تم أول أمس بمنبر سونا التوقيع على مذكرة تفاهم بين حزب الشرق للعدالة والتنمية وهو أحد الاحزاب المكونة لجبهة الشرق وبين حزب المؤتمر الديمقراطي الاجتماعي لشرق السودان ، وفحوى المذكرة عبارة عن تلخيص مفيد للازمة في الشرق وتحديد سبل الخروج منها بحيث تجد الحكومة نفسها في مفترق طرق اما ان تتفق مع القوى الفاعلة في شرق السودان حول سبل الحل او تواصل في نهج الاستعلاء على ابناء الاقاليم المهمشة وتحاول الصيد في المياه العكرة عبر سياسة فرق تسد لتستمر الازمة في ذلك الاقليم المجوع وتخرج الامور عن السيطرة ، ان مذكرة التفاهم جاءت كرسالة واضحة من الحزبين الموقعين عليها بان ابناء الشرق يملكون القدرة على التفاهم والاتفاق ويمكنهم تكوين جبهة عريضة تضم كافة القوى السياسية في شرق السودان لمحاصرة المركز وانتزاع الحقوق المشروعة سواء التي اقرتها اتفاقية سلام الشرق الموقعة باسمرا 2005 م ولم تنفذ حتى الآن او تلك المطالب التنموية التي اغفلتها الاتفاقية دون قصد ، نعم ان الوعي المتنامي وسط الشباب والقوى السياسية في الشرق سيحاصر سياسة التعنت والمبررات الغبية التي تفترض ان مدة الاتفاقية قد انقضت ولا مجال لانفاذ بنودها التي لم تنفذ . نعم حاول مقدم المنبر في سونا الاشارة الى ان اتفاقية سلام الشرق قد انتهت وهي اشارة ظلت ترددها اجهزة الحزب الحاكم وتمن بها على جبهة الشرق بان الاتفاقية انتهت ولكنها لم تطرد موسى محمد احمد الى الشارع وابقت عليه في منصب مساعد الرئيس ، ان الاتفاقية انتهى اوانها نعم ولكن الازمة في شرق السودان لم تنتهِ فهل تعتقد الحكومة ان ابناء الشرق سيتركون قضيتهم ؟ ثم ان السؤال الجوهري هو لماذا تنتهي مدة الاتفاقيات التي توقعها الحكومة مع الاطراف المختلفة دون انفاذ غالبية بنودها ثم لا تنتهي مدة الحكومة التي وقعتها ؟ انه سؤال منطقي لماذا يذهب الموقعون على اتفاقات سلام مع الحكومة الى الشارع في الوقت الذي يتمترس فيه الموقعون على الاتفاقية من الطرف الحكومي في القصر ؟ ومن الذي فوض الحكومة لتبقى هي ويذهب الآخرون ؟ ان العقلية التي ترسم ملامح الامور داخل السلطة يجب ان تتغير وتنحو منحىً طبيعياً لان النهج الغبي في معالجة الازمات افرز حالة دارفور الماثلة والتي يعلم الجميع ان مآلاتها ستكون كارثية بكل ما تعنيه الكلمة ، لقد ذكر عبدالقادر ابراهيم علي رئيس حزب الشرق للعدالة والتنمية في كلمته امام الصحفيين في منبر سونا انهم لا يعلمون حتى الآن حجم الاموال التي تم صرفها باسم تنمية شرق السودان رغم كون عبدالقادر وآخرين من قيادات جبهة الشرق ممثلين في مجلس ادارة صندوق اعمار الشرق ، اي ان الحكومة تعتبر نهج تغييب الآخرين ( شطارة ) وان الامور ستجري على هذا النحو دائماً ..بيد ان المتحدثين في منبر سونا اشاروا الى ان المؤتمر التشاوري لاحزاب الشرق المزمع عقده قريباً لن يكون مؤتمراً صورياً وديكورياً وان كافة القوى السياسية اتضحت لها الرؤية حول كيفية الخروج منه بمخرجات واضحة ومحددة وانه لا مجال للإلتفاف حول مطالب سكان شرق السودان مجدداً وان كل الاحزاب مدعوة للاسراع بالتوقيع على مذكرة التفاهم حمايةً للمسار المطلبي لقواعد هذه الأحزاب .