حالة من المعاناة والرهق عاشها مواطنو شبشة والقرى التى تقع شمالها وغربها خلال فصل الخريف ،وذلك بعد انقطاع الطريق الذى يربطها بمدينة الدويم بسبب الأمطار الغزيرة والتى شهدتها المنطقة خاصة فى شهر أغسطس ،والذى شهد أمطارا لم ير المواطنون مثلها الا فى سبعينيات القرن الماضى ، حيث تعذر وصول حافلات وسيارات نقل الركاب والبضائع من والى الدويم بالصورة المعتادة، وقد أصبح حال الردمية والتى شيدت قبل عشرات السنين يغنى عن السؤال بعد أن تدهورت بصورة كبيرة . انقطاع الطريق أدى لارتفاع كبير فى أسعار تذاكر وقيمة نقل مواطنى شبشة والعديد من القرى شمال الدويم الى أضعاف مضاعفة ،فقد بلغ سعر تذكرة السفر من شبشة «والتى لاتبعد عن الدويم سوى ثلاثين كيلومترا» 30 جنيها فى بعض الأيام، وكان حدها الأدنى 20 جنيها ،بينما يبلغ سعرها فى الأيام العادية 3 جنيهات فقط. بعض المواطنين اتهموا أصحاب مركبات النقل والمواصلات بالجشع ،وقالوا انهم استغلوا الظروف الطبيعية الصعبة أسوأ استغلال ولم ينظروا كما قالوا الى حال مواطن تلك المناطق وضيق ذات يده بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة والتى يعانى منها معظم سكان القرى . بعض أصحاب المركبات دافعوا عن رفع سعر نقل الركاب ،حيث ذكروا أن الخريف تسبب فى قفل الطريق وأحدث حفرة عميقة قرب مدخل الدويم من الناحية الشمالية مما اضطرهم حسب ماذكروا الى الاستعانة بجرار لعبور الحفرة، وقالوا ان تكلفة عبور السيارة الواحدة بلغت فى بعض الأيام 40 جنيها ،وأضافوا بأن الوصول الى الدويم يستغرق فى الخريف أضعاف زمن الوصول فى الظروف العادية ،وذلك بسبب الوحل ووعورة الطريق كما أوضحوا ،وطالبوا الجهات المسؤولة بمحلية الدويم والولاية بسفلتة الطريق أو على الأقل صيانة الردمية القديمة كما ذكروا . أحد سائقى السيارات التى تعمل فى خط شبشة الدويم قال ان الجهات الرسمية لا صانت الردمية ولاتركتهم يصينوها ،حيث أشار الى أن نقابة سائقى مواصلات المناطق التى تقع شمال الدويم وعلى رأسها شبشة سبق واتفقوا «قبل عامين» على فرض رسوم شهرية على كل سيارة بمقدار 5 جنيهات لصيانة الردمية،وقال انه تم تكوين لجنة بهذا الخصوص وبدأت تجمع المساهمات من أصحاب المركبات الا انهم وبعض مضى 3 شهورفقط فوجئوا ،كماقال ، بمنع محلية الدويم اللجنة من تحصيل هذه الرسوم ،وقال انه ومنذ تلك اللحظة ماتت الفكرة ولم يتم احياؤها حتى الآن . الكثيرمن المتابعين لقضية طريق شبشة الدويم تساءلوا عن دور أبناء شبشة المستنيرين وأعيانهم فى حل قضية الطريق ؟كما تساءلوا عن دور رابطة أبناء المنطقة بالخرطوم ؟ حيث يرون أن هناك عدم اهتمام بأمر الطريق من هذه الجهات ، وقالوا ان الاهتمام لايتعدى الحديث فى المجالس والمناسبات ، ووجهوا انتقادا حادا لشباب المنطقة حيث قالوا انهم غيرمهتمين بقضايا شبشة وعلى رأسها هذا الطريق والذى وكما أكدوا يمثل شريانها وحلقة وصلها بالعالم الخارجى ،وقالوا ان الشباب يهتم بالاحتفالات والمهرجانات «والدردشة فى الفيسبوك» والتى لاتسمن ولاتغنى من جوع ولاتضيف اى خدمة للمدينة. أحد المهتمين قال ان كثرة الخلافات والاختلاف ذهبت بالكثير من الجهود السابقة من أجل أن يتم رصف الطريق ،حيث استشهد باعتراض بعض أبناءالمنطقة لمساعى أحد أعيان المنطقة والذى تربطه علاقات جيدة مع مسؤولين نافذين فى الحكومة والذى كان قد قطع شوطا بعيدا فى سبيل أن يصبح الحلم واقعا ، وقال ان الخطوات التى خطاها الرجل ووجهت بهجوم عنيف من عدد من أبناء شبشة مما تسبب فى أن يتجمد المشروع ، مشيرا الى أن دوافع هذا الهجوم هى قطع الطريق أمامه حتى لاينجح فى مسعاه وينسب اليه الفضل فى تشييد الطريق مستقبلا . هناك اجماع من الكثير من المهتمين من أن طريق شبشة الدويم لن ير النور الا اذا توفرت بعض العوامل المهمة حسب تقديرهم ،وعلى رأسها أن يتناسى الجميع الخلافات ، وأن يوحدوا جهودهم ويسخروا امكانياتهم سواء المقيمين بالمدينة أو خارجها فى مناطق السودان المحتلفة وخارجه، ومن ثم طرق كل الأبواب الرسمية والخيرية اضافة لمساهمة «الشباشة» المقتدرين«وما أكثرهم» والا سيظل المواطنون وكل من تربطه علاقة بشبشة فى ذات المعاناة، والذى يؤكد الكل أنها ستتفاقم عاما بعد عام .