رحل عن عن دنيانا الفانية - هذا الاسبوع المهندس المعماري الخلوق المهندس النو علي جبريل وزير التخطيط العمراني بولاية شمال كردفان.. ابن الابيض البار ورائد نهضتها المعمارية منذ بداية التسعينات وكان وثيق الصلة والتخطيط والتنفيذ لمباني جامعة كردفان في الابيض - هذه الجامعة التي ساهم فيها بايجابية ابناء كردفان الكبرى..جنوبها وغربها وشمالها وكان للجاليات من ابناء المغتربين من ابناء كردفان الكبرى في دول المهجر وخاصة السعودية المنطقة الغربية وقطر وابوظبي وغيرها من دول الخليج، كان لهم وبفضل الصلات الطيبة التي كان جزءا منها المهندس النو ، وكان راعيا لهذه الجهود اضافة الى تنفيذه لعدد من مباني الجامعة كمهندس معماري.. مما جعل من جامعة كردفان درة الجامعات الولائية كما وصفها السيد رئيس الجمهورية في احدى زياراته للجامعة وبالتالي كان للنو دور محوري في بناء هذه الدرة. كذلك كان له الفضل في تخطيط وتنفيذ الكثير من الصروح المعمارية في عروس الرمال (الابيض) مثل ساحة النصر وبعض الساحات الاخرى وكانت له رؤية كلية ووضع خطة موجهة لمدينة الابيض لرؤية حديثة فلقد وظف خبرته ومهارته المعمارية وهو خريج معمار جامعة الخرطوم.. في خدمة اهله في الابيض وفي عدة نشاطات اخرى في جنوب كردفان مهد الاجداد.. كذلك كان للمرحوم النو ارتباط وثيق بأهله وجذوره من الحوازمة يسعى لخدمتهم وقد عمل معتمدا في جنوب كردفان وسط اهله ايضا ساعيا وباذلا اقصى طاقة من اجل خلق مجتمع محلي متمازج من اجل توفير الخدمات الضرورية له. لما لا وقد جاء والده الرائد (م) علي جبريل من هذه البيئة وكان فارسا مغوارا في الجيش السوداني بل كان من « رماة الحدق»، وكان والده يمتاز بالانضباط في العمل والمهارة الفائقة والتفوق في مسابقات الرماية، وما زال صالون منزلهم في الابيض مليئا بالكؤوس والنياشين والميداليات . لقد كان النو وقد تربى في بيئة فيها الكثير من السعي للتفوق شديد الاعجاب والارتباط بوالده المرحوم.. حيث كان صغيرا عندما كان يأتي والده وقد احرز اعلى الدرجات في الرماية، وكذلك كان هو كطالب ومهندس ويتميز عمله بالجودة والاتقان والوفاء، والالتزام واكاد اجزم انه كمقاول قد شيد مئات المنازل للمغتربين وهم بعيدون عن الوطن ورغم غلاء اسعار مواد البناء والعملات وغيرها من المتغيرات الا انه رغم ذلك كما عرف من صدق ونجود والتزام وجودة في العمل كان كثيرا ما يتحمل عناء التحويلات وفروقات الاسعار مما ادخله في كثير من المضايقات ولكنه كان حريصا على ان يفي بما يعد.. عندما عين وزيرا للتخطيط العمراني في حكومة ولاية شمال كردفان برئاسة الاخ الوالي معتصم ميرغني حسن زاكي الدين فقد كان بالنسبة للمهندس المعماري الصنو - رجل الاعمال والمقاول والمعماري الناجح كان في ذلك كثير من التضحية ونكران الذات وحب العمل لخدمة الاهل لأن ما يتقاضاه كوزير لا يعادل الا جزءا قليلا مما كان يعود عليه كمهندس ومنفذ مشروعات هندسية.. بل كان قبوله بالمنصب فقط من اجل تقديم خدمة متطورة لاصلاح شأن التخطيط والعمران في ولاية شمال كردفان التي جاءها برؤية وخطط موجهة تخدم مستقبل الولاية وتنميتها . لقد استقبلنا قبل اسابيع في قصر الضيافة في الابيض عندما زرنا الولاية ضمن وفد الصمغ العربي ورغم اننا كنا ممن المفروض ان نصل الابيض بعد زيارة ام روابة في السادسة مساء إلا اننا وبعد ان مررنا على منطقة (تفن تارا)، ولقد تأخرنا حتى الساعة ال 11 مساء ولكننا وجدناه في مقدمة المستقبلين.. ومعه السيد أحمد حسين (امين الحكومة) وهذا دليل على اريحيته وكرمه وحسن ضيافته. وفي اليوم الثاني الح علي ومعي الاخ د. عبدالماجد عبدالقادر امين الصمغ العربي والمهندس بله محمد الحسن محافظ بارا السابق.. الح علينا لزيارة منزله لنشاهد جميعا المتحف الصغير الذي اعده لمقتنيات والده من بقايا المهمات التي تركها والده ومنها كما اشرت النياشين والميداليات والكؤوس والصور التذكارية للمرحوم علي جبريل من عمله كنفر في قوات السودان .. ألم اقل انه كان شديد البر بوالده..؟!! لقد كان من هذا البر ان وفق النو ووفقه الله ان يكون بارا بولايات كردفان كلها غربها وشمالها وجنوبها فكل معمار جميل كان للنو يد فيه وخاصة الابيض.. الا رحم الله المهندس النو واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وجعل البركة في ذريته وأسرته وكافة اهله وعوض الله فيه كردفان.