أعلن الجيش امس، أبيي منطقة حرب، وأكد مقتل 22 من قواته وإصابة وفقدان نحو 176 آخرين وتدمير 3 ناقلات جنود في هجوم نفذه الجيش الشعبي على بعد 10 كيلومترات شمالي أبيي مساء امس الاول، وشن الجيش هجمات متتالية امس على المنطقة استخدم فيها الطيران الحربي والمدفعية طويلة المدى، واكدت ادارية أبيي سقوط قتلى وجرحى يجري حصرهم، وشهدت بلدة أبيي والقرى التي تعرضت للقصف موجات نزوح الى جنوب المنطقة. كما اجلت قوات الاممالمتحدة موظفيها من البلدة. واستدعت الخارجية امس الممثل الخاص للامم المتحدة بالسودان هايلي منقريوس وابلغته احتجاجا رسميا على تصرفات الحركة الشعبية والجيش الشعبي. وقال نائب رئيس هيئة الاستخبارات والامن اللواء ركن صديق عامر، في مؤتمر صحفي بوزارة الدفاع امس، ان الجيش الشعبي نفذ هجوما على «سريتين» تابعتين للقوات المسلحة بمنطقة أبيي كانتا تنفذان عملية اعادة انتشار بالمنطقة مساء امس الاول، واكد وقوع اعداد كبيرة من الجرحى والمفقودين والقتلى، موضحاً ان القوة التي تم استهدافها كانت تستغل 5 ناقلات جنود تتبع للجيش و4 ناقلات اخرى تتبع لليونميس على متنها أكثر من 200 جندي قتل 22 فردا منهم بينما وصل اثنان من الجرحي لأبيي وما زال نحو 176 آخرين، في عداد المفقودين. واوضح ان اعادة الانتشار في المنطقة تأتي لتفادي وعورة الطريق في فصل الخريف وايصال الغذاء والمياه لحوالي 12 نقطة متفق عليها بين الجانبين في مجلس الدفاع المشترك، وشدد على ان منطقة أبيي شمالية وأمر معالجتها سيتم عبر الشمال، وزاد «الدينكا ليسوا شماليين ولكن الارض شمالية». الجيش: رئيس الإدارية متورط واتهمت القوات المسلحة رئيس ادارية أبيي بتعطيل تحرك القوات لتنفيذ الهجوم. وقال اللواء عامر، ان سريتين تابعتين للجيش تحركتا بموافقة مجلس الدفاع المشترك لاعادة عملية الانتشار بمنطقة أبيي استعدادا لفصل الخريف، بيد ان تماطل رئيس ادارية أبيي في الموعد المحدد ادى الى تأخير تحرك القوات بسبب نيته الاعداد للكمين. واستعرض اللواء عامر عدداً من الخروقات التي قام بها الجيش الشعبي، في الآونة الاخيرة والتي بلغت 5 خروقات كبيرة بينها مقتل نحو 33 جنديا، منعوا من دفنهم لمدة ثلاثة ايام، مبيناً ان قوات من يونميس قامت بدفنهم، وذلك في ظل التزام القوات المسلحة باحترام اتفاقية السلام، وتابع «اذا اجبرنا للقتال سنقاتل»، لكنه قال سنمد حبال الصبر طويلا حتى نهاية الفترة الانتقالية في التاسع من يوليو حسب اتفاقية السلام الشامل. وشدد «الجيش لن يسكت على هذا العدوان الاثم وسيحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين». واوضح ان هناك حشودا كبيرة على طول خط 1956م من قبل الجيش الشعبي، معلنا استعدادهم للدفاع عن أي تفلتات تحدث على طول الحدود، مستبعدا حدوث تفلتات أمنية في مناطق حدودية اخرى مثل النيل الازرق والنيل الابيض. وقال عامر، ان الجيش كلف قوات من المنطقة بالبحث عن منسوبيه المفقودين جراء الهجوم، بجانب عملية الاخلاء والاجلاء للقوات التي تعرضت للكمين. واتهم الجيش الشعبي باثارة الفوضي في أبيي لتمويه وفد مجلس الامن الذي سيزور المنطقة في الساعات القادمة. اللعب