الثانية عشرة والنصف في الخرطوم امس كان الموعد المضروب من قبل مفوضية الانتخابات لوضع النقاط علي حروف ما يتعلق بمسار انتخابات جنوب كردفان وتحديد من سيجلس علي كرسي الولاية فيها بعد حالة من الشد والجذب بين المتنافسين عليها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية او لنكن اكثر تحديدا الصراع بين أحمد محمد هارون وعبد العزيز ادم الحلو ما يقارب الساعتين من الزمن وقتا انتظره الصحفيون لبداية المؤتمر الصحفي، وجاء مختار الاصم ليحسم الجدل ويقول ان أحمد محمد هارون سيكون هو والي الولاية في الاربع سنوات القادمة، محققا 201455 صوتا مقابل 194955 هي نصيب الرجل الاخر عبد العزيز ادم الحلو، وهو ما يعني ان ما يزيد عن الستة آلاف من الاصوات هي الفارق بين الاوراق التي وضعت في صندوق اي من المتنافسين ولم ينته العرض عند منصب الوالي وانما استمر في مستويات الحكم الاخري وتحديدا المجلس التشريعي الذي ينتظر منه ان يصنع مستقبلا جديدا في الولاية، ففي الوقت الذي حصل فيه المؤتمر الوطني علي 22 مقعدا من الدوائر الجغرافية تاركا المقاعد العشر المتبقية لحزب الحركة الشعبية، وتقاسم الطرفان المقاعد المتعلقة بالقوائم النسبية للاحزاب وقائمة المرأة حيث نال كل منهم 4 مقاعد للاحزاب وسبعة للقوائم النسوية اذا تلك هي النتيجة الختامية للانتخابات في الولاية النتيجة التي حسم اعلانها جدلا كثيفا بدا واضحا حتي في محاولات البعض التخمين حول لماذا تم تأخير اعلان بداية المؤتمر المتعلق باعلانها ،وهل ان في الامر ثمة صفقة لم تكتمل بعد، تساؤلات لم تستمر طويلا حتي اصطف عدد من الاعلاميين داخل القاعة في مبني المفوضية ليجدوا انفسهم يقومون بدور التجهيز للانطلاقة حيث ضاقت القاعة بالمايكرفونات وادوات التصوير قبل ان تضيق بالحضور الاعلامي الكثيف، نائب رئيس المفوضية عبد الله أحمد عبد الله هو من تولي استهلالية المؤتمر الصحفي لغياب رئيس المفوضية مولانا ابيل الير لظروف قد تتعلق بانفصال الجنوب، الحدث البارز والذي القي بظلاله علي ما يحدث الان في انتخابات جنوب كردفان والذي بدأ الحديث قائلا الان قد اكتمل عقد العملية الانتخابية وتمثل انتخابات جنوب كردفان الحلقة الاخيرة في عملية الانتخابات المنصوص عليها في اتفاقية السلام الشامل واعتبرها فرصة كبيرة لاكمال المسيرة المتعلقة بالمشورة الشعبية في جنوب كردفان قبل ان يقول ان المفوضية اكملت مهمتها بنجاح منقطع النظير وبمهنية عالية امرا اكدت عليه وبحسب نائب رئيس المفوضية تقارير لجان المراقبة المحلية والدولية، وقال ان الوصول بها الي نهايتها لم يكن ليتم لولا التسهيلات التي قدمتها كافة الاطراف بدءا من الذين مولوا انشطة المفوضية والدور الايجابي لاجهزة الامن والاعلام ودور الاحزاب في ولاية جنوب كردفان قبل ان يشيد وبشكل خاص بالسلوك الديمقراطي الذي انتهجه انسان الولاية ومشاركته الفاعلة في انجاحها، وفي ختام حديثه وقبل ان يضع المايك في كنانة مختار الاصم ناشد عبد الله كافة اطراف العملية بالقبول بنتيجة الانتخابات، وطالما ان هناك فائزاً فلابد من خاسر، قال حديثه وفي باله حالة النزاع والشد التي نقلت وسائل الاعلام وصوت الحركة والمعارضة المرتفع رافضة لنتيجة الانتخابات ومتهمة المؤتمر الوطني بتزويرها ومعلنة عدم اعترافها بها ، قبل ان يختم حديثه بان عملية فرز وعد وتجميع الاصوات اكتملت الان وتمت مراجعتها واعتمادها بعدها اعلن مختار الاصم عن نتائج الانتخابات بداية من منصب الوالي ومعلنا عن الاصوات التي حصل عليها اولا مرشح المؤتمر الوطني أحمد هارون محددا الرقم 201455 وبعده ارقام مرشح الحركة الشعبية عبد العزيز ادم الحلو 194955 بينما نال المرشح المستقل تلفون كوكو علي 9130 صوتا وهي النسبة التي جعلت هارون يبقي حيث كان في منصبه واليا للولاية بعدها اعلن عن الفائزين بالدوائر الجغرافية للمجلس