٭ كثيرة هي القضايا التي تخطر بالبال إذا ما ذكر إقليم دارفور «الأمن مفاوضات السلام العودة الطوعية الاستفتاء الإداري التعويضات وغيرها». وثمة فرصة أتيحت لنا الفريق الصحفي الذي ضم عدداً من ممثلي الصحف اليومية لزيارة ولاية شمال دارفور، بدعوة كريمة من حكومة الولاية للوقوف على حقيقة الأوضاع بالولاية، فاستقبلنا واليها عثمان محمد يوسف كبر وأحسن الضيافة في البيت الرئاسي، وشهدنا حراكاً سياسياً من حكومة الولاية التي قوامها الشباب على رأسهم وزير الشباب والإعلام حافظ عمر الذي سهر على تسهيل مهمة الوفد الإعلامي. وكانت فرصة لرؤية حقيقة الوضع، وأتيحت لنا فرصة لقاء صحفي يمكن أن يعتبر حواراً ويمكن أن يكون مؤتمراً صحفياً مع والي الولاية، الرجل الذي لا يعرف الكلل والملل.. فشهدنا اجتهاده وإشرافه المباشر على كل الشؤون، وفي هذا اللقاء تعددت القضايا وإن تصدر الاستفتاء الإداري ترتيبها. وأكد الوالي كبر تمسك حكومة الولاية بإقامته لأن الشأن عندهم عن أهل دارفور وليس الحركات، وتوقع أن تأتي وثيقة الوساطة التي طرحت في الدوحة بانفراج جزئي في القضية. وشدد على أن الحل يوجد بالداخل، وأكد استقرار الأوضاع الأمنية بولايته، وأبدى عدم رضائه عن سير العمل بطريق الإنقاذ الغربي، الأمر الذي أرجعه لضعف معدات الشركات المنفذة، كما أشار إلى أن التمويل يعتبر العقبة الرئيسية في إكمال برنامج العودة الطوعية للنازحين، وتحدث عن جهود حكومته للارتقاء بالأداء التنفيذي. وكشف عن أهداف ملتقى التعايش السلمي الذي سيعقد في فاشر السلطان في مايو القادم، كنا نود فتح قضايا أخرى الا أن مداهمة وقت إقلاع طائرة الوفد الصحفي حالت دون ذلك، فالي مضابط الحوار: موافقة الأطراف ليست ضرورية لقيام الاستفتاء وما يهمنا أهل الإقليم العمل يمضي ببطء في طريق الإنقاذ الغربي والسبب الشركات المنفذة ٭ السيد الوالي الحكومة تصر على إجراء الاستفتاء الإداري بالرغم من الرفض من الحركات المسلحة والأحزاب المعارضة بجانب المجتمع الدولي؟ «شوف» نحن الرفض الذي يلاقيه الاستفتاء الإداري من هذه الأطراف لا يهمنا، ما يهمنا فقط هو رأي أهل دارفور فقط، وما يهمنا أن يشارك إنسان دارفور دون أية قيود، وأن يشارك برأيه، وبعد ذلك يأتي الاعتراف لأنه لو أعدنا الاستفتاء ألف مرة فإن الرأى رأيه. ٭ الحركات المسلحة في المفاوضات رفضت الاستفتاء؟ أنا لا أرى أى ربط بين الاستفتاء وما يجري في الدوحة من مفاوضات، لأن الاستفتاء الإداري هو نص في اتفاقية أبوجا، ولم تكن الدوحة حينها في الأفق. ٭ هنالك تحفظ على السجل الذي سيعتمد عليه الاستفتاء؟ الانتخابات الماضية التي اعترف بها قامت على هذا السجل نفسه. ٭ «مقاطعة» الحركات لم تعترف بنتيجة الانتخابات؟ الحركات المسلحة حاربت وحملت البندقية، واعترافها ليست له أهمية عندنا. ٭ جميع الحركات المسلحة تتفق على المطالبة بالإقليم الواحد في الدوحة. ليست هنالك أية قضية في مفاوضات الدوحة غير الإقليم الواحد، وكل القضايا الأخرى سقطت، الجنجويد والحديث عن التطهير العرقي، والحركات تريد أن تجعل من الإقليم الواحد موضوعاً، ونحن نريد أن نقتل هذا الموضوع الواحد الذي تتمسك به الحركات. ٭ السيد الوالي تتحدثون عن أن الاستفتاء الإداري سيقوم على أنه جزء من أبوجا التي الطرف الأساسي فيها خرج و..؟ «رد مقاطعاً» قبل أن تكمل كلامك الطرف الآخر حركة تحرير السودان موجود والذي خرج هو مناوي في شخصه وليس الحركة، فهي موجودة، واليوم هم يتدربون، وعندي قيادات من الحركة موجودون الآن في كل المناطق، والحركة لا تنتهي بخروج مني، ولو كانت كذلك لانتهت منذ خروج عبد الواحد منها. والحركات ليست ملكاً لأفراد، ومثلما ذهب عبد الواحد في السابق الآن ذهب مني، وحركة تحرير السودان موجودة وتمارس حقها بانسجام مع الناس، ولها رؤيتها، ولا يوجد أي منطق يقول إن الطرف الآخر غائب، لأن الأطراف حاضرة، بالإضافة لهذا كله ليست حركة تحرير السودان وحدها التي وقعت، فهنالك حركات أخرى وقعت أيضاً، ووجدت اعترافاً من المجتمع الدولي، فهناك أكثر من سبع أو ثماني حركات الآن موجودة في الساحة، مثل الإرادة الحرة القيادة التاريخية. ٭ هنالك من يرى أن الظروف الأمنية على الأرض في الإقليم غير مهيأة لقيام الاستفتاء؟ والله أنا لا أعرف من الذي يحدد أن الظروف غير مهيأة على الأرض، والآن لا يوجد قتال، والوضع مستقر في الولاية، والانتخابات والإحصاء السكاني كانا على نطاق واسع ونجحا، ونحن في الإحصاء دخلنا فيه بلغة القذافي «دار دار.. بيت بيت» في دارفور وفي أقصى المناطق، والانتخابات جرت في ظروف أسوأ من الآن ونجحت، والكل كان يتوقع انفجار الوضع فيها، والاستفتاء الإداري هو أمر بسيط جداً ليس فيه أي تعقيد، بل أن الانتخابات كان فيها منافسون، وأعتقد أنه ليست هنالك مدعاة للقول إن الوضع في دارفور غير مهيأ لقيام الاستفتاء. ٭ كيف تنظرون لوجود بعض الحركات الدارفورية بالجنوب؟ هل تتوقعون قيامها بأعمال عدائية بالإقليم؟ نحن نتوقع ذلك طالما أنها ذهبت إلى الجنوب الذي جعلته مأوى لها، ليس لأنه ليس لديها وطن، ولكن لأنهم لديهم فيه غرض، وده ما داير كلام، ومؤكد أن الحركة الشعبية تضمر شيئاً، وبالتالي نحن نتوقع ذلك و «البدبا لينا بندبا ليهو». ٭ هنالك غياب للتوعية بالاستفتاء وسط أهل الإقليم خاصة النازحين بالمعسكرات؟ نحن لا يمكن أن نسمي الولد قبل ولادته، وهذا يكون استباقاً، وهذا غير جيد وليس من المنطق، فالمحلية لم تبدأ إجراءاتها ولم تعين موظيفها بعد، ونحن لم نبدأ حملتنا التعبوية، وهذا غير منطقي، ولكن نحن عندنا خطة توعية أعددناها في مارس الماضي، وسيصدر قرار بتكوين لجان تنفيذها، ولكن لا أعتقد أن هنالك أحداً لم يسمع بالاستفتاء الإداري، لأن حديث الإعلام حوله ظل مستمراً منذ أربعة أشهر. ٭ السيد الوالي برنامج العودة الطوعية للنازحين كيف يمضي؟ وهل توجد عقبات تقف أمام تنفيذه؟ والله العقبة الرئيسية أمامه هي التمويل، ومقومات العودة الطوعية الأربعة تعتمد عليه، أولها الأمن وهو متوفر في القرى التي كانت قد هجرت، والثاني الخدمات ويمكن توفيرها، والثالث المعينات للبقاء في المنطقة، والرابع التعويض، وكل هذه الأربعة لو توفر التمويل لن يكون هنالك إشكال. ٭ استراتيجية دارفور التي وضعتها الحكومة كيف يجري تنفيذها الآن؟ استراتيجية دارفور من حيث المضمون والفكرة والأهداف أنا أعتقد أنها ناجحة وجيدة، وإذا كان هناك أى نقص فيها فإنه يكون في مستوى الالتزام بتنفيذها. ٭ هل هنالك عدم التزام بالتنفيذ؟ لا.. أنا لا أقول إن هنالك عدم تنفيذ، ولكن أقول هنالك بطء في بعض المحاور، وحتى البطء نفسه هناك أسباب له، والعملية تحتاج الى دفع. ٭ سعادة الوالي ما رأيك في سير العمل بطريق الإنقاذ الغربي؟ العمل في طريق الإنقاذ الغربي بصراحة بطئ، وهذا في محور الطريق المتفق عليه الفاشر أم كدادة، وهذا المحور طوله «168» كيلومتراً، وهذا العمل عطاؤه وقع لشركة باو الصينية ومعها شركات أخرى عاملة، وهذا الطريق مدة العمل فيه «30» شهراً، ونحن الآن تجاوزنا ال «16» شهراً. ومن المفترض أن يكون العمل قد تجاوز نسبة ال50% ولكنه لم يتجاوز نسبة ال 18%. وهذا دليل واضح على وجود خلل، والحكومة ما قالته التزمت به، ولكن الشركات ليست لديها القدرة، وهي شركات ليست لديها آليات وفنيون، والآليات العاملة قليلة جداً، مثلاً واحدة من الشركات اسمها «كونتراست» عندها ستة قلابات فقط، ونجد أن بعض الشركات تنفذ الكباري بآليات تقليدية جداً، وهل تنفذ الكباري في مثل هذا الطريق ب «البرويطة»؟ وهذا لا يمكن أن يتم بهذا الشكل، وهذا مهم جداً، ويجب أن يثبتوا أن لديهم آليات ثقيلة قادمة ووصلت الآن الميناء، ولكن بصراحة هنالك بطء واضح. ٭ ماذا عن المحاور الأخرى؟ المحاور الأخرى محور نيالاالفاشر «ماشي كويس». ٭ ما هو رأيكم في سير مفاوضات الدوحة خاصة ما ورد بالوثيقة النهائية؟ بالنسبة للسقف النهائي لمباحثات الدوحة والوثيقة النهائية، طالما أن الوسطاء بعد مفاوضات توصلوا إلى هذه الوثيقة هذه قضية، وأما أن تكون هذه الوثيقة مرضية للناس فأعتقد هذه قضية أخرى، ثانياً ما يمكن أن تحققه فهى يمكن أن تحدث انفراجا بسيطا في القضية، ولكن قطعاً لن تحقق الحل الجذري لقضية دارفور أصلاً. ٭ «مقاطعاً» على أى شيء بنيت حديثك هذا؟ لأن الموجودين في الدوحة هم جزء يسير من أهل دارفور، والأغلبية موجودة هنا داخل الإقليم، وهذه واحدة اثنين، فالمشاركة إن لم تكن فاعلة للموجودين داخل الإقليم أعتقد أنها ستكون عقبة في تنفيذ الاتفاق الذي ستصل إليه، لأن دارفور هي المكان الذي ستنفذ فيه هذه الاتفاقية، لذلك الناس الموجودون في موقع الحدث إذا لم يتم إشراكهم في الاتفاق فهذا يؤكد أنه لن يعنيهم في شيء مهما كانت هذه الاتفاقية جيدة. والكلام الذي سيقال في اللقاء الجامع لأهل دارفور يجب أن يكون هو الهيكل العظمي للاتفاق، ولا بد أن يشارك كل أهل دارفور بمختلف ألوانهم السياسية والجهوية في هذا الملتقى، ولكن أن يترك الرأى فقط للحركات المتمردة فهذا غير صحيح، لأن أهل دارفور هزموا التمرد، لأن المواطنين إنحازوا للسلام، والناس اليوم يمنعون التمرد الذي يحمل السلاح بالفأس فقط من دخول مناطقهم، وفي الماضي «ما كانوا بعملوا كده»، لكن اليوم يفعلون هذا. وحقيقة الفهم داخل دارفور تغير تماماً. ٭ السيد الوالي نسأل عن الأوضاع الأمنية في الولاية في هذه الفترة؟ الأوضاع الأمنية الآن هادئة وتحت السيطرة، والآن لا توجد أية مشكلة، والوضع الأمني الآن جيد، والحمد لله على ذلك، ولا توجد أية مواجهات في أى مكان في الولاية.. نعم هنالك وجود للحركات المسلحة بالولاية ولكنه وجود «خامل» إلا من بعض المجموعات الصغيرة في شكل عصابات نهب مسلح، ولكنها وهي منسوبة للحركات تحاول أن تتحصل على بعض الإيرادات، وهذا فقط هو الموجود، ولكن إجمالاً الوضع الأمني فيه استقرار، ولا توجد أية مشكلة أمنية في أى مكان. ٭ ماذا عن آلية التقييم والتقويم لأداء وعمل حكومة الولاية؟ التقييم طبعاً دائماً ما يسبق التقويم، وآليتنا هنا هي الآلية التنفيذية لحكومة الولاية، وهي قد عرضت تقاريرها، وبعدها نحن نجتمع في حكومة الولاية لنبدأ في تقييم كل التقارير التي عرضت في الملتقى، وفقاً لمعايير كنا قد وضعناها وأوزان، ونحن لا نطرح محاسبتنا للمسؤولين في هذا المجمع، ولكن بعد ذلك نحدد مواضع الخلل التي هي من الطبيعي أن تتفاوت درجاتها، ومن الطبيعي أن تتفاوت معالجاتها، هنالك موضع خلل يمكن معالجته بلفت النظر، وموضع خلل آخر يعالج بالنصح، وهنالك موضع خلل آخر يمكن إصلاحه بالازالة، خاصة إذا كان شخصيا، ونحن في تقييمنا الكلي نضع في نظرنا سبب الخلل نفسه، هل كان الخلل بسبب سلوك من الشخص المسؤول، أم أن الإمكانيات كانت هي السبب، أم أن هناك عقبات غير مرئية لا يمكن تجاوزها من جانب المسؤول، ولكن السبب في الخلل لأسباب موضوعية تتعلق بقلة الإمكانيات أو الأسباب الأمنية أو أى سبب آخر مقبول. فنحن نحاول إصلاح هذا الخلل، ولكن إذا كان الخلل في أفراد فنحن لن نستطيع أن نصلحه بصراحة. ولذلك نحن قلنا اذا كانت هناك أية عقبة تقف في طريق مسيرتنا هذه فإننا سوف نعمل على إزالتها. ٭ السيد الوالي أعلنت عن تنظيم ملتقى للتعايش السلمي في الفاشر الشهر المقبل.. ما هي أهم أهداف هذا الملتقى؟ نحن نهدف من خلال هذا الملتقى الى أن نخاطب القضايا بين المزارع والراعي، ونقدم خلال هذا الملتقى حلولا، وهذه الحلول ترتكز على أننا يجب أن نقوي ونمتن ونعزز التعايش السلمي الموجود بين الناس. ونحن لكي نقوم بهذا يجب أن نعزز الأعراف الموجودة بين الناس، لأن العلاقة بين الراعي والمزارع موجودة في دارفور منذ آلاف السنين، وهم كانوا متعايشين، وهنالك ممسكات تحكم العلاقة بينهم، وهذه الأعراف موجودة بين أهل دارفور، ونحن نريد أن نبعث هذه الأعراف، ونريد أن نقوي العلاقة بين الراعي والمزارع. وهنالك مشكلة في هذا اسمها «الطليق»، وهي موعد انطلاق الرعي، وتكون في نهاية فبراير، وعندما يذهب الراعي إلى الخلاء خاصة عندما يكون الخريف غير جيد، فإن الماشية تدخل في هذه الفترة بالتحديد في المزارع وتحدث الإشكالات، والمواعيد هذه بالتحديد نحن نريد أن نتفق عليها، وهذا المؤتمر بين الولايات في ولاية شمال دارفور، نسبة لأن لدينا حدودا رعوية مع ولايات جنوب دارفور وغرب دارفور وشمال كردفان، ونريد من خلال هذا الملتقى أن نعزز التعايش بين هذه الولايات. ونحن سنكمل الإعداد له، وسنتكفل بتكاليفه، وهذا الملتقى المشاركة فيه ملزمة لقيادات الإدارة الأهلية. وهذا المؤتمر نعتقد أنه مهم جداً، وندعو الولايات الأخرى إلى المشاركة فيه لأنه مفيد جداً ومهم. ونحن سنسعى من خلاله إلى أن نرجع إلى خطوط النار، لأنها واحدة من الوسائل لتحديد المراعي، وسنهتم بتفعيلها في الملتقى. ٭ سعادة الوالي حدثنا علاقتكم مع المنظمات الدولية؟ علاقتنا مع المنظمات الدولية محتاجة من جانبنا إلى إعادة تقييم.