نصب علماء سودانيون محاكمة لأفكار زعيم القاعدة أسامة بن لادن والذي لقي حتفه على يد جنود المارينز الأميركيين في الثاني من مايو الماضي، وعابوا على القاعدة تجويزها قتل من هم في حكم المستأمن والمعاهد والذمي. وصوب كل رئيس حزب الوسط الإسلامي؛ د. يوسف الكودة، والباحث في علوم الفقه؛ د. محمد مصطفى الياقوتي، انتقادات لأفكار بن لادن التي جوزت له قتل الناس بعلة الكفر، رغم أن الرجلين أقرا بمجاهدات زعيم تنظيم القاعدة في أفغانستان. وجاءت الآراء خلال ندوة نظمها مركز التنوير المعرفي بالخرطوم حول "القاعدة وبن لادن رؤى وأفكار قراءة في الفكر الجهادي". وقال الكودة إن مكمن الخلاف مع القاعدة في الأفكار التي تبناها التنظيم والتي اعتمدت على أن الكفر هو علة القتل "كلما كان هنالك كافر كان هنالك قتل"، موضحاً أنهم يقتلون الكافر الذى لا يستحق القتل والذين هم فى حكم المستأمن والمعاهد والذمي وهذا في الفقه الإسلامي حرام ولا يجوز قتلهم. حدود الجهاد ورأى الكودة أنه في حالة الجهاد المتفق عليه فالمسلمون مأمورون بالامتناع عن فعل أشياء لأن النبي محمد (ص) كان يوصي المجاهدين ويقول: "لا تقتل وليداً ولا طفلاً ولا راهباً فى كنيسته ولا تقتل شيخاً فانياً ولا تقطع شجرة ..". وأضاف الكودة: "القاعدة فعلت كل ذلك بالتفجيرات وحتى المسلمين لم ينجوا منها في أميركا وفى تفجيرات مكة والرياض". وأشار الكودة إلى تحفظات القاعدة على الديمقراطية كنظام للحكم لأنهم يرون أن الديمقراطية منازعة لله سبحانه وتعالى فى حاكميته، ما جعلهم يعادون الأنظمة الديمقراطية. وقال: "كما أن القاعدة لا تعمل بمراعاة فقه الممكن كما قال الرجل الثاني لابن لادن؛ أيمن الظواهري، عندما تصالحت حماس مع السلطة الفلسطينية "أحسن الله عزاءنا في حماس". حكمة إلهية من جانبه قال محمد مصطفى الياقوتي إن الله إن أراد أن يدخل كل أمته فى الإسلام لفعل ولكن لحكمة يعلمها الله وأنه لا إكراه في الدين. وأضاف أن الجهاد أمر مقدس ولا ينبغي إلحاق المصطلح بالعنف والتقتيل من غير ضوابط شرعية حقيقية، موضحاً أن الجهاد القتالي يكون لدرء الحرابة، أي بمعنى رد العدوان، كما أن الدخول في الإسلام بطواعية وليس أمراً قسرياً بالقهر والتسلط. وذكر الياقوتي أن الدين الإسلامي دين تسامح لكن ما ولد العنف هو استبداد الحكام الذين لم يتطلعوا إلى هموم الشعوب فى غالب الأحايين وعدم تعبيرهم عن تطلعات الشعوب. وفي نهاية الندوة أوجد الكودة بعض التبريرات التي دعت القاعدة لتبني أفكارها، منها الوضع السيئ للأمة الإسلامية واستعلاء الغرب عليها، بجانب القضية الفلسطينية والانحياز الواضح والفاضح للمجتمع الغربي للإسرائيليين، وفي مقابل ذلك الأنظمة العربية "المفترية والعميلة".