التشريعي والتي نال المؤتمر الوطني فيها 22 مقعدا سيجلس عليها بحسب الاسماء التي وردت في نتيجة المفوضية كل من محمد ادم ابكر من دائرة العباسية ، عبد الرحمن النور بركة من دائرة رشاد تتجملا، ومحمد حسين كلكة من دائرة ابوو كرشولا وبرمبيطة، ومحمد حسن عبد الله من دائرة «4» مدينة كادقلي ،وصالح عساكر من دائرة السراجية ، وعلي محمد النعمة من دائرة الترتر ووكرة، وأحمد حسن عباس غبوش من الدائرة «7» كادقلي، وادم جاروط خميس من دائرة تالودي الليري، وقادم ادم اسماعيل من الدائرة «9» كادقلي، وعلي التوم مسار فال النبي من الدائرة «11» كادقلي، ومضوي أحمد مضوي من دائرة القوز شمال، والطيب عبد الرحمن يونس من القوز جنوب، وحمدان أحمد ضحية من دائرة لقاوة، وأحمد علي أحمد من دائرة السنوط ،وسعد داؤؤد عبد الرحمن من دائرة كدام، وبندر ابراهيم بلول من دائرة الكيلك، وعلي اسماعيل حمودة من دائرة الفولة وريفي الفولة، ونافع اسماعيل نافع من دائرة بابنوسة التبون ادريس، وبخيت كيال من دائرة كجيرة ، بينما فاز مرشح الوطني من دائرة المجلد الفكي نواي فضل الله بالتزكية، ونال ايدام ادم محمد دائرة الميرم والستيب، ونال اسماعيل حامدين دائرة الدبب وشمال أبيي ، بينما سيجلس علي مقاعد الحركة في المجلس التشريعي لولاية جنوب كردفان سليمان جبون محمد ساردين من دائرة هبيلا ودلامي، وأحمد بلقة اتيم كوكو من دائرة سلارا، وحمد النيل حسب الله سليمان خضر من الدائرة «18» الدلنج، واسكيال كوكو تالودي من دائرة البرام الجنوبية ،وأحمد تية كافي من دائرة البرام الشمالية، ورمضان ابراهيم شميلا سعيد من دائرة هيبان الجنوبية، والنور صالح الفاضل من دائرة كادقلي الغربية، وداؤؤد اشعيا الفول من دائرة ام دورين ،ومبارك بولس توتو من دائرة هيبان الوسطي، ونيرون فيليب اجو من دائرة هيبان الشرقية، يضاف لهولاء احد عشر عضوا هم حصيلة الحركة الشعبية من التمثيل النسبي ومثلها للمؤتمر الوطني ايضا حيث حصل كل حزب علي نفس عدد المقاعد التي حصل عليها نظيره في التنافس غير المباشر. بعد ان اعلان النتيجة بدأت التساؤلات تتري هل سيكون اعلانها هو اخر المحطات في الولاية الملتهبة التهابا سببه انفصال الجنوب وعوامل ارتباطه بها، والاخبار تحمل امس اعلانا حتي قبل ان يصل الاصم لمنصته بان الحركة الشعبية لن تقبل بنتائج الانتخابات، ولم يقف الامر عند هذا الحد فحسب بل ان الحركة نفسها اعلنت امس نتيجة قالت انها تمثل نتيجة الانتخابات المنتهية وهي النتيجة التي تظهر الحلو فائزا بمنصب الحاكم وليس الوالي، فالاختلاف هناك حتي في ادبيات التعامل مع المناصب وبدأ ان النتيجة التي اعتبرها البعض الخطوة الاخيرة في مشروع التحول الديمقراطي لن تكون كذلك، وامس الاول استبقت الحركة الشعبية الاعلان لتقول في مؤتمر صحفي علي لسان نائب امينها العام ياسر عرمان «، إن الحركة والمؤتمر الشعبي يدرسان إمكانية الانسحاب من البرلمان، وأشار إلى أن الخطوة تأتي على خلفية ما وصفه بالتلاعب في نتيجة انتخابات ولاية جنوب كردفان، واضاف عرمان في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم أمس، إن لجنة الانتخابات أضافت مركزاً لمراكز الانتخابات على الرغم من اعتراض الحركة عليه ، ورأى عرمان ان المؤتمر الوطني ليس باستطاعته إدارة الولاية دون القوى السياسية والحركة الشعبية على وجه الخصوص، وأضاف ان الحركة ستقاطع الجهازين التنفيذي والتشريعي في جنوب كردفان، ولن تلجأ للحرب لكنها ستقاوم مقاومة يشهدها الجميع ، وفي رد بدا وكأنه هجمة مرتدة علي حديث ياسر مصدره هذه المرة كان الرجل المعلن فوزه او عودته كوالي للولاية امس أحمد هارون ،ورأى ان ماتم يؤكد ان الحركة الشعبية لم تتخلص بعد من اشكالية انها حركة عسكرية متمردة لاتأبه بالقانون او الديمقراطية اذا لم يحققا رغباتها، والذي اتهم من اسماهم باليساريين داخل الحركة