على المكشوف وقال ان القوات المسلحة لا تسعى الى الحرب، لكنه اكد جاهزيتها لكل الاحتمالات باعلى قدر من الاستعداد والمستوى، واضاف «نخطر اطراف الاتفاقية بتحركاتنا واللعب سيكون مكشوفا حتى نهاية الفترة الانتقالية». واوضح عامر، ان القوات المسلحة تخضع لنظم دولة وتتبع سياسة ضبط النفس ولكن ما حدث امر جلل وهجوم غادر، ووصف الوضع في منطقة أبيي بانه «ملتهب» بعد الهجوم الاخير، وان هنالك جرحى ومفقودين ونيران في الغابات، وزاد «أبيي منطقة حرب بمعنى الكلمة». وقال نائب رئيس هيئة الاستخبارات، ان استراتيجية الدولة هي عدم الدخول في حرب مع الجنوب لجهة ان 2 مليون شخص عادوا الى مناطقهم بجنوب السودان من الوارد عودتهم لحظة تجدد الحرب وهو ما سيترتب عليه اعباء على الشمال، واشار الى ان الاتصالات تعذرت مع الحركة الشعبية بعد الاحداث الاخيرة، ولكن هنالك اتصالات مع الوسيط الدولي. قيادات تشعل الأزمات في أبيي واتهم رئيس هيئة الاستخبارات ثلاثة الى أربعة قيادات في الحركة الشعبية باشعال الأزمات في أبيي، وقال «اذا تم تحجيم هذه القيادات لانتهت مشكلة أبيي». وزاد «نحن نعرفهم ولا نريد ذكر اسمائهم». وكشف ان مجلس الدفاع المشترك سيحل تلقائيا بعد نهاية الفترة الانتقالية في التاسع من يوليو على ان تكون هنالك لجان من الوزارات والجهات المختصة للحوار في ظل دولتين اسوة بالدول الاخرى. وكشف ان قائد القوات الدولية «يونميس» نقل له اثناء اجتماع عاجل لهما امس، طلبا بحماية افرادها. من جهته، أبلغ نائب رئيس ادارية أبيي، رحمة عبدالرحمن النور، الشروق، بأن قوات الحركة الشعبية نصبت «كميناً محكماً» لضرب الجيش وطاردت قوات حفظ السلام الدولية «يونميس» حتى ثكناتها في أبيي. وأكد رحمة أنه ليس أمام الجيش سوى التعامل بالمثل، لأن الحركة الشعبية خرقت اتفاق السلام «خرقاً تاماً». وتابع: «العالم والأمم المتحدة الآن يشهدون خروقاتها». الاممالمتحدة تجلي موظفيها وقال رئيس ادارية ابيي دينق اروب ل»الصحافة»، ان طائرات الانتنوف والميج حلقت في سماء أبيي منذ صباح الامس، وانه ما بين الساعة الواحدة والنصف والساعة الثانية ظهراً بدأت الطائرات القصف. واكد تعرض مناطق «توداج ،اميت، تاج اللي، مريال اجاك، اللو، وولهم» للقصف ، وقال ان طائرة أخطأت هدفها بضربها جسراً جنوب أبيي. وكشف اروب عن ان اشتباكات وقعت قرب توداج بين مشاة القوات المسلحة وشرطة أبيي. ورجح ان تنطلق اليوم ما اسماه بالحرب الشاملة على أبيي، واشار الى ان الخسائر لم تحص حتى الان، واكد ان العمليات تسببت في ذعر الاهالي، واعتبر الاحداث مقصودة لتعطيل زيارة مجلس الامن للمنطقة. واعتبر رئيس ادارية أبيي ان الاحداث التي وقعت اول امس لا تعتبر مبرراً لهجوم الجيش، لاسيما وانها تمت جراء انشقاق داخل القوات المشتركة. من جانبه، اعلن الناطق الرسمي باسم تجمع شباب الدينكا نقوك بول دنيق ان الاشتباكات في توداج خلفت32 قتيلا و35 جريحا، وقال ان عملية الاجلاء للمستشفى بدأت مساء امس. واكد بول ان الاممالمتحدة بالمنطقة بدأت في اجلاء موظفيها. في السياق ذاته، عبر القيادي في الحركة الشعبية لوكا بيونق عن اسفه للاحداث، واكد ان