ما خرج به تحالف قوى الاجماع الوطني أمس الاول من توصيات عقب الاجتماع الذي ضم فصائله بدار الشيوعي ، كشف عن حالة من الارتباك البائن ، فالاجتماع الذي كان مقررا فيه النقاش حول حوار «الامة والوطني « وتقديم ممثلي الامة لسقف زمني محدد لانهاء الحوار ، غض الطرف عن الامر برمته ، وناقش امورا اخري تتعلق بالتعبئة واوصي باعداد مذكرة لمجلس الاحزب حول التهديدات التي اطلقها الحزب الحاكم . لكن حالة الارتباك التي تحيط بالمعارضة يبدو ان مصدرها حزب الامة القومي بزعامة الصادق المهدي لوحده وليس للاتحادي الاصل الذي يتزعمه الميرغني دخل في الامر، كما ذهب عدد من المراقبين ، لنتمعن ما حملته صحف الخرطوم المختلفة يوم أمس الخميس «تجاوزنا في الاجتماع كل نقاط الخلاف واتفقنا على 85% من الأجندة الوطنية ولم نختلف ولكن توافقنا على التعاون في اطار المصلحة الوطنية» ،هذا الحديث جاء علي لسان الامين العام لحزب الامة الفريق صديق محمد اسماعيل عقب الانتهاء من اجتماع ضم حزبه وممثلين للحزب الحاكم بالقصر الرئاسي ، اما ممثل الحزب نفسه بتحالف المعارضة يقول عقب اجتماع ناقش التعبئة وسط الجماهير ليل الخميس بدار الحزب الشيوعي « انهم بصدد الدفع بمذكرة لمجلس الاحزاب تحوي تهديدات المؤتمر الوطني ووعيده للقوي المعارضة بالسحق وتشدد علي ان المجتمعين ناقشوا التعبئة وتنظيم العمل للمرحلة المقبلة « ، وتنقل صحف مختلفة صادرة صباح الامس قولا اخر لرئيس الحزب الصادق المهدي نقلا عن حوار اجرته صحيفة «الحياة» نصه «أمام نظام الرئيس البشير خياران اما اجراء تحول ديمقراطي عاجل وسريع واما ان حزب الامة وكل القوي السياسية ستقف صفا واحدا من اجل اقتلاع النظام» . وهو ما عبر عنه عدد من قادت التحالف في حديثهم ل»الصحافة» وقطعوا ان صبرهم قد نفد حيال ما يقوم به حزب الامة الذي انخرط في حوار ثنائي مع الحزب الحاكم رغم الرفض الواضح من قبل كافة القوي المعارضة للامر وتمسكهم بالعمل علي الاطاحة بالنظام . لكن ثمة امر اخر يمكن ملاحظته فالامة وحسب تصريحات قياداته فانه يمر بأسوأ حالاته الان ففي الوقت الذي كان فيه ممثل الحزب الدكتورة مريم المهدي منخرطه في مناقشة عدد من القضايا المطروحة فوق طاولة اجتماع قوى الاجماع الوطني ، أمس الاول بدار الحزب الشيوعي، كان الامين العام للحزب نفسه الفريق صديق اسماعيل خارجا لتوه من اجتماع اخر ضمه وممثلي حزب المؤتمر الوطني الحاكم، واخبر الصحفيين انهم اتفقوا علي 85% من الاجندة الوطنية التي لم يفصح عنها ، واضاف «الخلافات سيتم حسمها داخل اجتماع قمة يضم الرئيس البشير وزعيم الامة الصادق المهدي» ، فلماذا يصمت التحالف حيال هذا الامر ؟ يقول القيادي بتحالف المعارضة الامين العام لحزب المؤتمر السوداني عبدالقيوم عوض السيد ل»الصحافة» ان الاجماع لايملك مصلحة للدفع بحزب الامة لخندق المؤتمر الوطني ، ويشدد علي انهم قفزوا فوق بعض النقاط وتركوا نقاشها ليقينهم ان جماهير الامة رافضة لما يدور من حوار ، واضاف نحن نأمل في دعم وتقوية الرافضين حتي يحاصروا الذين يتحاورون مع النظام ، وتابع الموقف المناهض سيدفع به للخارج ، لافتا انها ذات الاسباب التي يتبعونها مع الاتحادي ، لكن قبل نحو اسبوع وضع الميرغني حدا لما يتكهن به الجميع وقطع بعدم مشاركة حزبه في الحكومة القادمة عبر الحوار الجاري الان، وزاد ان هناك من يمنون النفس بالمشاركة لكن هذا ما لن يحدث ، في المقابل لم يعلق المهدي علي الامر واكتفي بان حزبه سينتظر حتي يتكشف له ان الحوار لاطائلة منه وبعدها سيتخذ خيارات اخري اولها بالطبع حسب المهدي هو الشعب ، وفي داخل حزب الامة برزت اصوات شبابية واخري لقيادات وسيطة رافضة للحوار برمته الا ان الامين العام قلل من ذلك في حوار نشرته «الانتباهة» امس ، وبعيدا عن تصريحات اسماعيل الاخيرة وترتيبات مريم مع قوى المعارضة حول التعبئة اعتبر القيادي بالحزب مبارك الفاضل ان حوارهم مع الوطني مات اكلينيكيا ، الا ان ما رشح امس يشير الي عكس ذلك ، في وقت تقلل فيه قوى الاجماع الوطني المعارض، من الحوار الجاري . الا ان المراقبين للشأن السياسي اشاروا الي ان نهايات ما يجري الان لن تعصف بتحالف المعارضة لكن قد يحدث انقسام حاد داخل الامة الذي لازال يعاني ويلات الانقسامات التي المت به ، ويضيفوا ام التوجه للقصر والدفع بتبريراتهم او الانتظار بصف المعارضة والعمل وفق ما تراه .