٭ فوجئنا البارحة بأقلام إسلاموية تذرف حبراً سخيناً ذا «سواد» على أسامة بن لادن.. ٭ فقد بكا أصحاب هذه الأقلام الرجل بكاءً مراً وهم الذين ظننا أن قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة من شدة لا مبالاتهم إزاء الذي يتعرض له نفر من «بني جلدتهم!!» من مآسٍ يرق لها قلب «الكافر!!».. ٭ فلا مآسي أبناء دارفور هزَّت في دواخلهم «خلجة!!».. ٭ ولا فجيعة أهل كجبار في فلذات أكبادهم استدرت من أقلامهم «قطرة!!» ٭ ولا ما سال من «دماء على البحر» شرقاً أسال من مآقيهم «دمعة!!».. ٭ ولا، ولا، ولا بعدد سنوات الانقاذ إلى يومنا هذا.. ٭ ولكن قُساة القلوب هؤلاء فاجأونا البارحة أنهم يعرفون ما البكاء، وما النواح، وما التأثُّر، بل وما «الثكلي» «كمان».. ٭ فكل «الجِعّير» ذلك كان بسبب موت أسامة بن لادن.. ٭ فإن يموت عشرات أو مئات أو ألوف من أبناء الشعب السوداني جراء الجوع، أو المرض، أو الاهمال، أو «الرصاص الحي!!» فهذه ليست مشكلة.. ٭ ولكن أن يموت أسامة بن لادن فهذه مصيبة.. ٭ وتماماً مثلما تفعل النائحات فقد وصف النائحون هؤلاء بن لادن بالذي «فيه وليس فيه».. ٭ قالوا مثلاً إنه كان يحارب إسرائيل وهذا ليس صحيحاً بالمرة.. ٭ فأسامة لم يستهدف إسرائيل أصلاً سواء بطلقة، أو بصاروخ، أو بقنبلة، أو ب «انتحاري».. ٭ وقالوا إنه كان يحارب أمريكا وهذا أيضا ليس بالصحيح.. ٭ هو كان يزهق أرواح أبرياء من الشعب الأمريكي ولكنه لم يمس شعرة واحدة في رؤوس متنفذين أو تشريعيين أو قادة عسكريين.. ٭ وقالوا انه كان يحارب الظلم حيثما كان وهذا «برضو» غير صحيح بدليل ولوغه في دماء أبرياء، وقد قال الحق في كتابه الكريم: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً».. ٭ هو باختصار كان يحارب «العُزَّل» من أبناء شعوب الغرب انتقاما من صُنَّاع القرار في شخوصهم.. ٭ وقد رأينا في العراق كيف ان الزرقاوي وهو أحد اتباع بن لادن كان يتلذذ بذبح رهائن امريكان وهو يتوهم في قرارة نفسه انه يذبح بوش، أو رمسفيلد، أو كولن باول.. ٭ شيء واحد قاله «المثكِّلون» هؤلاء عن بن لادن هو صحيح ولا اعتراض لنا عليه.. ٭ فقد وصفوه بالزهد والتقشف واتباع نهج السلف الصالح في المأكل والمشرب والملبس والمسكن.. ٭ وهذا الكلام «مضبوط» تماماً ولا نُخالف «بواكي» بن لادن فيه. ٭ فهو رغم ثروته الطائلة كان يحب ان يعيش عيشة الكفاف «محاربة!!» للشهوات الانسانية داخله.. ٭ لقد كانت شهوات البطن والفرج و«التسلُّط» هي العدو الحقيقي الوحيد الذي «حاربه» بن لادن فانتصر عليه.. ٭ طيب؛ يا من تعلمون قيمة هذا النهج الاسلامي «المعيشي» الذي اتبعه بن لادن: ٭ لماذا لا تقتدون به وتكونون مثله؟!.. ٭ لماذا لا تتقشفون وتزهدون وتعزفون عن مباهج الحياة الدنيا؟!.. ٭ لماذا تتخيرون من المسكن افخمه، ومن المأكل افخره، ومن المشرب أطهره، ومن الملبس أحسنه، ومما يركب احدثه؟!! ٭ لماذا اضحى نظامكم «الاسلامي!!» هو الأشهر منذ الاستقلال من حيث التعدي على المال العام؟! ٭ ولماذا صار منسوبوكم هم الاغنى من بين نظرائهم كافة من حيث الاستثمارات والمكتنزات والتطاول في البنيان؟! ٭ ولماذا امسى عدد مستوزريكم هو الاكثر من لدن بعنخي وحتى عهد الصادق المهدي من حيث التكالب على «التمكين!!» ولو تحت مسميات لم يسمع بها «علم السياسة»؟!.. ٭ نريد اجابات واضحة على اسئلتنا «المشروعة» هذه يا من تعددون مآثر بن لادن المستمدة من نهج السلف الصالح.. ٭ إن كان تقشف بن لادن يعجبكم فتقشفوا مثله «يرحمكم» الله.. ٭ وإن لم يكن يعجبكم ف «ارحمونا» نحن من «دموع أقلامكم!!».. ٭ أما إن كان يعجبكم ولكنكم لا تقدرون عليه فقولوا لنا «برضو».. ٭ فعلى الأقل تكونون قد تشبَّهتم ب «فقيدكم!!» في الشجاعة.