فقد تنظيم القاعدة أمس أسامة بن لادن مؤسس التنظيم واحد أهم رموزه وركائزه، وحاولت «الصحافة» من خلال هذا الاستطلاع تلمس اجابات حول تأثير اغتيال بن لادن على حركة تنظيم القاعدة ومدى فاعليته بعد هذا الحدث التاريخي الفارق وماهي احتمالات ان يأتي قائد يحمل نفس الكارزمية والصفات القيادية التي يتمتع بها بن لادن، وما اذا كان سيؤثر موته على العلاقات الاقليمية والدولية في المنطقة، وهل ستكون هناك ردة فعل من القاعدة؟. أول المستطلعين كان محمد سليمان رئيس المجلس الاعلى للدعوة الإسلامية الذي قال ان استهداف أية قيادة يؤثر في التنظيم المعين وفي الروح المعنوية بشكل عام، ويؤكد ان التنظيمات الإسلامية كيفما وجدت اتفقنا أم اختلفنا لا تنتهي باستشهاد القيادة، اما بالنسبة لتنظيم القاعدة فهو مبني على روح الجهاد وهذا يعني بان التنظيم ليس مبنيا على اناس بعينهم وحتما ستأتي رموز أخرى تحل محل الذاهبين، ويقول ان الروح التي بثها رئيس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في اتباعه باخراج مئات من الناس في عمليات استشهادية لن تتأثر بغيابه ان لم تكن قوة دافعة اضافية، مشيرا الى ان من بين الفتاوى التي اصدرها أسامة بن لادن لاتباعه بان الغرب او امريكا هي العدو الاول الذي استهدف الإسلام والمسلمين لذلك بعملياته التي يقوم بها لا يفرق بين مدني وعسكري واتوقع ان يسير اتباعه في نفس النهج. ولا يتوقع سليمان أثرا سياسيا يؤثر في العلاقات الدولية بالنسبة للأمة العربية والإسلامية ولا يتوقع ردود فعل كمظاهرات عامة في العالم الإسلامي ليعود ويقول ان هذا لا يعني ان العالم الإسلامي سيصمت «فأسامة بن لادن محق في عداوة العالم الغربي». اما عثمان محمد يوسف صحفي فيقول ان الشيخ بن لادن يعتبر واحدا من الذين صنعوا افكارا ومبادئ يحملها كل العالم الإسلامي وموته لا يعني موت الفكرة فهنالك حراك في الدول الإسلامية يبين ان العالم الإسلامي مستهدف ، ويشبه ما حدث الآن بما حدث في عهد الصحابة عندما قتل حمزة بن عبد المطلب حيث توعد اصحاب الرسول «صلى الله عليه وسلم» بان يقتلوا 70 مقابل سيدنا حمزة من جانب المشركين «وبالمثل سوف اتوقع ان تكون لتنظيم القاعدة كلمته ويرد أضعافا مضاعفة» ، ويقول يوسف ان التنظيم لديه الفكرة ولا يتأثر بالشخصيات هنالك صحابة في عهد الرسول «صلى الله عليه وسلم» اكثر قوة من الصحابة المقربين للرسول «صلى الله عليه وسلم» كما قال «صلى الله عليه وسلم» لن يهزم جيش به القعقاع والقعقاع إلا واحد من جنود الله أو من جنود المسلمين سوف يكون اكثر من بن لادن والامر بيد الله. ويقول ان المستهدف هو الإسلام وليس بن لادن «في وجهة نظري المستهدف الحقيقي ليس بن لادن والكفرة هم اعداء الإسلام ولذلك الإسلام هو هدفهم الاساسي وهم يقصدون الابرياء والمساكين من المسلمين كما قال تعالى (ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا)، وهو يعني بان الاعداء للإسلام ولا يزالون يقاتلونكم حتى تتبعوا ملتهم. ويرى صالح يوسف طالب بجامعة الخرطوم ان تنظيم القاعدة سوف يتأثر تأثرا كبير لان أسامة هو المؤسس الاول للفكرة وايضاً الممول الرئيس للتنظيم، لكنه يقول ان مقتل أسامة بن لادن لا يعني نهاية تنظيم القاعدة لان التنظيم بات معروفا لدى العالم واخذت بعض الجماعات