بالرغم من التنمية الكبيرة التي تشهدها البني التحتية لمدينة الدلنج والتي تتمثل في الطرق وتأهيل عدد من المرافق الحيوية ،إلا أن أزمة مياه الشرب بثاني مدن ولاية جنوب كردفان ظلت تطل برأسها من وقت لآخر خاصة في فصل الصيف، ولم تطالها يد الحل النهائي رغم مطالبة مواطني عروس الجبال بان تأتي قضيتا المياه والكهرباء على رأس مشروعات التنمية ،وعلى أثر الطريقة التقليدية التي تدير بها هيئة المياه هذا الملف حسبما يشير السكان ،تشهد المدينة هذه الايام أزمة مياه حادة أثارت غضب واستياء المواطنين الذين أشاروا الى أن إمداد المياه خلال أفضل الفترات يأتي كل ثلاثة أيام الى المنازل، ومؤخرا باتت المياه تصل الى بعض الأحياء السكنية كل ثمانية أيام مما شكل هذا الأمر لسكان أحياء أقوز غرب ،قعر الحجر ،الملكية ،الطرق والحلة الجديدة وغيرها ، معاناة حقيقية في توفير مياه الشرب وان الكثير من الاسر اتجهت لشراء المياه من عربات الكارو نظير 4 جنيهات للبرميل ،ويقول المواطن حسن ان مشكلة مياه الشرب بالمدينة ظلت تراوح مكانها دون أن تجد الحل النهائي رغم توفر المياه الجوفية والامطار ،وفي تقديري أن حكومة الولاية هي الجهه المناط بها حل هذه القضية قبل المحلية وهيئة المياه وذلك لأنها تملك الامكانيات التي تتيح لها رفع المعاناة عن كاهل المواطنين الذين صبروا كثيرا على تردي الخدمات بمدينة الدلنج ولايزالوا قابضين على جمر الصبر ولانعرف الى متى نكتوي بنيرانه ،ويضيف : الهيئة تشير الى أن هناك اعطالاً في مولدات محطات المياه وهو عذر غير منطقي ولايقنع حتى الصغير وذلك لأنها تملك موارد جيدة عبر الرسوم التي تتحصلها من المستهلكين والتي تتراوح مابين الست عشر الى الثلاثين جنيها ،وحتى إن كانت القضية اكبر من حجم امكانياتها هل عرضت الامر على وزارة التخطيط بالولاية؟ ،ويقول مواطن آخر أن هيئة المياه تشير الى ان هناك اعطالاً وفي ذات الوقت توفر لعربات الكارو المياه نظير مبلغ من المال وذلك في محطة المياه التي تقع بالقرب من مدرسة حفصة الثانوية للبنات ونسأل من أين لهذه المحطات بالمياه في الوقت الذي لاتتوفر في المنازل أم لأن هذه المحطات تبيع المياه لاصحاب عربات الكارو ،وتدر دخلاً لانعرف الى أين يذهب ومن المسؤول عنه ؟،وتقول عائشة إن الأشجار المشهورة بها الدلنج اصابها الجفاف بداعي ضعف إمداد المياه ،وكشفت عن أن المواطنين يحدوهم الامل في تفاعل معتمد المحلية عبده جماع مع أزمة مياه الشرب، وان يشرف شخصيا على حلها وذلك لأنه ظل يحرص على معالجة القضايا التي تؤرق المواطنين ، من جانبه اعترف عامل بهيئة المياه فضل حجب اسمه بوجود خلل في شبكة مياه المدينة وقال انها لم تشهد تغييراً منذ تركيبها قبل عقود خلت وأن هذا جعلها كثيرة الأعطال خاصة في خطوط الإمداد داخل الاحياء وفي الطرق الرئيسية بالمدينة ،واشار الى ان امكانيات الهيئة ضعيفة وتحتاج لدعم من قبل حكومة الولاية ممثلة في وزارة التخطيط وقال انهم لايزالوا يستعملون الدراجات الهوائية في العمل والوصول الى مواقع الاعطال ،وطالب بتخصيص ميزانية منفصلة وثابتة لصيانة وتأهيل محطات ضخ المياه المختلفة حتى لاتتكرر أزمات المياه بالمدينة التي قال انها ظلت تشهد توسعاً مطرداً وتنامياً كبيراً في الأحياء والكثافة السكانية وأن هذا يتطلب زيادة حجم الآبار ومحطات المياه حتى تتمكن من تلبية حاجة السكان المتصاعدة من مياه الشرب ،وتوقع قيادي بارز متندرا أن تشهد المرحلة القادمة حلاً نهائياً لمشكلة مياه الدلنج وأشار الى أن حُمَّى الإنتخابات التي بدأت تجتاح الولاية ستعود بفوائد لاحصر لها جراء التنافس المتوقع بين المرشحين لإستمالة الناخبين والظفر باصواتهم وذلك عبر تنفيذ مشروعات خدمية مختلفة ،وطالب القيادي المواطنين بالضغط على المرشحين من اجل توفير الخدمات قبل الانتخابات وذلك لأن المرشحين يطلقون الوعود قبلها ولايهتمون بتنفيذها بعد فوزهم في الانتخابات