طاب يومك هذه رؤى وأفكار إختزنتها ذاكرتي المهنية علها تفيد.. أرجو نشرها إذا رأيت ذلك بزاويتك «بشفافية» وشكراً لك. اخوك حسين الخليفة الحسن شهور قلائل ونحن: آباء ومعلمون وفلذات أكباد نستقبل عاماً دراسياً جديداً، فماذا أعددنا له؟ وذاكرتنا جميعاً تحتشد بالهواجس والمخاوف الملازمة دائماً، والتي تحمل على جناحيها طائر الشؤم الذي ما زال يحلق فوق سماء مؤسساتنا التعليمية، ولسان حاله يقول لنا: أنتم تسيرون على طريق شائك ووعر، وصغاركم مساقون الى مستقبل قاتم مشحون باليأس سيحل بهم لا محالة. وسببه مرفق التعليم، الذي قد أصيب بداء عضال نطلق عليه الإهمال والتناسي! من كليهما: الدولة والمجتمع! إن التعليم كما تعلمون لا يقل أهمية وضرورة لخلق الله عن الماء والهواء! فهو عنصر مهم في صناعة الانسان، قوام التنمية والاستقرار، وبه يسمو ويرتقي المجتمع. وبالتعليم خطا المواطن الماليزي الصالح الاستاذ محمد مهاتير رئيس وزراء ماليزيا السابق، خطا ببلاده خطوات نحو الهناء والاستقرار، وصعد بها الى قمة سلم المجد، فاصبحت ماليزيا أنموذجاً يحتذى، وبالتعليم المستمر جيد التوعية للمجتمع، حقق لبلاده الحكم الراشد الامين العادل، ومجتمع الفضيلة الذي يسود البلاد اليوم. فأين نحن من هؤلاء؟ ولكن رغم التشاؤم الذي خيّم على قلوبنا، فهناك بصيص أمل وخيط رفيع من التفاؤل ما زال قابعاً بالذاكرة الهرمة! هنالك رؤى وأفكار وملاحظات عديدة تكتظ بذهني المهني المرهق فكان لزاماً علىّ أن أطلق سراحها علها تجد فرصة لإسعاف ما يمكن إسعافه حتى يستقيم عود عامنا الدراسي القادم. لن نتعرض في هذه المقالة لأهم قضايا التعليم.. السلم التعليمي المتأرجح، والمناهج المدرسية التي فاضت حشواً وغموضاً وارتجالاً، وأصبحت تتوكأ على عصا عتيقة لنتركهما رغم أهميتهما لفرصة أخرى حتى نفرد لهما مقالة بذاتها لمزيد من التقصي والتحليل العلميScientific Analysis. عليكم يا رصفاء القلم، والمسؤولون عن تربية وتعليم النشء خاصة بولاية الخرطوم، «كرش الفيل» وسائر الولايات، وعلى رأسهم معلم الأجيال المربي المعتق الأستاذ محمد أحمد حميدة، وزير التعليم بالخرطوم عليكم جميعاً أن تسعوا الآن واليوم وليس غداً لتدبير أمر الكتب والإجلاس والبيئة المدرسية الجاذبة والمعلم المقتدر. واذا لم تتوفر هذه المعينات التربوية، أرجو الا تبدأوا عاماً دراسياً مختلاً ومعيباً! عليكم الإستفادة من هذه الشهور الثلاثة المتبقية لعقد كورسات صيفية Summer Courses كما كنا نطلق عليها، لتأهيل وتدريب المعلم بجرعات تفيده لتحقيق تعليم أفضل وأجود. عليكم منع كورسات التقوية «كورسات الجباية» منعاً باتاً فهي وسيلة لكسب مادي يعيق مسيرة التلميذ التربوية بالعطلة الصيفية التي فرضت ليصفو فيها ذهن الصغار وراحة بالهم حتى يقدموا على عام دراسي قد تهيأت له عقولهم البكرة. ولن يحققوا كسباً أكاديمياً من مثل هذه الكورسات العشوائية. عليكم بالعمل منذ اليوم بتغيير هذا الزي المدرسي المفزع والذي تكسوه الرهبة والذي أصبح من مؤشرات العنف والحرب، وعليكم بتبديله. الثانوي بزي مغاير يتناسب مع طقس بلادي، وغير مكلف، ويمكن ان يكون في متناول كل الفئات من الطلاب وكان قد اندثر الغرض الذي فرض من اجله. عليكم ان تطبقوا فلسفة القبول الجغرافي للمرحلة الثانوية، والذي عملنا به في الماضي وابعدنا عن المؤثرات التربوية السالبة التي سادت اليوم. والتي أدخلت التعليم في دائرة التمايز بين الطلاب «أنموذجي وحكومي» وخلقت رؤى وأفكار أدت لتفرقة عنصرية في التعليم. عليكم أخوتي رفقاء الطباشيرة ان تكفوا عن عملية العقاب البدني واستبداله بالعقاب التوبيخي الارشادي التربوي المتفق عليه كوسيلة مغايرة. عليكم بتوطيد العلاقة الاسرية بين ادارة المدرسة ومعلميها والمجتمع community حتى يسود الوئام والتوافق، وبالتالي تختفي وتنعدم الجرائم والظواهر السالبة التي اجتاحت مجتمع اليوم. عليكم باجراء التنقلات منذ اليوم ولا تتلكأوا في إجرائها. ان الوجود المبكر للمعلم بالمدرسة يجعل الطلاب في حماسة للعمل والتحصيل وينعم عامهم الدراسي بالاستقرار والهدوء الاكاديمي. شكراً لك أخي حيدر المكاشفي لسعة صدرك. والله المستعان حسين الخليفة الحسن خبير تربوي