ويخرج علينا معتمد الخرطوم بتصريحات مفادها: أنه يريد (قش) موقف كركر بصورة فورية! وأنه لا يمانع في نقل السوق المركزي من موقعه الراهن! فإذا كانت صلاحيات المعتمد تخوّل له إعدام أكبر موقف للمواصلات وتتيح له إغتيال أكبر سوق للخضر والفاكهة بالبلاد فماذا تبقى للبرلمان ومجلس الوزراء؟! ثم إن الحجج التي ساقها سيادته لتدعيم مخططاته حجج واهية! فلو كان السوق المركزي مهدداً بيئياً فمن المسؤول عن إصلاح البيئة بالمحلية؟! فمثل هذه المشكلة يمكن حلها بنظافة السوق المركزي وتنظيمه وليس نقله من موقعه! اللهم إلا إذا كان موقع هذا السوق ملوثاً بالإشعاعات النووية التي تنبعث من ثقب في باطن الأرض لتفتك بالخضر والفاكهة! فإما أن يكون سيادته يتهمنا بالبلادة والغباء أو أنه ينوي نقل السوق المركزي إلى كوكب المريخ حتى نرتاح من مشكلة المهددات البيئية تلك! أما موقف كركر فمن الذي جاء به إلى موقعه الحالي؟! إنها السياسات الخاطئة التي لا همّ لها سوى اتخاذ القرارات المرتجلة التي تحقق مصالح شخصية فقط! فهل يعلم معتمد الخرطوم ما يمكن أن تسببه هذه التصريحات من أضرار فادحة لأولئك الذين يسترزقون من العمل في هذين الموقعين؟! وهل فكر في خطة متكاملة يتم فيها تعويض المتضررين من صغار المستثمرين بهذين الموقعين الكبيرين؟! ثم إلى أين ينوي نقلهما والبلاد كلها صارت محجوزة، أم أنه ينوي أن ينقل كلاً من الموقعين إلى مكان الآخر؟! سيادة المعتمد، إذا كان الأمر بيدك فلماذا لم تحدثنا عن نقل القيادة العامة من مكانها الحالي؟! فإنها لا تهدد البيئة فحسب؛ وإنما تهدد الأمن القومي بوجودها في وسط العاصمة! سيادة المعتمد، إننا نعيش في حقبة تاريخية مختلفة ولا أظن أن الشعب سيسمح لك بالتحكم في أسواقه في هذه المرحلة الخطيرة! ولا شك أنها ستجر عليك وابلاً من الزنقات التي لا قبل لك بها! فإن أردت أن تترك تاريخاً ناصعاً فعليك بفتح ملفات الفساد التي تعرفها جيداً! وإن عجزت عن ذلك فحاول أن تفتح مجاري الأمطار استعداداً للخريف القادم! ويكفيك حظاً أن ترى ما ناله الكودة من أمجاد بتحويله للموقف من السوق العربي إلى موقف كركر!