تقع منطقة السمرة علي بعد «25» كيلومتر من مدينة الخرطوم وتتبع اداريا لمحلية شرق النيل ويربطها بالمدينة طريق فرعي من شارع القذافي عند مدينة سوبا شرق بطول «5» كيلومترات وبرغم ان المنطقة تصنف كاحدي اهم مناطق النمو الجديدة بالعاصمة الا ان ذلك لم يشفع لها في الحصول علي الخدمات الاساسية خاصة مياه الشرب برغم وجود خط مياه رئيسي بقطر «8» سم يمضي بمحازاة شارع القذافي . «الصحافة» انتقلت ممثلة في المحررة انتصار أحمد لمنطقة السمرة في محاولة لاستقصاء اسباب معاناة الاهالي بالمنطقة: شهدت منطقة السمرة في السنوات الاخيرة نموا مضطردا اذ ظلت وجهة للكثيرين من الذين ضاقت بهم احياء وسط المدن خاصة شريحة المؤجرين الذين قاموا بشراء اراضي جديدة بالسمرة وشرعوا في تشييدها ، وبرغم ان عدد السكان قد تضاعف اكثر من خمس مرات خلال الخمسة اعوام الاخيرة الا ان التوسع لم يصاحبه اية زيادات في المؤسسات الخدمية وفي مجال المياه ظلت البلدة تعتمد علي بئرين جوفيين يضخان عينة من المياه المالحة وغير الصالحة للشرب، وتضاعفت المعاناة بعد تراجع الكميات في اعقاب تعطل احدى المحطتين فيما لم تكن الطاقة التصميمية للثانية قادرة علي الايفاء بحاجة الاهالي . تقول الخالة السيدة محمد رباح انها ظلت تسكن بالمنطقة طيلة 30 عاما الماضية ظلوا خلالها يتعاطون المياه المالحة ما ادي لانتشار لامراض الكلي بين المواطنين كما ان ارتفاع نسبة الملوحة في المياه واضحة جدا من خلال تراكم المواد الجيرية في الاسنان كما انتشرت بين سكان المنطقة معدلات الاصابة بمرض الضغط ، وناشدت المواطنة السيدة محمد رباح ،سلطات ولاية الخرطوم ومحلية شرق النيل وهيئة مياه الخرطوم بالعمل علي انقاذ مواطني المنطقة المهددة بالفشل الكلوي، وذلك من خلال مد شبكة المياه النيلية نحو منطقة السمرة. ومن جانبه قال المواطن فتح الرحمن ان مياه المنطقة ثقيلة ما يدلل علي ملوحتها العالية شأن كافة مناطق شرق النيل وباتت المسبب الرئيسي للامراض بالمنطقة بدءا بالمواد الجيرية وانتهاء باملاح الكلى وارتفاع الضغط واضافة الي ملوحة المياه فانها تأتي في كثير من الاحيان بطعم متغير والاهالي ببساطتهم عاجزون امام ذويهم الذين يموتون سمبلا . الحاجة رحمة الخليل ادريس قالت «لقد سكنا بالسمرة منذ زمن بعيد وعانينا ما فيه الكفاية من اسباب المياه المالحة وعدم وجود المواصلات » ، واشارت رحمة الي انها احدي ضحايا المياه المالحة اذ تعاني من امراض الكلي وظلت علي اتصال دائم بالاخصائي وان كل تلك المعاناة والالام المبرحة سببها عدم صلاحية المياه الجوفية المالحة بالمنطقة، وناشدت الحاجة الرحمة سلطات الولاية بتوفير المياه العذبة رحمة بالاجيال القادمة خاصة وان كبار السن امثالها قد انتهي بهم المطاف الي اوضاعهم الصحية الراهنة.