الشيخ سيد أحمد الهادي عالم علامة من شيوخ السودان الأجلاء رجل موسوعة ولأنه رجل زاهد متواضع لم يعرفه الناس في هذا البلد إلا القليل، كم تمنيت أن يوثق معه كما يتم التوثيق مع كل الرموز في برنامج أسماء في حياتنا. تشرفنا بلقائه في افتتاح مسجد حي أبو سند في محلية أم دم حاج أحمد في ولاية شمال كردفان، يوم الجمعة 13 مارس الماضي ، رغم الحشود وزحام الناس من حوله تكرم وجلس معنا، وأدلى لنا بالمفيد . سألته عن سيرته، فقال انه سيد أحمد الهادي طلحة الحسن ود عناف زين العابدين حسب النبي أحمد الحضرموتي من أصل يمني من منطقة حضرموت. ولد في قرية الكويمات في شمال كردفان عام 1913 وتعلم من والده وحفظ القرآن والفقه وتعلم منه حزب الهوديري وتعلم من الشيخ عيسى الفلاتي من شيوخ برام درس عنده في بارا وتعلم من الشيخ عمر التجاني في تندلتي والشيخ محمد هدية الفلاتي وجده في الحج سنة 1947، وقال ان والده العالم الهادي ولد في الجديد الثورة ، تعلم القرآن عن والده في الكريمت العركيين بأمر من الشيخ الأمين العقلي ثم قال له العاوز العلم يذهب للشيخ محمد الميلاكاني في ضواحي الفاشر، وعندما وصل الأبيض وجد الشيخ محمود الشنقيطي الموريتاني وعاد معه الى قرية البنية ودرس عليه 8 سنوات، وصحب حملة الإمام المهدي وبعد ذلك ذهب للجزيرة في منطقة ود الماجدي بولاية الجزيرة ونشر العلم في قرى ود الهندي وانتقل إلى ديار اليعقوباب وتخرج على يده العديد من العلماء منهم حمدان ود الحسني وأخيه حاج أحمد ثم هاجر إلى شمال كردفان واستقر به الحال في قرية الكويمات وبدأ يدرس العلم والقرآن ودرس على يده علماء كبار منهم الشيخ نافع ود إدريس من أم شعيبة والشيخ عمر التجاني في تندلتي ومنعم محمد من منطقة التكيل وأحمد ود آدم من ضواحي بارا والشيخ اللازم من الخيران والشيخ الأمين إمام مسجد الأبيض وابنه جعفر ومريود الفكي من الكويمات وتوفى العالم الهادي وعمره 73 سنة ودفن في الكويمات ومنع أن يبنى على قبره. تزوج العالم الهادي من قبيلة المجانين الحميدية وأنجب ثلاثة أولاد واثنتين من البنات، هم العالم سيد أحمد والفكي محمود وشيخ عبد الله وكان رجلا لا يعمل الا بعلوم الدين عِلماً وعملاً وكان لا يدخر شيئاً إلى الغد. وقال ابنه انه لم يره نائما لا بالليل ولا بالنهار رحمه الله. سألته عن السر في حفاظه علي شبابه وتمتعه بنظره وسمعه والصحة الجيدة رغم كبر سنه التي قاربت المائة عام، فقال ان من يحفظ جوارحه في الصغر يحفظها الله له في كبره. كما سألته عن بعض المسائل الفقهية المعقدة التي يفتي فيها وينفرد بها عن غيره من الكثير من علماء المنطقة خصوصا قضايا الطلاق، قال ان لديه أدلة فقهية وكتبا نادرة. العالم سيد أحمد الهادي ، موسوعة علمية وتاريخية ومع علمه الغزير ومعرفته بالأنساب والعلاج والطب النبوي فهو تاجر ناجح حدثني عن تجارته فقال هو ثاني تاجر في أم دم حاج أحمد بعد العمدة حاج أحمد الكبير، وعمل بالتجارة في أم دم قبل 73 سنة في سنة 1937م وهو أول من اشترى عربة بدفورد من تجار أم دم، وكان ثمنها 190 جنيها. وقال إن أول عربة تجارية وصلت سوق أم دم كانت من شبشة صاحبها بشير السماني وثاني عربة من الدويم صاحبها بابكر الشيخ الريح وبعده كان حسن القحيف وأول عربة قادمة لأم دم من أم روابة ماركة كندا صاحبها عبد الله محمد طه الشايقي ثم حسن الشايقي ثم عربة آدم الرحمة وأول عربة جاءت من البنوناب صاحبها عثمان الجزولي وتوالت العربات وانتشرت وتطورت التجارة في أم دم ولازال العالم سيد أحمد يجلس في دكانه بأم دم يستقبل الناس ليفتي وينشر علمه بين أهله ويؤدي رسالته حتى الآن ونسبة لضيق الوقت على أمل أن نلتقي به مرة أخرى لتوثيق حياة هذا العالم الجليل متعه الله بالعافية والصحة.