عصف ذهني! في الاذاعة والتلفزيون تعقد هذه الأيام، اجتماعات متواصلة، بخصوص الدورة البرامجية الخاصة، بشهر رمضان، بعض العباقرة اطلقوا على هذه اللقاءات اجتماعات العصف الذهني! هذه الاجتماعات تتكرر كل عام ونشهد مردوداً برامجياً خجولاً! ولكن هذه المرة لأن العصف الذهني زاد عن حده ووصل إلى مرحلة التجلي فابشروا ببرامج على شاكلة (ألو معاي منو...)! و(أغنية مع السحور)! و(نصائح للصائم) و(روشتة طبية) و(جريدة المساء) النسخة الجديدة والفترات المفتوحة على كل الاحتمالات هذا في التلفزيون. أما في الاذاعة، فهناك سايق الركشة ومسلسل درامي 30 حلقة والأخبار. أما الفترات المفتوحة فهي مفتوحة على كل المغنواتية الذين يقبلون بأقل الأسعار... ما أجمل العصف الذهني عندما يقود لكل هذه (الابداعات) و(الاشراقات) ابشروا ببرامج تسر الخاطر لأن العصف الذهني كان رهيباً وحاسماً (واوعى تغير المحطة)!! اجتماعات الشاي الأخضر لا أفهم أن يظل المبدع الشامل هاشم صديق خارج الفضائيات لأن صديق أثبت علو كعبه في المجال واللقاءات الأخيرة له في التلفزيون والنيل الأزرق كشفت انه ليس بالتعسف الذي أراد أن يصوره به البعض، وبدا هاشم صديق مرناً ويتقبل الاتهامات بصدر رحب، وذهب أبعد من ذلك عندما قبل أن يقدم برنامجا ومسلسلا لصالح تلفزيون السودان ولم يفرض أي شروط مادية ووقع العقد بكل اريحية استجابة لجمهوره الذي ظل يلح عليه بأن يعود إلى ساحة الفضائيات واستبشرنا خيراً بهذه الخطوة واشدنا بالتلفزيون وقلنا انه حقق (ضربة معلم) ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فقد اتضح ان التلفزيون أراد بهذه الخطوة تحقيق بعض المكاسب الدعائية وهو يملأ الدنيا ضجيجاً بأنه ضم هاشم صديق إلى صفوفه. ولأن هاشم صديق ليس لاعب كرة بل فنان ملتزم بقضايا ابداعه فقد خرج للناس وسطر موقفه وقال (أنا لم أعد لاجتماعات الشاي الأخضر والأحمر ولم أعد لتصريحات المكتب الصحفي بالتلفزيون ولم أعد للتسويف أنا عدت لتقديم ما ينفع الناس) ثم غادر حوش التلفزيون إلى حي بانت العريق بأم درمان، هذا موقف يشبه هاشم صديق وموقف يشبه التلفزيون ولكن لماذا لا تتحرك الفضائيات الأخرى وتكسب توقيع هاشم صديق. ان الفضائية الشاطرة هي التي تفهم كيف تكسب المبدعين وتتعامل معهم. هرمنا كثير من الاخوة بالاذاعة والتلفزيون الذين ضاق بهم الحال، في الحيشان حيث أصبح الوضع طارداً، وصارت الأمور (جايطة). يتصلون بشخصي ويسألون متى يكون التغيير الاداري في الاذاعة والتلفزيون، حسب ما يتوفر لدي من معلومات، وعندما أقول لهم ان التغيير عما قريب وعليهم الصبر على عسر الحال وبؤس الحال، لا يعجبهم ذلك ويتمنون التغيير مع حلول شمس الغد.. أحدهم قال لي (هرمنا لقد هرمنا)! سوء تفاهم بين ترباس وسراج! الوسط الفني الفيه مكفيه ولا يحتمل صراعات ومشاحنات جديدة ولأن أمر الصديقين العزيزين الفنان المبدع كمال ترباس والصحفي الفني الشاعر سراج النعيم يهمني فأنا آدعوهما إلى طي صفحة الخلاف بينهما، وأتمنى من الأساتذة حسن فضل المولى ومبارك البلال وصلاح دهب وهيثم كابو وعثمان جقود احتواء هذا الخلاف وبعد ذلك لن أترك الصديق كمال ترباس إلا بعد أن يغني من كلمات سراج النعيم أغنية جديدة. سيد الأغنية الهابطة الفنانون الذين يحاولون منافسة الفنان طه سليمان في أداء بعض الأغنيات الهابطة أمثال قرقوري وزرزوري وسحسوحي لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلا لأن طه سليمان له استايله في ابتكار وتقديم الأغاني الهابطة. وله طريقته في الدفاع عنها ويستطيع، طه سليمان أن يقنعك أن أغنيته (حرامي القلوب تلب وأنا في نومي بتقلب ده حرامي سمح سماحه) بأنها أغنية لا علاقة لها بالأغاني الهابطة وهي أغنية تحمل مضامين جديدة من الغناء الشبابي. طه سليمان مرشح بجدارة لأن يصبح سيد الأغنية الهابطة. مكتب استيراد دراما مع اقتراب شهر رمضان تتسابق الفضائيات السودانية لشراء الدراما العربية وتفشل في انتاج مسلسل سوداني واحد يقف في وجه هذا الكم الهائل من الانتاج الدرامي العربي! أرجو من اتحاد الدراميين أن يقدم ندوات للتبصير بمخاطر تجاهل الفنون الوطنية، وكيف أصبحنا نستورد السيارات والمشمعات والثلاجات والغسالات كما نستورد المسلسلات والأغاني!! وقريباً في الخرطوم سنجد بعض المكاتب تفتح أبوابها مكاتب استيراد دراما! في وداع أوبرا تستحق السيدة اوبرا وينفري هذا الوداع الاسطوري والاحتفاء المهيب في وداع برنامجها الأشهر، لأن اوبرا مقدمة برامج لم يكن سلاحها مستحضرات التجميل والتنورات القصيرة وأحذية الكعب العالي، اوبرا اعتمدت على طريقة مميزة في التقديم تعترف بالبحث والتقصي في المواضيع التي تطرحها واحترام المشاهد كشريك أصيل في البرنامج التلفزيوني. اوبرا هي مذيعة تمتلك الحضور والذكاء والموهبة اللامحدودة لم تكن اوبرا نجمة من فراغ ستظل اوبرا علامة فارقة في مسيرة العمل التلفزيوني ونموذجاً يحتذى لأنها أتت من عوالم الابداع وفضاء السهل الممتنع. ده الجنن عبد القادر! أصبحت هناك ثلاثة ميادين لادارة المعارك الميدان الاول هو الميدان العسكري والميداني الثاني الميدان الدبلوماسي والميدان الثالث الميدان الاعلامي! ولأن الفضائيات العربية والأجنبية أصبحت واجهات مهمة لتقديم وجهات النظر والتأثير على الرأي العام العالمي فالمطلوب من الحكومة توحيد الخطاب الحكومي والتركيز على بعض المتحدثين الذين يجيدون مهارة الحديث للفضائيات بدلاً من بعض الذين ينطبق عليهم المثل الأثير (عدو عاقل خير من صديق جاهل)!!