( البعيد عن العين بعيد عن القلب ) مقولة متداولة يتعاطاها عدد كبير من مواطني شرق النيل خاصة الحاج يوسف تعبيرا عن الحال الذي وصل اليه مستشفى البان جديد الذي يعتبرون ان بعده عن مركز العاصمة وأضواء الاعلام جعله بعيدا عن إهتمام الجهات الرسمية في حكومة الولاية ووزارة الصحة ،وهذا المستشفى الذي جاء إنشاؤه لتوفير خدمات طبية لمنطقة تعتبر هي الاعلى من حيث الكثافة السكانية بالعاصمة جاءت بدايته جيدة ونجح في توطين العلاج في هذا الجزء من العاصمة ،بيد انه شهد خلال الفترة الماضية تراجعاً واضحاً في خدماته الطبية رغم أنه لايزال يستقبل عشرة ألف مريض في الشهر كاعلى نسبة تردد في مستشفى بشرق النيل ،ويشتكي المرضى والمواطنون من عدم الاهتمام بمعمل التحاليل الطبية والشكوك التي يجهر بها الكثير من اطباء المستشفى من نتائج الفحوصات التي تجري بذات المعامل ،ويقول المواطن محمد العوض الصديق إن المستشفى كان واحداً من افضل المستشفيات بالعاصمة خلال الفترة الماضية ،غير انه شهد في الفترة الأخيرة ترديا واضحا في عدد من مرافقه مثل قسم الاطفال الذي يفتقر لأدوية الاطفال الذين يمكثون فترة طويلة بالمستشفى ،عطفا على عدم مجانية العلاج وقال في هذا الصدد إنهم يسمعون أن هناك مجانية في علاج الاطفال دون سن الخامسة وعندما يحضروا الى المستشفى يتفأجوا بان هذا شعار فقط وليس له وجود على أرض الواقع ،وقال إن احتياجات العمليات الكبيرة كالعظام وغيرها غير متوفرة ،وكشف عن توقف خدمة التأمين الصحي بالمستشفى. من جانبه كشف أحد العاملين بالمستشفى أن هناك تدنياً وتراجعاً في معظم اقسام المستشفى التي لم تعد كما كانت في الماضي، وان هناك اجهزة غير موجودة كجهاز تحديد كمية الاشعه وغيره من اجهزة ،وقال ان مرتبات العاملين تتأخر عن موعدها علاوة على عدم وجود الوجبة الغذائية . من جانبه يشير مدير المستشفى الدكتور رابح برير الى أن هناك متعاونين من جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا يعملون في مختلف التخصصات الطبية وان المستشفى يتبع لوزارة الصحة،ويقول الأمين العام للمستشفى عماد محمد أحمد إن خدمات التأمين الصحي توقفت منذ عامين وكشف عن مخاطبتهم لوزارة الصحة الولائية ومركز شرق النيل لحل مشكلات المستشفى وخاصة خدمة التأمين الصحي ورغم الوعود المتكررة لم تحل ،وقال إنهم طالبوا بتشييد قسم للعناية المكثفة وذلك في إطار مشروع التنمية ولكن لم يتم تنفيذه ،كما ان هناك خمس آبار صرف صحي ظلت متعطلة منذ اربعين يوماً ،وكشف عن توقف العمل بقسم الجراحة منذ ستة أشهر لعدم وجود اختصاصيي جراحه ،وقال ان تأخير المرتبات يعود الى الوزارة وليس جامعة العلوم الطبية ،وفيما يختص بالوجبات اشار الى أنهم يقدمون وجبتين للعاملين خلال 24 ساعة ،ويقول المدير الطبي صالح أحمد إنهم طالبوا الوزارة بجهاز تحديد كمية الاشعة ولم يتم إحضاره حتى الآن ،وارجع عدم توفر بعض الأدوية بالمستشفى الى أن هناك نقصاً لدى الشركات الموردة ،وحمل مراكز الفحص التجارية مسؤولية شائعة عدم جودة فحوصات معمل المستشفى ونفى أن يكون لهذا الامر مصداقية على أرض الواقع.