تتبني افكاره وعمله، «ومع ذلك لن يأتي شخص يحمل نفس الصفات الموجودة عند أسامة بن لادن لان لديه شخصية قيادية وكارزمية»، بينما يقول خليل حسين طبيب ان احتمال اصابة تنظيم القاعدة غير ممكنة ، لان تنظيم القاعدة مبني على فكرة و يوجد شخصيات غير شخصية أسامة بن لادن قيادية يمكن ان تتولى منصبه وتعمل بفكره مثل أيمن الظواهر القيادي الذي كثيراً ما يتحدث باسم القاعدة. ويذهب الرشيد حمد سائق تاكسي الى ان القاعدة لن تتأثر لان الافكار موجودة ومقتل أسامة لا يعني موت القادة في تنظيم القاعدة وهم كثر لا حصر لهم ويحملون نفس الافكار التي بناها تنظيم القاعدة، ويقول ان تنظيم القاعدة ليس مقترنا بشخص واحد «مثل التكسي حقي دا» فاذا ذهبت انا سيأتي سائق آخر. وكذلك الحال بالنسبة للقيادة تذهب هذه وتأتي أخرى أقوى ، ويقول ان القاعدة تدرك ان تركيز القوة والخطورة في شخص واحد من الاخطاء الكبيرة التي لن تقع فيها. ويشكك كمال محمد أحمد - صاحب مكتبة في وفاة أسامة بن لادن، ويتساءل هل مقتله حقيقة ام اشاعة ككل مرة، ليعود ويقول ان مقتل أسامة بن لادن سيترك فراغا كبيرا في اواسط تنظيم القاعدة «ولكن حواء والدة» وتوقع الا تكون نشاطات القاعدة بنفس الفعالية القديمة، ويقول ان تنظيم القاعدة لديه قواعده وأسسه المعنية به ويمكن ان تأتي شخصية لكن ليس بالقدر الذي يتمتع به المقتول أسامة بن لادن والمثل يقول «الخلفه ما بتكون ذي القندول» هذا يعني ان يتحرك تنظيم القاعدة ولكن ليس بالفاعلية السابقة. ويرى ان شخصية ايمن الظواهري يمكن ان تكون اقرب الناس لتولي القيادة الجديدة. وتقول ثريا الناير طالبة بجامعة الخرطوم - كلية الاعلام ان أسامة يعتبر واحداً من أهم الشخصيات الإسلامية المؤثرة في قياداتها وقاعدتها وسوف يتأثر التنظيم بموته، اما من ناحية ردة الفعل؟ فستتضرر امريكا لأنها اكبر اعداء تنظيم القاعدة لذلك القاعدة سوف تستهدف كل الامريكان داخل وخارج اراضيهم او بلدانهم، ويقول عاصم أحمد آدم موظف السلطة الانتقالية لدارفور ان وفاة أسامة بن لادن لا تعني نهاية تنظيم القاعدة بل ستحد من نشاطه لفترة زمنية محدودة حتى ترتيب التنظيم تحت قيادة جديدة ، ويقول انه اذا نظرنا إلى التنظيمات الايدولوجية في العالم نجدها لا تنتهي بموت صاحب الفكرة مثل النظام الماركسي في الاتحاد السوفيتي لم تنته بموت لينين. وتنظيم القاعدة هو تنظيم عالمي له فروع في اوربا وامريكا والشرق الاوسط والمغرب العربي وافريقيا سوف يزيد من نشاطه انتقاما لمقتل قائده، ويقول ان فقد بن لادن سيكون قاسيا على القاعدة لانه لا توجد شخصية لها كل الصفات التي تتمتع بها شخصية أسامة بن لادن من حيث الكارزمية ولكن وجود ايمن الظواهري الذي يمثل احد القيادات التاريخية والمؤسسة للتنظيم ويمكنها ادارة شؤون التنظيم بنفس السياسات والاستراتيجيات التي كانت تنفذ في عهد بن لادن، ويقول ان تنظيم القاعدة موجود في العراق ويهدد المصالح الامريكية وموجود في منطقة البحر الأحمر ويهدد الملاحة البحرية عبر القرصنة كما في نموذجي الصومال واليمن والتنظيم موجود في منطقة الغرب العربي يهدد المصالح الغربية في منطقة ساحل البحر الابيض المتوسط والمحيط الهادي. ويرى يونس عثمان يونس مواطن ان مقتل زعيم القاعدة لن يؤثر فقط على نشاط حركة تنظيم القاعدة بل