نظام عدادات الدفع المقدم وعندما تم التفكيرفيه من قبل الهيئة القومية للكهرباء(سابقا) قبل عدة سنوات، ووجه بإنتقادات حادة من الكثيرمن المواطنين وعلى مستوى القطربسبب الخوف من أن يكون مدعاة للإستنزاف ،ولكن بعد أن تم تنفيذ هذا النظام وبعد مرورشهرواحد فقط على تجربته إكتشف المواطنون مدى فائدته وإختصاره للوقت والجهد البدنى والنفسى بل وتقليل الصرف على الكهرباء للكثيرمن الأسر. ولكن فى محلية الدويم وتحديدا فى مدينة شبشة والقرى التى تحيط بها ،الوضع مختلف عن ماذكرناه من إيجابيات لنظام الدفع المقدم ،فهو نقيض ذلك تماما ،حيث يعانى عشرات الآلاف من المشتركين معاناة لانجد لها مثيلا فى كل أنحاءالسودان ،فمواطنو شبشة وريفها ومنذ دخول الكهرباءإليها قبل خمس سنوات أو أكثرظلوا يضطرون لقطع عشرات وربما مئات الكيلومترات ويخسرون عشرات الألوف من الجنيهات من أجل شراء أمتار قليلة من الكهرباء،فهم يهاجرون إلى مدينة الدويم لشراءالكهرباءلأن أقرب مكتب لبيع الكهرباءيوجد بها ،ولكم أن تتخيلوا أن شخصا (على قدرحاله) يريد أن يشترى كهرباء بخمسة جنيهات ،فلو كان يسكن مدينة شبشة (20كيلو من الدويم)فسيدفع ستة حنيهات من أجل الذهاب والرجوع بالكهرباء،يعنى سيخسر(6)ج للحصول على كهرباء ب(5)ج، هذا إذا لم يضطرلركوب ركشة للوصول إلى مكتب الكهرباء،أما إذاكان يقطن بالقرى الأخرى مثل الشطيب والصفيراية وعريك وغيرها والتى تبعد عن الدويم بثلاثين وأربعين وربمامائة كيلومتر،فسينفق عشرات الجنيهات من أجل كهرباء بخمس جنيهات!!! هنالك أسرلاتملك إلاالقليل لتدفعه لشراء الكهرباء، ناهيك عن أن تدفع تكلفة الإنتقال والعودة من الدويم ،فسكان هذه المناطق معظمهم يعيشون تحت خط الفقرولولا أن الكهرباءأصبحت ضرورية مثلها مثل المياه والهواءلأستغنوا عنها. (الصحافة) إستفسرت عضورابطة أبناء شبشة بالخرطوم بريردفع الله والذى أوضح أن الرابطة ظلت تتابع هذا الأمرمنذفترة وقال إنه تم تصعيده إلى وزارة الكهرباء وأن إدارة شؤون الولايات بالوزارة كانت قد وجهت إدارة الكهرباءبولاية النيل الأبيض بإتخاذالإجراءات اللازمة للتخفيف عن مواطنى هذه المناطق،وأضاف بأنه بدأت بعض الخطوات العملية بهذا الخصوص ،من تأجيرمقربشبشة والبدء فى تأثيثه،وابان أنه وقبل أن يتم إكمال تأثيثه فوجىء المواطنون بتحويل الأجهزة إلى منطقة أخرى وقفل المقر. الكثيرمن المواطنين عبروا عن سخطهم من لامبالاة المسؤولين بالكهرباءوعدم تجاوبهم مع شكواهم المتكررة من هذه المعاناة ،حيث ذكر المواطن عمرالشيخ ويعمل معلما بمدرسة شبشة الثانوية أن المواطنين عانوا ماعانوا بسبب عدم وجود مكتب لبيع الكهرباء بالمدينة وقال إنه وقبل سبعة أشهرتم تقديم شكوى لمكتب الدويم ووعدوا بحل المشكلة إلاأنه لم يحدث أى شىء وأَضاف بأن بعض الأسر تظل ثلاثة أيام بدون كهرباء لعدم إستطاعتها الذهاب إلى الدويم . أما المواطن بريرموسى(أعمال حرة) فقال إن شبشة تعتبرثالث مدينة بالولاية من حيث عدد المشتركين ،وقال إنه ورغم ذلك لم تجد أى إهتمام من قبل المسؤولين بالكهرباء أو بالمحلية، وأن معاناة المواطن مع الكهرباء تضاف إلى معاناته مع البيئة والخدمات الصحية مشيراإلى أنها تردت كثيرا فى الفترة الأخيرة. وبعد فإنه ومن الواضح أن وزارة الكهرباءلديها علم بما يكابده مواطنو شبشة وماجاورها ،ولكن لم تتعامل مع الأمربالصورة المطلوبة لأسباب غيرمفهومة ،رغم توجيهات مكتب شؤون الولايات والذى كان من المفترض أن يتابع توجيهاته ليتأكد من أنها نفذت أم لا،ولكنه إكتفى بإرسال التوجيهات فقط من على الكرسى ،ولست أدرى هل يعلم المهندس أسامة عبدالله وزيرالكهرباء بهذه المشكلة والتى وكما علمنا أنه سبق ونشرت فى إحدى الصحف،أم لايدرى كيف تسيرأموروزارته . يتمنى الاهالي أن تجد هذه القضية الحل العاجل والذى لايكلف سوى مكتب صغيربه جهاز حاسوب واحد وربما موظف واحد ،فهل تعجز وزارة الكهرباء عن هذا الحل البسيط ،حتى يرتاح أهلنا المساكين فى قرى شمال محلية الدويم من رحلة البحث عن أمتارالكهرباء.