كادوقلي : عباس محمد ابراهيم: إنسحبت الحركة الشعبية للمرة الثانية من أعمال رصد ومطابقة نتائج مراكز الإقتراع في إنتخابات جنوب كردفان ، وطالبت بإلغاء نتيجة أحد المراكز ، الأمر الذي قالت اللجنة العليا للإنتخابات إنه ليس من سلطاتها، ووجهت الحركة الشعبية بتقديم إعتراضاتها للجهات القانونية المختصة في المرحلة المحددة لتقديم الطعون. وبينما إعتبر المؤتمر الوطني الخطوة ،تأتي في اطار المماطلة السياسية ، حذرت القوى السياسية من خطورة الموقف إذا سار على هذا المنوال في ظل حالة الشد والجذب التي تعيشها العملية. وقال رئيس اللجنة العليا للإنتخابات بالولاية آدم عابدين (لسونا) إن العمل بدأ صباح أمس باستلام المظاريف وتنزيل الارقام التي نالها كل حزب واستمر العمل إلى أن حان موعد صلاة الظهر ، وعند العودة للقاعات لمواصلة العمل غاب منسوبو الحركة الشعبية وعادوا بعد فترة ليست بالقصيرة، وذكروا بأنهم تقدموا بمذكرة للجنة العليا طالبوا فيها بإلغاء نتيجة مركز كجيرة بالدائرة 25 ، وأفادوا بأن لهم إتفاقاً مع المفوضية القومية بأن يتم البت في أي اعتراض حول أي مركز من المراكز في حينه. وأكد عابدين، أنه وبحسب القانون فإنه ليس من حق اية لجنة إلغاء نتيجة المركز ، وزاد « إن نتائج المراكز أصلا سبق وأن علقت بالمراكز وباتت معلومة للجميع. « وأضاف أنه على إثر هذا قررت الحركة الشعبية الإنسحاب ،وأبان أنه كان قد تم التوصل إلى إتفاق مع الحركة لتخطي مركز كجيرة في هذه المرحلة والإنتقال إلى مركز آخر ، حيث تم البدء بالفعل بمركز الفولة ولكن بعد استراحة الصلاة لم يعد أعضاء الحركة الشعبية. من ناحيته، اعلن سكرتير الحركة الشعبية بجنوب كردفان، ارنو انتقلو في مؤتمر صحفي امس، انسحاب حزبه من عمليات عرض النتائج ،وشن هجوماً عنيفاً علي اللجنة العليا للانتخابات بالولاية ، وزاد « هذه اللجنة تريد ان تؤثر علي النتائج» وقطع بعدم تساهل الحركة مع التجاوزات الرامية لتغيير ارادة شعب جنوب كردفان. ودمغ ارنو اللجنة العليا بالتنصل عن الاتفاق المبرم مع نائب رئيس المفوضية عبدالله احمد عبدالله ، لافتا الي ان اللجنة تتعمد تمرير الاخطاء بشكل واضح. الي ذلك، استعرض بيان صادر من الحركة تلقت «الصحافة» نسخة منه عددا من اعتراضات الحركة من بينها وجود مركز وهمي في الدائرة رقم (5) كدام تم التصويت فيه بدون علم المفوضية والوكلاء والمراقبين بسجل يعود للإنتخابات السابقة، ولم يكن هذا المركز معلنا من المفوضية» ،الى جانب أن ضباط الدوائر لم يلتزموا بالمراكز التي حددتها المفوضية والمعتمدة لديها والتي ملكت للأحزاب والمرشحين في الدائرة رقم (9) مركز رقم (4) حلة الفقراء، عند فتح المظاريف الآمنة لم توجد النتائج بداخلها. من جانبه، قال ممثل المؤتمرالوطني في لجان الفرز عثمان بشرى، إنه وضح جليا الآن من موقف الحركة الشعبية أنها تماطل في الدخول في هذه الاجراءات ، وتسعى بكل الطرق لعرقلة العملية بصورة كلية ، وأكد حرصهم في المؤتمر الوطني على التحول الديمقراطي واستدامة السلام، واتهم بشرى، الحركة الشعبية بأنها لا تريد الإستقرار بالمنطقة، وأن لاتخطو الولاية للأمام ، مبينا أن كافة الأحزاب السياسية تأكد لها أن الحركة الشعبية تحاول جر الجميع إلى مضابط أخرى ، وقال ان المؤتمر الوطني وكافة القوى السياسية تعمل مجتمعة على تحقيق التحول الديمقراطي. وأضاف أن مايجري الآن من الحركة الشعبية يأتي في اطار المماطلة السياسية وليس هناك مبرر منطقي لانسحاب الحركة ، مبيناً أن ما يتم الآن عملية إجرائية لتلاوة ورصد نتائج المراكز ومطابقتها، وعلى كل حزب تدوين ملاحظاته حول العملية برمتها وتقديمها في شكل طعون للجهات القانونية المعنية لاحقاً للبت فيها. من جانبه، قال بشير أحمد شلعي، ممثل القوى السياسية والمستقلين، إن العمل لن يتقدم للأمام إذا سار على هذا المنوال في ظل حالة الشد والجذب التي تعيشها العملية الإجرائية ، وقال ان المفوضية عليها الآن أن تتخذ القرار الذي يضمن استمرار العملية ، مشيرا إلى أهمية الإبتعاد عن الأجواء التي تثير التوتر والبلبلة ، والعمل على إخراج الولاية من الكابوس الذي يجثم عليها ، مبينا أن العملية الإنتخابية بطبيعة الحال لا تخلو من كاسب وخاسر، وعلينا القبول بالنتيجة أيا كانت.