سيؤثر على حراك العالم اجمع والتأثير سالب وموجب ويحدد التأثير الموجب في احتفالات الامريكان الذين يعتبرون انهم نالوا من الذي قام بتفجيرات 11 سبتمبر. اما التأثير على تنظيم القاعدة يكون وقتيا. بمعنى - تفنى الاجسام وتبلى الابدان ولكن تبقى الافكار وربما تكون ردة الفعل قوية وشرسة وقوية اكثر منها حينما كان بن لادن حيا والسبب التراكمات والغبن تجاه الغرب، مشيرا الى ارهاب يمارس في الدول العربية مثل اسرائيل في فلسطين وامريكا في العراق بانتهاكهم للاعراض والممارسات اللا اخلاقية والصورة المنقولة من سجون كثيرة مثل ابو غريب وغونتنامو، ويقول انه يوجد بعض الرؤساء يحملون افكار القاعدة ويمكن أن يظهروا في ساعة الصفر. ويرى الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين ان تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن لن ينتهي ويقول ان أسامة بن لادن هو اساس تنظيم القاعدة وهذا التنظيم بني على الكثافة وان مصرع هذا الرجل قد يضعف التنظيم ولكن لن ينتهي التنظيم، حيث يرى حسين ان التنظيم قائم على حقائق وان السياسة العالمية وسياسة الكيل بمكيالين وخاصة في فترتي حكم بوش، ويشير الى الانظمة العربية الحاكمة والفساد والقمع الذي تمارسه ويقول ان هذا يفرز الفكر السلفي الديني المصادم، مشددا على انه ما لم يتغير هذا الواقع لن ينتهي التنظيم، مشيرا الى ان الارهاب اساسا موجود ولكن تنظيم القاعدة لم يكن سلبيا في وجود الارهاب. ويعتقد يوسف حسن ان هنالك خلطا ما بين حركات سياسية اجتماعية تستند الى جماهير مثل حركة حماس، طالبان، ويقول ان هذا خلط خطأ ويرى ان حل القضية الفلسطينية حل عادل قد يسهم في وقف حدة التطرف، وما لم تعالج الظروف السياسية سوف يذهب التنظيم الى الامام، ويرى انه لابد من عدالة في العالم واصلاحات سياسية من جانب الانظمة العربية الحاكمة، ويقول ايضا ان هنالك تنظيمات سياسية وهي اساسا لم تمارس الارهاب لتفادي ذلك يجب الاستجابة لمطالبها، ويقول ان الرد الانتقامي لمقتل أسامة بن لادن وارد. الدكتورة سلمى الكارب استاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري تعتقد ان مصرع أسامة بن لادن لا يؤثر حيث تقول اذا رجعنا الى الحيثيات السابقة نجد ان الرجل كان مريضا، وان الرجل الثاني في التنظيم كان يمسك بالملفات والعمل، وتقول ان القاعدة عملها مستمر وهي لا تقوم على شخص واحد وعلى حسب ما طرحته هي ترد الكلمة الى المسلمين وعليهم طرد الاستعمار وهذه هي ثوابت، وتضيف ان في العشر سنوات الاخيرة كان الصوت الظاهر هو صوت الرجل الثاني ايمن الظواهري. وحول ردة الفعل المتوقعة من جانب اعضاء تنظيم القاعدة لمقتل زعيمهم تتوقع الدكتورة سلمى ضربة من جانب التنظيم لاهداف ما وستكون هذه الضربات في شكل عمليات انتقامية، وتضيف ايضا ان الرد سوف يأتي من تنظيم القاعدة حسب امكانيات الحركة والرد يكون في الزمان والمكان المناسبين، وفيما يتعلق بمقتل أسامة وتأثيره على المنطقة الإسلامية والعربية تقول د.