ثمنها سيكون غاليا يخصم على حساب حقوق الانسان. واضاف «لكن في النهاية انا مؤمن ان دعاة السلام سينتصرون». واكد لوكا، ان التصعيد الذي تم غير مقبول لاسيما وان أبيي تتبع للرئاسة، وقال ان هناك آليات ومؤسسات من نيفاشا يمكن ان يحتكم عليها في أية مشكلة. ونفى لوكا ان تؤثر الاحداث علي سير اجتماعات اديس ابابا الجارية حاليا بين الشريكين، وقال ان الحركة تتمسك بخيار السلام والعلاقات الجيدة بين الشمال والجنوب. قالت الاممالمتحدة، ان اشتباكات بالمدفعية اندلعت في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه امس بعد ساعات من اتهام الشمال للجنوب بنصب كمين لقافلة في المنطقة المتنازع عليها. وقال المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان قويدر زروق «سمعنا اصوات تبادل لنيران المدفعية في بلدتي «توداج» و»تاج اللي» في أبيي، لكننا لا نعلم من يقاتل من». حكومة الجنوب تدعو للتهدئة من جانبه، تأسف وزير الاعلام في حكومة الجنوب برنابا بنيامين، على استهداف الجيش لقرى تضم مدنيين، وقال ان محبي السلام في الشمال والجنوب لن يكونوا راضين عن عودة الحرب بين الطرفين. واكد بنيامين للشروق امس، انه ماكان هناك داع لهجوم الجيش بعد ست سنوات من التزام الطرفين بعدم العودة لمربع الحرب، مستبعدا ان تكون الحرب خيارا جراء الاحداث في أبيي خلال ال 48 ساعة الماضية، واشار الى اهمية لجوء الاطراف لخيار التهدئة، قائلا «يكفي 50 عاما من الاحتراب». ونفى وزير الاعلام ان تكون المواجهات تمت بين الجيش الشعبي من جانب والقوات المسلحة وقوات «يونميس» من جانب اخر، موضحا ان كل ما حدث اشتباكات بين عناصر القوات المشتركة. واعتبر ان المخرج من أزمة أبيي يعتمد على الحوار وتطبيق اتفاق السلام وبروتكول أبيي «حرفا حرفا». وأبلغ المتحدث الرسمي باسم الجيش الشعبي قناة الشروق، بان القوات المسلحة قصفت قرى بها مدنيين بطائرات الانتنوف والمدفعية طويلة المدى، ما ادى الى حرق اربع قرى، واضاف «انهم يعلمون ان تلك القرى يسكنها دينكا نقوك وليس المسيرية». وقال اقوير، لراديو مرايا ، ان ما حدث اطلاق نار من مصدر غير معروف من قافلة للقوات المشتركة المنسحبة من أبيي برفقة قوات الاممالمتحدة مما ادى الى اطلاق نار عشوائي في منطقة «دكرة» الواقعة على بعد أربعة كيلومترات من منطقة أبيي. موجة نزوح من أبيي واكد رئيس المجلس التشريعي لأبيي، شارلس أبيي سقوط ضحايا جراء قصف القوات المسلحة لعدة مواقع ،مؤكدا ان حصر الضحايا جار، وقال ان قرى مريال مجاك وماكير ابيور وتوداج وتاج اللي تعرضت لقصف بري وجوي عنيف. واشار الى ان اهالي مريال وتاج اللي نزحوا جنوب أبيي، بينما بدأت حركة نزوح من بلدة أبيي نفسها الى منطقة «أنيت» جنوبا. ولم يستبعد شارلس ان تقدم القوات المسلحة على اجتياح أبيي من واقع حشودها ومناوراتها شمال البلدة. الخارجية تستدعي منقريوس وسارعت وزارة الخارجية امس لاستدعاء الممثل الخاص للامم المتحدة بالسودان هايلي منقريوس لابلاغه التصعيد الذي تم من جانب الجيش الشعبي بمنطقة أبيي. وقال وزير الدولة بالخارجية صلاح اونسة، في تصريحات صحفية بمقر الخارجية عقب لقائه منقريوس، ان