الانقاذ كنظام وحكومة أستطاعت أن تبني دولة حديثة مواكبة متطورة لأول مرة في تاريخ السودان الحديث منذ الأستقلال فلأول مرة عرف السودانيون (هيكلة الحكومة ذات المؤسسات )صحيح أننا منذ الأستقلال تكونت عدة حكومات ولكن طبيعة تلك الحكومات كانت( رخوة )وأشبه بمرحلة رياض الأطفال في سلم التعليم في إدارة الدولة وهيبة الحكومة على الصعيد العالمي والحضورالاقليمي والدولي والتأثير السياسي والخطاب الإعلامي والتمثيل الدبلوماسي فالسودان لأول مرة في تاريخه السياسي توجد لديه حكومة مؤسسة لها هيبة وحضور دولي وقوة دبلوماسية عالمية وخطاب خارجي قوي وهذه الميزات القيادية وفرتها حكومة الأنقاذ لأنها بدأت بمراجعة أداء الحكومات السابقة لها ووجدت العلل والأمراض التي أقعدت تلك الحكومات في فشلها في بناء الدولة الحديثة ذات مؤسسات متناغمة داخلياً وخارجياً ولذلك فإن الإنقاذ بكوادرها المتعلمة ونخبها السياسية الواعية أستطاعت أن تعالج أزمات قصور الدولة السودانية وتبني حكومة دولة حديثة بنفس ميزات الحكومات الغربية وقوتها السياسية ، كما قدمت تنمية غير مسبوقة في تاريخ السودان . لماذا أستطاعت الإنقاذ أن تبني حكومة قوية داخلياً وخارجياً ؟الأجابة علي هذا السؤال تؤول الى 1/الكوادر المتعلمة 2/الوعي السياسي والتنظيم الجيد3/النظرة الأستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي. مزجت حكومة الإنقاذ بين أكبر قوة متعلمة في النخب السياسية السودانية (تمتلك حكومة الانقاذ أكبر قاعدة من الرجال ذوي التعليم العالي والثقافة الجيدة أذ يمثل حزب الحكومة (المؤتمر الوطني ) أكبر تجمع للتكنوقراط في السودان قياساً بالأحزاب السودانية الأخرى، ويعتبر حزب المؤتمر الوطني أكبر قاعدة للمتعلمين في السودان حوالي 500 بروفسير وحامل دكتوراة ووصف أحد الساسة الأمريكان (حكومة الإنقاذ)ناصحاً أعضاء في الكونجرس الأمريكي بالتعامل المرن مع حكومة السودان قائلاً (إنكم تواجهون حكومة يقودها رجال أذكياء جداً ) . أضافة لقوة التعليم تمتاز كوادر الإنقاذ بالوعي السياسي العالي وقوة التنظيم فيما بينهم والتنسيق الجيد وأستصحاب الأستراتيجية البعيدة في قيادة الدولة وتطبيق استراتيجية جيدة لبناء الدولة الحديثة لهذا أستطاعت حكومة الإنقاذ أن تدفع بالسودان نحو القمة في فضاء الدول الأفريقية وأصبح السودان الذي كان يتندر به القادة الأفارقة بوصفه (رجل أفريقيا المريض)أصبح بفضل استراتيجية الدولة التي تبنتها الإنقاذ (مارد أفريقيا)، وبفضل حنكة القيادة السياسية صار الرؤساء الأفارقة يحجون الى الخرطوم ويحترمون قرارها ويعملون الف حساب لوزن السودان الثقيل في جسم القارة مما جعل بعض جيراننا يحسدوننا على هذا الموقع الذي تبوأناه بالجدارة السياسية ،وقوة الادارة ساهمت في خلق تنمية غير مسبوقة في تاريخ السودان. هذه المقدمة ضرورية كمدخل لمعرفة أحد الكوادر التي قادت الانقاذ لتحقيق مفهوم (الدولة الشامل في السودان) كغيره من كوادر الانقاذ المؤثرين يعتبر مولانا(أحمد هارون)من كوادر الصف الأول في الانقاذ ومن أصحاب النفوذ السياسي وقوة الحضور كما أمتاز (بكاريزما) شعبية وقبول جماهيري ربما لم يتحقق لغيره من رصفائه رغم التعليم الجيد والثقافة التي يتمتع بها مولانا أحمد هارون الا أنه امتاز بصفات قيادية أبرزها الجدية والصدق ودرجة القبول عند الناس، وأضاف اليها مولانا هارون صفات شخصية منها المرونة في التعامل واحترام الآخرين والتواضع هذه الصفات حققت لمولانا هارون درجات عالية في سلم القيادة علي مستوي الدولة ربما جعل المركز يستشيره في كثير من القضايا الوطنية وخصوصا الشراكة مع الحركة الشعبية لما يتمتع به من علاقات ممتازة وصلات طيبة مع كثير من رموز الحركة الشعبية وقيادييها ودرجة القبول التي يحظي بها وسط كثير من قواعد الحركة الشعبية وربما هو الوالي الوحيد من ضمن ولاة السودان يتمتع بنفوذ في المركز لم يتحقق لأي وال آخر سوداني أن بلغ درجة النفوذ السياسي المركزي وذلك راجع لأن مولانا هارون ذهب من المركز الى الولاية وخدمته الطويلة والممتازة في سلك القضاء وهو من رجال الانقاذ المؤسسين وأعتباره من قادة الصف الأول في صفوف حكومة الانقاذ، وهذه الصفات القيادية والدرجة القيادية لم تأت أعتباطاً للرجل ولكن درجة صدقه في عمله ونزاهته