تتجدد مأساة اطفال السرطان وتتفتح جراحات الأسر عندما يداهم المرض فلذات الأكباد فى الوقت الذى تعانى فيه اعداد كبيرة من البيوت السودانية البسيطة من ضعف الحيلة وضيق اليد عندما يحرمها الفقر ويسرق اطفالها من بين يديها بسبب عدم القدرة على تكملة العلاج الباهظ والجرعات المكلفة، ولذلك كان لابد للمجتمع ان يتكاتف ويتراحم جماعات كان او افراداً، «نحن» مجموعة من الشباب المتطوعين نذروا انفسهم لمساعدة الأطفال كل باستطاعته وأصبحوا وسيطا فعالا بين اهل الخير. حيث نظمت مجموعة «نحن» المهتمة بأطفال السرطان بالتعاون مع مجموعة المصورين السودانيين بدار النفط بالخرطوم معرضا «فتوغرافيا» لمجموعة من هواة التصوير الشباب، استمر لثلاثة أيام اشتمل ايضاً على نماذج من رسومات الأطفال المصابين بالسرطان وفعاليات مصاحبة كان الهدف من ورائها مساعدة الأطفال ولفت أنظار المجتمع الى معاناتهم ومن ثم مساعدتهم فى دفع تكاليف فاتورة الأدوية المرهقة التى كانت سببا رئيسا فى عدم انتظام بعض الأطفال فى تكملة فترة العلاج التى تحتاج الى فترة ليست بالقصيرة. عمرو صلاح الدين مسؤول الخدمات العلاجية بمجموعة «نحن» قال ل «الصحافة» بدأنا العمل فى هذا المجال الانسانى منذ ثلاث سنين بالتنسيق مع كل الجهات المختصة وخاصة مستشفى الذرة والتى أصبحت دارنا ومحل نشاطنا فى عنابر الأطفال بالاضافة الى احتكاكنا المباشر مع الأسر، فعلمنا ان بعضها توقف عن تكملة العلاج بسبب «العدم» خاصة الذين يأتون من خارج العاصمة ومن الولايات البعيدة فتواجههم مشكلة الوصول الى المستشفى قبل الاقامة بالاضافة الى فاتورة الدواء المنهكة. واوضح صلاح الدين ان للمجموعة استمارة معروفة فى كل الجهات المختصة يمنحها الطبيب المعالج بعد تقييمه لحالة وظروف الأسرة ومن ثم يتم التعاون مع عدد من جهات التحاليل المختلفة وصيدلية الشهيدة سلمى فى جانب الدواء، وقال «نسدد كل شهر وكان حسابنا الاخير فى الصيدلية 29 ألف جنيه ولكن بحمد الله كل مرة نرجع الى الحساب نجده تم تسديده من خيرين لم يذكروا اسماءهم حتى» . ونوه صلاح الدين الى ارتفاع قيمة الدواء الى 40% ما شكل اعباء اضافية، وقال «طلبنا 15 حقنة لثلاثة اطفال فأصبح ثمنها 7 آلاف جنيه رغم تخفيضات الصيدلية وتقديرها للحالات الانسانية» . واكد صلاح الدين انهم لايمتلكون رقم حساب حتى، ويعملون على ربط المتبرع مباشرة مع جهات التحاليل والصيدلية، وكشف الحساب، بجانب عدد من الفنادق الصغيرة التى يستضيفون فيها بعض الاسر التى لاتعرف احدا فى الخرطوم، بجانب تعاونهم مع شركات مواصلات لترحيل الأطفال من الولايات الى الخرطوم. وقالت آلاء عابدين ان المجموعة أيضاً تهتم بالأطفال المصابين من ناحية نفسية وذلك باصطحابهم الى الحدائق فى يوم ترفيهى يحفل بالنشاط ومسرح العرائس والهدايا، بجانب ايام للترفيه داخل العنابر وفرد مساحات للرسم والتلوين للأطفال الذين لم يتمكنوا من الخروج. ومن مجموعة المصورين السودانيين تحدث الينا الدكتور محمد العجيمى، ومحمد السكى وسارى وملاذ العتيبى، وقالوا ان المجموعة تكونت عن طريق الفيس بوك وتشارك فى المعرض من اجل اطفال السرطان وقيمة اللوحات ترجع بكاملها لصالح الأطفال، ووصفوا المعرض بالناجح وانه حقق هدفه الأنسانى، وفى المقام الاول لفت انتباه المجتمع الى معاناة هؤلاء الأطفال و»لوحة فى جدار الانسانية» لاتقدر بثمن، وقال ان المعرض باع لوحة فى مزاد وصلت قيمتها الى 5 آلاف جنيه، وان عائد المعرض بجانب التبرعات حتى اليوم الثانى بلغ اكثر من 18 ألف جنيه.