الحكومة تعتبر الحدث عملا اجراميا وخرقا واضحا لاتفاقية السلام واتفاقية كادوقلي. وقال «ابلغنا ممثل الامين العام للامم المتحدة ان هذا عمل اجرامي وخرق لاتفاقية». واضاف «كان الحادث المؤسف في منطقة تسيطر عليها الحركة الشعبية، ونحن ملتزمون باتفاق كادوقلي ووفقا لذلك ولنزع فتيل الأزمة تواجدت القوات المشتركة بالمنطقة». واكد وزير الدولة بالخارجية عن مساع للحكومة لابلاغ اطراف اتفاقية السلام بالموقف الطارئ الذي حدث اخيرا. من جهته، اعتبر الممثل الخاص للامم المتحدة هايلي منقريوس، الحدث خرقا لاتفاقية السلام وكادوقلي من قبل الحركة الشعبية. وقال ان قوة تابعة لشرطة الجنوب نفذت الهجوم على بعد 11 كلم شمال أبيي ، رغم التزام الحكومة باتفاق كادوقلي الاخير. وحث منقريوس طرفي اتفاق السلام بالمضي قدما لحل المشاكل العالقة بين الجانبين. «يونميس»: الاعتداء جريمة وادانت بعثة الاممالمتحدة بالسودان الحادثة، واعتبرتها جريمة وخرقاً واضحاً لاتفاق كادوقلي، ودعت الى تحقيق عاجل وفوري في الحادث، واتخاذ الاجراءات المناسبة ضد مرتكبي «الهجوم المتعمد». وقالت البعثة، في بيان لها، انها تدين باقوى العبارات الهجوم الذي وقع على احدى القوافل التابعة لها على بعد 10 كيلومترات من أبيي، في منطقة تسيطر عليها شرطة جنوب السودان. واوضحت البعثة، ان قافلة الاممالمتحدة كانت تنقل 200 من جنود القوات المسلحة في الوحدات المشتركة، الى مناطق محددة شمالاً، حينما وقع الهجوم، تنفيذاً لخطة اتفاق كادوقلي، التي وافقت عليها جميع الأطراف. واعتبرت المنظمة الدولية الحادثة خرقا خطيرا للاتفاقات السابقة المبرمة بين الطرفين، كما انها جريمة جنائية ضد قوات الاممالمتحدة. وطالبت البعثة ، الأطراف بالتحقيق الفوري في الحادث واتخاذ الاجراءات المناسبة ضد مرتكبي هذا الهجوم المتعمد. كما دعت الأطراف الى تحمل مسؤوليتها في حماية المدنيين في المنطقة، مؤكدة استعدادها لمواصلة مساعدة الأطراف في تنفيذ اتفاق كادوقلي وحثهم على بذل كل جهد ممكن للبقاء في الطريق الصحيح لتنفيذ الاتفاق وتجنب أي اجراءات يمكن أن تخرجه عن مساره. التباس الجيش الشعبي وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان، ان التباسا بين القوة المشتركة والقافلة قد يكون سبب اطلاق النار. وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب اقوير «ليس صحيحا ان الجيش الشعبي هاجم.. ان الموقف يحتاج لتحقيق ملائم». وأوضح قائلا «لدينا تقارير تفيد بوقوع التباس بين القوة المشتركة والقافلة ولم يتضح من اطلق النار اولا». وأضاف قائلا «قوات الجيش الشعبي الوحيدة في المنطقة هي جزء من القوة المشتركة حتى ان قائدا من الجيش الشعبي كان في القافلة». وقال اقوير، ان ثلاثة جنود من الجيش الشعبي قتلوا بنيران قوات الشمال في 15 مايو خلال مغادرتهم للمنطقة بناء على اتفاقية سحب القوات. ونفى المتحدث باسم الجيش الشعبي الهجوم ،وقال «هذا غير صحيح نهائيا، ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي والموجود هو الوحدات المشتركة وشرطة أبيي». واتهم الجيش بانه «يحضر لاحتلال أبيي ويجهز قوات من الدفاع الشعبي».