٭قلت في المرة السابقة على خلية الصراعات التي دارت بين قيادات في وزارة الصحة الاتحادية وانتهت بإقالة وزير الدولة ووكيل الوزارة وإجراءات إدارية أخرى (إن الوكيل المقال الدكتور كمال عبد القادر الذي اتهم قيادات (متنفذة) لم يسمها بأنها وراء أسباب الصراع هو نفسه (حجر الزاوية) إذ أن تقارير المراجع العام رصدت عدة مخالفات وتجاوزات في عهده وهي تجاوزات وضح أنها بشكلها الحالي تصلح ان تكون سبباً رئيسا لأي (صراع...!) ٭ مهما كانت (جذور) الخلافات بين شخصيات يفترض أنها (رسل إنسانية) فإن مجرد (تورط) طرف في قضايا تتعلق بسوء إدارة أو التحايل على الإجراءات واللوائح المالية القانونية يجعل الآخرين (يتعاطفون) مع الطرف الآخر حتى لو كان على (باطل)...! ٭ سوء الإدارة هي (الجسر) الواصل بين الفساد والمحسوبية...! ٭ فإن كان المسؤول (ضعيفاً) ويتعامل (بعاطفته) ولا يرى إلا بعيون (زمرته) وخاصته لن تتوقع منه أن يكون عادلاً و لا منصفاً...! ٭طريق العدل ليس سالكاً بحيث يمشي فيه (مفتقدو) الفطنة والكياسة ولاصعبا بحيث يسلكه من حدث بنفسه بالاعتدال بالنفس وحب الذات... ٭وحين تغيب (الفطنة) تحل محلها الانتهازية بجميع ألوانها وأشكالها وتشيع روح الانقسام والخلاف وتفتح الطريقا ممهدا امام( حفظة) اشعار السلطان الذين يعرفون مايطلبه المسؤول...! ٭ليست وزارة الصحة الاتحادية وحدها التي كانت تعيش هذه الحالة من( الاضطراب) فقد سبقتها وزارات ومؤسسات وهيئات عديدة ماتزال تحتفظ بجينات الصراع اما بعلم صناع القرار اوبانشغالهم بما يعدونه فوق ذلك واهم منه لأن السبب واحد هو (سوء الإدارة) والتدليس (باسم الحزب) والتحدث بأسماء الرموز في المحافل العامة والخاصة...! ٭ لم تعد مثل هذه الأحاديث سراً فقد قتلتها المجتمعات (نقاشاً) حتى توصلت إلى (قناعات) راسخة مفاداها الفساد (دولة) يصعب (تفكيكها) فهي تقوم علي عناصر وركائز (ثابتة) ومتقاطعة و (متشابكة) و(متطاولة) وعميقة في ذات الوقت...! ? حتى دعاة محاربة الفساد (صمتوا) حين علموا أن مؤسسات (محددة) (مشحونة) بالمحسوبية وسوء الإدارة و(الشلليات) ومزدحمه بحملة الدفوف والطبول...! ٭ والأمر هكذا فإن اتهامات وكيل وزارة الصحة الاتحادية المقال الدكتور كمال عبد القادر لجهات متنفذة في المؤتمر الوطني إنها وراء الصراع رغم أنها جاءت بعد إقالته وفي أعقاب تقرير المراجع العام الذي دمغ الوكيل بمخالفات عديدة تبدو (موضوعية) ويمكن فهمها في سياق (أدب المشايخ) الذي تشترك في دراسته ومراجعته وربما حفظه عن ظهر قلب الانتهازية الحديثة..! ٭ كلما تحصن (دعاة الاصلاح) بالاختباء في (الجبال) كلما انفتحت الانتهازية على الفضاءات الواسعة وسيطرت على مفاصل( حاجيات) الناس...! ٭ حرب الفساد طويلة وتحتاج إلى أن نلوك (الصبر) ونصبر على ذلك...! نواصل