شهدت الخرطوم ابتداءً من الأحد الماضي احتفالية ملتقى النيلين للشعر العربي، والتي نظمتها وزارة الثقافة والاعلام بولاية الخرطوم. وبدءاً نسجل تقديرنا لهذه المبادرة، والتي تعتبر بداية للتواصل الثقافي على مستوى الشعر، ونثمن أن هذه البداية تصلح أساساً لنبني عليه، وأن نتدارك السلبيات ليصبح المهرجان بحق وحقيقة ملتقى للشعراء والنقاد العرب. وقد بدأت الاحتفالية بقاعة الصداقة حيث قدمت الكلمات من الدكتور محمد الواثق رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، والذي قدم مقدمة عن الشعر السوداني، وناشد المسؤولين العناية بأمر الشاعرين سيف الدين الدسوقي ومهدي محمد سعيد اللذين يعانيان من آلام حادة. وقد حضر الاستاذ سيف الدين الدسوقي، وقدم تسجيلا لقصيدته (زمن الأفراح الوردية) التي تغنى فيها بأم درمان.. وقد تولت تقديم الأمسية الشاعرة روضة الحاج، وقرأ في الافتتاح الشعراء: أحمد بخيت (مصر)، أيمن العتوم (الأردن)، جاسم محمد الصحيح (المملكة العربية السعودية)، هلال الفارع (فلسطين) ، وعبد القادر الكتيابي (السودان)، وكانت هناك قصيدتان للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد، والذي زار السودان عدة مرات من قبل، ويحفظ جمهور الشعر قصائده خاصة (صبر أيوب) و(يا أمي السودان). وقد جاءت كلمة الدكتور محمد عوض البارودي وزير الثقافة والاعلام حافلة بالاستشهادات من الشعر العربي، وحاملة للاهتمام بهذه التظاهرة الثقافية، وتحدث السيد والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي تناول محبة أهل السودان للشعر، وأكد على الاهتمام بهذه الملتقيات. وعقدت جلسة نقدية يوم الاثنين بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات، حيث تناول د. محمد الواثق تجربة محمد أحمد محجوب الشعرية.. وعقدت جلسة نقدية أخرى ولاحظ بعض الضيوف غياب الأوراق التي توزع في مثل هذه الندوات العلمية حتى يسهل متابعتها ونقاشها، خاصة وان المهرجان قد أعلن عنه منذ شهور وتم تأجيله.. وتلاحظ غياب بعض الأسماء التي كان قد أعلن عنها من قبل، كما أن هناك خللاً تنظيمياً، مما لاحظناه في الصحافة الثقافية، من غياب للبرامج المفصلة، ومعرفة محاور النقاش في الجلسات النقدية والمتحدثين والشعراء الذين وردت أسماؤهم في الصحف، ولم يخطروا بأمر مشاركتهم، أو أخطر البعض الآخر في وقت متأخر.. وهذا ما نأمل أن نحاول أن نكون أكثر انتظاماً ودقة في مثل هذه الأعمال الثقافية، والتي ندعو لها ضيوفاً أعزاء من خارج البلاد.