وعفة لسانه وطهارة يده ووطنيته المخلصة في العمل من أجل السودان وصفاته الشخصية الايجابية هي التي دفعت به الى العلا وجعلت أسمه يتردد على لسان عامة السودانيين مع درجة احترام كبيرة يكنها له الناس المتعاملون معه مباشرة أو كل من سمع عنه. ولاية جنوب كردفان قبل مجئ هارون اليها والياً وقائداً لدفة سفينتها كانت تتجاذبها رياح الاختلاف وتتأرجح يميناً ويساراً وكادت رياح الأختلاف تقتلع صارية سفينتها وتغرقها في مستنقع عنف كاد يجدد الحرب مرة أخري بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وأصبحت الولاية خميرة عكننة في علاقة الشريكين (شريكي نيفاشا) وعجز ولاتها السابقون في استنهاض أية تنمية ملموسة للمواطن ولكن حكمة (أحمد هارون)أرست أدباً جديداً في علاقات الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أصبح هذا المنهج سلوكا جديدا في التعامل السياسي أخمد كثيراً من نيران الفتنة وساعد في تحقيق سلام حقيقي علي الأرض انعكس في انسجام مكونات الولاية السياسية والاجتماعية، وشهد عهد هارون تنمية غير مسبوقة في تاريخ الولاية أضحت به جنوب كردفان شاهداً بارزاً علي قوة القيادة السياسية والتقدم التنموي .ربما بز ولايات كثر .فالقيادة فن كما تقول توجيهات شرطة المرور ولكن القيادة أصبحت فنا وذوقا وأدبا في كابينة حكومة جنوب كردفان .إن المرونة التي تحلى بها مولانا هارون وهو يقود بالشراكة مع الفريق عبد العزيز الحلو نائبه في الولاية وممثل شريكه الحركة الشعبية قادت الي تفاهمات بين الرجلين فأصبحا عسل علي لبن ميزت علاقة الحركة الشعبية مع المؤتمر الوطني قياساً بباقي الولايات رغم بروز بعض المخاشنات التي تأتي بتدخل خارجي عن الولاية أحياناً الا أن السلوك القيادي الراقي لمولانا هارون وصفاته الشخصية الايجابية جعلت التعاطي السياسي في ولاية جنوب كردفان يمتاز (بفن القيادة)والنجاح في أدارة التنوع. إن المؤتمر الوطني كان محظوظاً في جنوب كردفان لأن من يمثله رجل مثل مولانا أحمد هارون فالتنمية التي قادها الوالي بتدخله ونفوذه القوي في الخرطوم أستطاع أن يحقق للولاية تنمية غير مسبوقة في عهود سابقة وأستطاع أن يجلب تمويلا لمشاريع تنموية في جنوب كردفان وأتت شركات تنفذ الطرق والمنشآت وتبني المدارس والمستشفيات (شركات مملوكة لمواطنين ولكنهم كانوا يثقون في الرجل أحمد هارون وفي وعوده الصادقة ولذلك كل شركة تحاول أن تجد لها مؤطي قدم في جنوب كردفان لتشارك في التنمية )؛ لأن في بعض الأحيان تتأخر مستحقات الدفع نتيجة لتأخر التغذية النقدية من وزارة المالية وهذا الأهتمام من قبل المؤتمر الوطني بولاية جنوب كردفان نابع من أحساس صادق لانتماء هذه الولاية الأصيل للسودان وأحترام لأهل جنوب كردفان وتقدير للدور الذي لعبه أهل جنوب كردفان في الحراك الوطني وتقدير لتضحياتهم وصبرهم الكبير علي تأخر التنمية التي كان سببها الحرب ولكن مع أطلالة السلام كان الدفع بالجهود المتسارعة لتنمية ولاية جنوب كردفان تنسم ذروة الأهتمام الدفع برجل قيادي من الطرازالأول في الدولة مثل مولانا أحمد هارون ليكون قائداً للتنمية ومنفذاً لمشاريع التنمية في جنوب كرفان .والرجل بما عرف عنه من صدق ووطنية وجدية ومرونة في التعامل وفن القيادة وأحترامه لمواطن جنوب كردفان أستطاع أن يحقق لولاية جنوب كردفان تقدما ملموسا في التنمية يشعر به المواطن العادي ولا زالت جهود الرجل مستمرة وفي عمل دائم حتي تتقدم ولايته ولايات السودان في الانجاز التنموي ورغم ذلك يرفض الرجل البهرجة الإعلامية ويفضل العمل في صمت متخذاً شعار (أحكموا علينا بأعمالنا). أن ما تحقق لجنوب كردفان طيلة ادارة مولانا هارون للولاية من مكاسب سياسية وهدوء أمني وانسجام أجتماعي وتنمية معتبرة تعتبر مكاسب حقيقية ومقدرة تجعل قيادة الرجل للمرحلة القادمة مكسبا للولاية في المقام الأول قبل أن يكون مكسبا شخصيا لمولانا هارون لأنه يمكن أن يتبوأ أرفع المناصب في الدولة أعترافاً بفضله وعمله وكسبه، ولكن ستخسر جنوب كردفان (ميزة تفضيلية وقيمة مضافة)لن يجدها مواطن الولاية في أي وال آخر. إن مولانا هارون ليس واليا وقياديا تقليديا، بل هو رجل دولة بمواصفات فريدة وقيادي واع من الطراز الأول وسياسي تنفيذي محنك له فكر مستنير وسيكون فخراً وأضافة حقيقية لأي منصب يتقلده