سلمى انه سيؤثر سلبا وايجابا وان العرب يمكن ان يحصل لهم استرخاء والامريكان حققوا الهدف وسيحدث استرخاء لدى الحكام العرب واذا اعتبرنا اليمن دولة مهمة فيها اعضاء من تنظيم القاعدة قد يسترخى الناس وبالنسبة لباكستان هي منطقة غير آمنة ومضطربة ويمكن ان تزيد الخلخلة والاضطرابات هناك. يحيى الحسين القيادي بحزب البعث السوداني يعتقد ان مصرع أسامة بن لادن يؤثر على فعالية التنظيم وباعتبار ان هذا الاستهداف جاء في هذه المرة على القمة، ويقول ان التنظيم سيفتقد الشخصية الكارزمية لأسامة، ويتوقع الحسين ردة فعل من قبل اعضاء تنظيم القاعدة تستهدف مصالح غربية، ولكنه يقول ان ردة الفعل هذه سيكون مردودها ضعيفا، ويرى ان الاماكن التي تكون اكثر عرضة للاستهداف هي افغانستان وباكستان ويرجح ان هذه الردود قد تكون ضعيفة في اوروبا والغرب، حيث يرى ان هذه الدول بنت أحصنة واقية من الضربات. ولا يتوقع الحسين ان يأتي شخص مثل أسامة بن لادن لان الظروف التي خلقت بن لادن تختلف عن الظروف الحالية ، ويضيف «الا اذا جاءت نفس الظروف التي ساعدت بن لادن وهيأته لقيادة القاعدة»، ويرى ان انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد امريكا بالقيادة في العالم خلف عدم استقرار وخلف فراغا وان تنظيم القاعدة ملأ هذا الفراغ، ويقول ان مصرع بن لادن سيلقي بظلاله على منطقة الشرق الاوسط، ويتوقع ان هناك اشياء كثيرة سوف تنكشف بعد غياب زعيم القاعدة. الدكتور حمد عمر حاوي استاذ العلوم السياسية جامعة جوبا يقول ان أسامة بن لادن ارسل رسالة وأدى دوره في التنظيم والتنظيم اصبح عبارة عن ظاهرة. ويعتقد ان التغيير الذي حصل في المنطقة العربية في الاونة الاخيرة واستخدام الوسائل السلمية للتغيير في هذه المنطقة،ورفض الهيمنة لديه نتائج ايجابية، وقد تنتهي الحاجة الى العنف نتيجة لهذه الصحوة، وحول امكانية الرد من قبل تنظيم القاعدة ثأرا لمقتل أسامة يقول حاوي «قد تكون هنالك اعمال فردية»، مشددا على ان الشعوب اصبحت تغير بصورة سلمية ولا حاجة لها للعنف، ويرى ان الشعوب في المنطقة استعادت زمام المبادرة، وتنظيم القاعدة ظهر في ظل بيئة فرضت عليه ولكن حدثت تغييرات، مشيرا الى ان موت بن لادن لا يؤثر على المنطقة العربية وان هذه المنطقة هي التي حدث فيها الحراك والصحوة ورفض الحكم الدكتاتوري. الدكتور ربيع عبد العاطي قيادي بالمؤتمر الوطني يقول في رده على سؤال حول امكانية تأثر تنظيم القاعدة باغتيال قائده انه اذا كانت القاعدة تنظيم يحوم حول اشخاص فهو سيتأثر اما اذا كان مبنيا على فكرة فان الفكرة لا تموت لان التاريخ والقائد يزرع الافكار، والاجيال الاخرى تحصدها، ويقول «اذا كان التنظيم يقوم على فكرة فمن المستحيل جدا ان يتأثر التنظيم في الاستمرارية» ويضيف «الايام القادمة سوف تثبت هل التنظيم يقوم على الفكر او يحوم حول أسامة». ويشير عبد العاطي الى ان أسامة عاش من اجل فكرة واستشهد من اجل فكرة ويقول ان هنالك من يستشهد على فكرة علمانية او فكرة رفيعة او وضيعة. و يقول كل ما كانت الفكرة متعمقة ومتجذرة في من امنوا بها يمكن ان يكون لديها امتدادات مستقبلية ولا يمكن الحكم على موت الفكرة بموت صاحبها، ويشير الى ان هنالك احساسا بان مقتل بن لادن قد يخفف الوطأة التي كانت تعاني منها المنطقة العربية نسبة للنشاطات التي يقوم بها تنظيم القاعدة، ويتوقع عبد العاطي ردة فعل من قبل اعضاء القاعدة ويضيف ان لكل فعل رد فعل وان علم القوة الطبيعية يقول ذلك، ليستدرك بالقول «من السابق الحديث حول ردة الفعل أو انها ستكون قوية ومباشرة أو انها تحتاج لزمن».