٭ يوم الأحد الحادي والثلاثين من يناير حلت الذكرى الثامنة والخمسين لميلاد الاتحاد النسائي.. وفي الحادي والثلاثين من يناير عام 2002م أقامت رائداته احتفالاً بالذكرى الخمسين ويومها كتبت في صدى بصحيفة الحرية عموداً بالعنوان أعلاه أعيده اليوم مع تحية حارة لرائدات الحركة النسوية ولاعضاء الاتحاد النسائي اليوم مع الدعوة لهن لتأمل تاريخ هذا التنظيم العظيم الذي قدم الحركة النسوية في السودان في أبهى صورها النضالية.. كتبت: ٭ اليوم الخميس الحادي والثلاثين من يناير 2002 تحتفل رائدات الحركة النسائية بالعيد الخمسين لميلاد الاتحاد النسائي السوداني الذي لعب دوراً واضحاً وغير متكرر في مسار الحركة الوطنية في عمومها بشقيها السياسي والاجتماعي.. وعلى مر الحقب وفي ظل مختلف الانظمة. ٭ أسبوع المرأة الذي كان يقيمه الاتحاد النسائي سنوياً إحتفاءً بميلاده وتأكيداً على إصراره في المضي على درب النضال.. كان عيداً قومياً.. كنا نستعد له بالجديد من الفساتين والثياب وندخر له الجنيهات ونلح على أسرنا بأن نذهب لكل أيام الأسبوع.. الافتتاح.. والليلة الساهرة.. واليوم الرياضي.. واليوم الثقافي ويوم الطفولة والامومة.. السوق الخيري.. اليوم الختامي.. كان مهرجان الاسرة السودانية. ٭ كانت قضية المرأة حاضرة.. في المدرسة وفي الحي في حصص الإنشاء وفي بيوت الافراح والاتراح وعبارات بنات الاتحاد النسائي تتردد.. يرددها دعاة التقدم والتطور في زهو وإفتخار.. يتغنى بها ولها.. احمد المصطفى وصديق مدثر.. فتاة الاتحاد.. وفتاة الوطن.. تغنى لها وبها حسن عطية و حسين عثمان منصور.. انت يا سعاد وانت يا ثريا هيا للجهاد ننشد الحرية.. وصدح سيد خليفة بنات بلدنا يا احلى قصيدة. ٭ وسُميت الثياب.. فكان توب الاتحاد النسائي.. وثوب أسبوع المرأة مثلما كان ثوب الاستقلال والسلك الدبلوماسي.. وطريق البرلمان وكانت كلها من أجمل الثياب. ٭ اليوم وبعد نصف قرن من التجربة الثرة والتي تقلبت بها شروط المتغيرات السياسية تقام احتفالات العيد الخمسين تحت شعار (نحو حركة نسائية قومية). ٭ قومية الحركة النسائية ما زالت ضرورة.. فهناك قضايا ملحة وعاجلة تستوجب وحدة وقومية التحرك.. قضايا الديمقراطية والتنمية والسلام والوحدة الوطنية.. الى جانب محاربة الفقر والجهل والعادات الضارة ما زالت كلها ميادين تحتاج الى تنظيم قومي شامل وبرنامج وطني واحد لا تفتته الإنتماءات الحزبية ولا العرقية أو الجهوية أو الدينية.. يحتاج الى السودانية التي تبحث وتناضل من أجل الحرية والديمقراطية ليأتي المجتمع السوداني الواحد الأمين الذي يسوده العدل ويغمره الانتاج وتظلله العافية والمعرفة. ٭ ما زالت مشاكل التخلف تكبل مسيرة المرأة وما زالت مستجدات المشاكل تضع العراقيل أمامها.. اتساع التعليم افرز مشاكل غريبة خاصة بالطالبات تحتاج للجهد النسائي القومي.. قضايا العمل وقوانينه افرزت مشاكل خاصة بالمرأة تحتاج التحرك القومي وتكثيف الجهود.. قضايا الفقر وخلخلة النسيج الاجتماعي تحتاج التحرك النسائي القومي. ٭ ثورة الاتصال والاغتراب افرزا مشاكل الاستلاب التي تحتاج للعمل الجماعي القومي. ٭ الرائدات وبعد خمسين عاماً من قلب التجربة والمعاناة والانجازات والمكاسب يرفعن شعار (نحو حركة نسائية قومية..) فلنتأمل هذا الشعار ونرفع تعظيماً لهن جميعاً بلا فرز وعلى مر الحقب ولنترحم على ارواح اللائي غيبهن الموت.. فقد كن وما زلن الشموع التي تحترق لتضيء وشملت الاضاءة كل نواحي الحياة وها هن اليوم يرفعن ذات الشعار نكران الذات وتوحد الخطى كلهن وكما ناداهن صديق مدثر ( يا فتاة هجرت طول الرقاد). ٭ نريد ان يتكرر النداء لتلتحم حركة الابداع مع حركة النضال ويا فتاة الوطن يا خير البلاد. التحية لكن أمهاتي واخواتي واستاذاتي الجليلات فقد كتب التاريخ اسماءكن بمداد من الذهب على صفحاته الخالدات فهنيئاً لكن ويا فخرنا بكن. هذا مع تحياتي وشكري