قال نائب رئيس الجمهورية، علي عثمان محمد طه، ان الحكومة ترتب لتشكيل تحالف بين مكوناتها المختلفة ،لتنظر الى قضاياها الداخلية بعين الاعتبار لجهة ان المستقبل لا يأتي الا بالتكتلات والتحالفات . واكد طه لدى مخاطبته سمنار منظمة وحدة النقابات الافريقية بقاعة الصداقة أمس ،ان الحكومة تسعى لبلورة رؤية وطنية جامعة وصياغة دستور جديد للبلاد لتنظيم الحكم عقب المرحلة الانتقالية وزاد « مصممون على الوفاء لكل الالتزامات «،وقال ان كان هنالك تباين في وجهات النظر فيجب ان نخضع الخيارات لحوار ديمقراطي، وان نلتزم بإنفاذ الوعود. وشدد طه على ان الاستراتيجية التي سيختطها السودان لن تترك المجال لان تعمل مستويات الحكم والمنظمات بشكل منفرد،مضيفا ان كل الجهود ستصب في اطار تحقيق المصلحة العليا . واوضح ان الحكومة لم تمنح موافقة نهائية لمشاريع زراعية للوفد المصري الذي زار الخرطوم اخيرا، وزاد «لم ندخل في مناقشة اي مشروع او منح تصديق، ولكننا رحبنا بالفكرة» وتابع « نحن حريصون على ان تأتي مثل هذه المشاريع وتقر وفقا للقوانين والاجهزة الموجودة ببلادنا لنحفظ حقوقنا .» واكد طه ان الدولة تعزز دور الاعلام وتكفل الحريات بشكل اساسي، واضاف « ليست هنالك بقرة مقدسة، ويتعرض الجميع للانتقاد بدءًًًًًًًًا من رئيس الجمهورية، وهنالك عشرات الصحف غير المملوكة للحكومة ونحن سعيدون بالنقد الذي يصوب الينا لانه يجعلنا ننتبه لواجباتنا « وقال ان الحكومة تنظر بعين ايجابية للثورات العربية التي اجتاحت المنطقة باعتبارها دليل صحة وعافية لتشكيل مستقبل أفضل، بيد انه عاد ونفى ان تكون تلك الثورات اثرت في ما يمضون اليه ،وقال انه تعبير عن رؤية داخلية اصيلة وضعت منذ الانتخابات الماضية ،واكد عزم الدولة على بناء علاقة استراتيجية مع الجنوب باعتبار ان»الوجدان الوطني في الشمال تعلق بالوحدة ومازال يتطلع اليها». وامتدح طه، الممارسة الديمقراطية الرشيدة للشعب السوداني في عمليتي الانتخابات والاستفتاء بالرغم من رهان المجتمع الدولي على توالد العنف والاقتتال، بيد انه استلهم تجربة نصف قرن في ممارسة الديمقراطية ومازال يستمر بتمرين سياسي ساخن بولاية جنوب كردفان، واعلن ترحيب الدولة بكافة الشراكات وتشجيع المبادرات لايجاد موطء قدم مناسب بمنظمة العمل الدولية، وقال ان الشراكات الافريقية الصينية والماليزية والتركية والكورية والهندية اسهمت في امتصاص وايجاد البديل للهيمنة الدولية ضد السودان والدول الافريقية بمايجعل القرار بيدها لوحدها.