصبحت نظيفة، وكلنا نربح من هذه التجارة، جامعو النفايات ونحن والمواطنون واصحاب المصانع».