بانهم سبب اساسي في نهاية الحالة الوفاقية التي شهدتها الولاية طوال فترة توقيع اتفاقيات السلام ، والذي قال انهم يعملون لخلق البلبلة في اوساط المواطنين، قبل ان يتهم الرجل الحركة نفسها بالتزوير بالرغم من فوزه، مشيرا الا ان هذا التزوير كان سببا في الفارق الضئيل بينه ومرشحها في السباق خصوصا في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، وقال متهكما ان هذه المناطق جاءت بدون تالف وهو ما لايحدث حتي في انتخابات المحامين، ومن الملاحظات التي جاءت في نتيجة امس المعلنة ان ثمة فوارق كبيرة بين مرشحي الوطني والحركة ففي الوقت الذي تجاوزت فيه النسبة عشرة آلاف لصالح مرشح الحركة في مناطقها برزت هذه النسبة ايضا في المناطق التي يسيطر عليها الوطني في اجزاء اخري من الولاية التي كانت تنتظر من الانتخابات ونتيجتها استشراق مرحلة جديدة من الاستقرار يبدو ان الوصول اليها تحيط به مجموعة من المتاريس جعلت من القوات المسلحة التأكيد بحسب ما نسب للمتحدث الرسمي باسمها العقيد الصوارمي خالد سعد، في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إنه لا تفريط أبداً في أمن الولاية، ولا حق لأي وجود عسكري غير القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى التابعة لحكومة السودان في التواجد في هذه المنطقة، مؤكداً ان القوات المسلحة لن تسمح لأية جهة بزعزعة الأمن والاستقرار فيها،وأبان أن كل من تسول له نفسه المساس بأمن المنطقة فإن القوات المسلحة ستعصف به في الحال ، مشيرا للحركة الشعبية بالاسم وحكومة الجنوب ، وهو ما يشير الا ان الولاية لم تتخط بعد مرحلة الخطر وان الطريق مازال طويلا خصوصا في ظل التهديد بالمقاطعة من قبل الحركة الشعبية لمؤسسات الحكم في الولاية احتجاجا علي النتيجة وهو امر لم يتوقف عندها فقط حيث برزت خطوة مقاطعة البرلمان القومي بحسب ما جاء في اخبار الامس من قبل الشعبي والشعبية احتجاجا علي ما اسمته تزوير ارادة الناخبين في جنوب كردفان، الاتهام المتبادل بين طرفي المعادلة الفائز والخاسر في وقت واحد، ومن الملاحظات ايضا في نتيجة المفوضية المعلنة ان الفارق بين مرشح الوطني والحركة يقدر بحوالي 6 آلاف صوت بينما نال المرشح الثالث القابع خلف قضبان سجون حكومة دولة الجنوب تلفون كوكو ما يتجاوز 9 آلاف صوت والتي لو انها وضعت في كنانة الحلو لتغيرت النتائج، تلك هي امنيات من يساندون الحركة او اولئك الذين يرفضون ان ينال الوطني كل كيكة السلطة وهو امر لا يمكن تحقيقه طالما ان الامور لا تمضي وفقا للامنيات وان كانت هي الان ما يحرك كل لواعج من وضعوا اصواتهم في الصناديق فاتورة للاستقرار ودفعا لمهر السلام الغالي وهو ما يؤملون في ان يتحقق الان علي ارض واقع الجبال التي بدت هادية امس بعد اعلان المفوضية لنتائجها وغابت حتي صور الاحتفال في حاضرة الولاية كادقلي من قبل منسوبي المؤتمر الوطني وانصار هارون، بينما واصل رفاق الحلو نشاطهم المعتاد وهم في حالة حركة دائمة ليس لرفض نتيجة المفوضية التي اعلنوا مقاطعتهم لها امس الاول وانما من اجل انجاز شئ اخر يتعلق بالاحتفال بالذكري السادسة والعشرين لقيام الحركة الشعبية والتي وزعوا رقاع الدعوة للكثيرين من اجل الحضور في مسرح الاحتفال بمدينة كادقلي اليوم، وفيما يتعلق بنتيجة الامس قالوا انها لا تهمهم من قريب او بعيد وان الانتخابات التي جرت سيعتبرونها وكأنها لم تقم وجددوا التزامهم بعدم المشاركة في أي من اجهزة الحكم . امس انتهت ما اسماها نائب رئيس المفوضية المرحلة الاخيرة بنجاح المفوضية في اكمال انتخابات جنوب كردفان التكميلية بكل اجراءاتها الفنية الا ان اكمال الاجراءات الاخري ينتظر خطوات سياسية لم يتم الاتفاق عليها او تباينت الرؤي حولها مما يجعل من الخطوة التي وصفت بالاخيرة هي خطوة اولي في درب الولاية التي لم تحدد اتجاهات المسير فيه بعد ..