انسحبت الحركة الشعبية من اجراءات العملية الانتخابية بولاية جنوب كردفان أمس، للمرة الثالثة ، بعد ان قررممثلوها الانسحاب من اجتماع المفوضية القومية للانتخابات مع الأحزاب والقوى السياسية بهدف الخروج من الأزمة التي تعيشها العملية بالولاية،وبينما رهنت الحركة الشعبية عودتها بالبت في الاعتراضات المقدمة من جانبها،حمل تحالف المعارضة، اللجنة العليا للانتخابات بولاية جنوب كردفان، والمفوضية القومية للانتخابات، مسؤولية توتر الاجواء التى صاحبت عملية الاقتراع، وأزمة فرز الاصوات. وجاء انسحاب الحركة الشعبية على خلفية مطالبة سكرتير الحركة أرنو نقوتولو بفرصة لعرض وجهة نظرهم في بداية الاجتماع ، الا أن نائب رئيس المفوضية بروفيسر عبدالله أحمد عبدالله، أكد بأن الفرصة ستتاح لكافة الأحزاب عقب استعراض المستشار القانوني للمفوضية للاجراءات القانونية التي تتصل بمرحلة تجميع النتائج ومطابقتها ، الأمر الذي لم يقبله ممثلو الحركة الشعبية. وأكد بروفسير عبدالله خلال حديثه أنه ليس من حق المفوضية أواللجنة العليا للانتخابات الغاء أو اسقاط نتيجة أيٍ من المراكز أو الدوائر،وقال ان قانون الانتخابات لا يعطي وكلاء الأحزاب والمرشحين الحق في مشاركة المفوضية في عمليات رصد وتجميع النتائج ، الا أن المفوضية من باب حسن النية وحرصا منها على اتاحة أكبر قدر من الشفافية والنزاهة للعملية الانتخابية سمحت بذلك ، و زاد « يحق للأحزاب وأجهزة الاعلام والمراقبين الحضور وليس المشاركة «. واكد عبد الله ان العمل سيستمر ابتداء من اليوم ، لافتا الي ان اللجان الثلاث ستستمر في عملها واضاف « مايجري الان عملية فنية وجملة الاعتراضات يمكن البت فيها عقب اعلان النتائج الاولية بواسطة المحاكم « ، مشيرا الي ان غياب الحركة لن يوقفهم عن العمل، لكنه عاد وقال « لدينا مساعي سنقوم بها وسنتصل بالحركة مرة ثانية « . ورأى أهمية أن تحرص كافة القوى السياسية على التوافق حول اجراءات العملية حتى لاتتطاول هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الولاية ، وقال «نريد أن نرفع عن الولاية الضغوط التي تعيشها واخراجها من حالة الترقب وعدم الطمأنينة التي تحيط بها «. من ناحيتها ، رهنت الحركة عودتها بالبت في الاعتراضات المقدمة من جانبها ، ودعت في مؤتمر صحافي المجتمع الدولي ومجلس الامن لعقد جلسة طارئة لمناقشة الاوضاع بجنوب كردفان ، واعتبر سكرتير الحركة بجنوب كردفان ارنو انتقلو عودتهم دون حسم تلك الخروقات بمثابة المشاركة في تزوير ارادة الناخبين. وطالب مستشار رئيس الحركة قمر دلمان شريكي الاتفاقية واعضاء مجلس الامن لعقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة جنوب كردفان ومتابعة الاوضاع ، ودعا مواطني جنوب كردفان بالخارج والداخل بالاصطفاف وتفويت فرصة تزوير الانتخابات ، وزعم وجود نتائج لاتحمل توقيعات وكلائهم وبها تعديلات بائنة، واضاف « اعترضنا علي استمارات نتائج مزورة تزويرا فاضحا « مشددا بعدم عودتهم دون حسم الاعتراضات وقال « المفوضية تريد ان تستدرجنا الي المحاكم وهو فخ قديم «. من ناحيتها، حملت الاحزاب السياسية بالولاية لجنة الانتخابات مسؤولية مايجري وقال الامين العام للمؤتمر الشعبي عوض يوسف ل»الصحافة» امس،ان علي الجميع تفويت فرصة الانزلاق الي العنف وتجاوز الأزمة وفقا للقانون، واضاف ، ان لجنة الانتخابات تعاملت مع الامور بمرونة وتساهل مما اوصلنا الي هذا الحد الخطير، وحذر من انزلاق الاطراف الي العنف مبينا مساعيهم للجلوس مع كافة الاطراف لتجاوز الأزمة . الي ذلك، اوقفت شرطة القسم الاوسط كادقلي احد المواطنين ظهر امس حيث كان يقوم بالتقاط صور لمنزل والي الولاية مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون ودونت ضده بلاغا تحت مواد تتعلق بالتصوير في مناطق عسكرية وممنوعة . ورصدت «الصحافة» امس انتشارا واسعا للقوات الامنية بالمدينة، واغلقت المحال التجارية ابوابها في وقت مبكر من نهار الامس ، وشهدت مكاتب السفريات تدافعا عاليا من المواطنين الطالبين حجوزات لمغادرة الولاية . وفي السياق ذاته، حمل تحالف قوى الاجماع الوطنى، اللجنة العليا للانتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان، والمفوضية القومية للانتخابات، مسؤولية توتر الاجواء التى صاحبت عملية الاقتراع، وأزمة فرز الاصوات ومطابقة النتائج التى عرقلت اعلانها، ما ادى الى حالة من «الاحتقان» التى تشهدها الولاية. وقال تحالف المعارضة فى بيان امس، انه ظل يتابع باهتمام وقلق بالغين الأوضاع في الولاية وتطورات العملية الانتخابية عن كثب، وحذر من الخطاب السياسي التصعيدي والأجواء المتوترة التي رافقت العملية ، فضلاً عن الأزمة الناجمة عن عمليات فرز الاصوات ومطابقة النتائج التي عرقلت اعلان نتيجة الانتخابات. كما حمل التحالف ،اللجنة العليا للانتخابات والمفوضية القومية للانتخابات مسؤولية التوترات ،وخرق وتجاوز قانون الانتخابات وما اسماه بسوء التقدير في كيفية ادارة العملية الانتخابية ما خلق حالة الاحتقان والارتباك الحالية . واهاب بأطراف العملية السياسية في الولاية باستشعار حساسية المنطقة التي خسرت «كثيراً بسبب الحرب»، مشددا على عدم العودة الى مربع الحرب، مطالبا الجميع بالالتزام بضبط النفس واحترام قواعد الديمقراطية وسيادة حكم القانون . وقرر التحالف ارسال وفد الى الولاية خلال الايام المقبلة للعمل على تحقيق التوافق بين الاطراف المختلفة