٭ خصص اليوم الخامس والعشرين من مايو من كل عام يوماً لافريقيا.. تسلط فيه الاضواء على تاريخها.. وحاضرها ويستشرف فيه مستقبلها الزاهر بفضل نضال ابنائها وبناتها في كل مجالات الحياة. ٭ كنت في الشهور القليلة الماضية اعدت قراءة كتاب ( افريقيا تحت اضواء جديدة) للكاتب باذل دافدسن وترجمة الاستاذ الاديب جمال محمد احمد.. وفي ذكرى يوم افريقيا العالمي.. تملكتني رغبة في الحديث عن هذا الكتاب.. لا سيما عند المقدمة التي وضعها المترجم وفي عنوان جانبي (السودان في افريقيا قال): ٭ اما القاريء السوداني خاصة فلن امضي وقتاً طويلاً معه اغر به ذلك لأن السودان القديم هنا في افريقيا تحت اضواء جديدة بطل من ابطال قصة الحضارة الافريقية.. واضح الميزات والسمات. هذا الكتاب حق على القاريء السوداني الذي لم يتخصص في تاريخ بلاده القديم ويريد ان يقف على معالمه الكبرى.. والفصل الذي كتبه دا فدسن هنا خير خلاصة كتبت في اية لغة حتى الآن عن تاريخ مروي الذي عرف لليوم فأكثره كما ترى في الكتاب حبيس في ضمير الغيب بعد وليس من شك في انه دلل بالذي ساقه من شواهد وبينات على مسؤولية السودان اولا والعالم ثانياً في العمل على اكتشاف ما بقى من آثار دفينة في صحراء مروي القديمة.. لا لأنها قطعة من تاريخ السودان فحسب بل لأنها نقطة الانطلاق في تاريخ القارة.. ويرجو الواحد منا ان تصل آراؤه في هذا السبيل اهل المال.. ممن يحرصون على التاريخ الافريقي.. وهو بضع من تاريخ العالم الواسع.. حجبته القرون تحت التراب. كانت مروي همزة الوصل بين افريقيا السوداء وحضارة البحر الوسيط ومصر القديمة، حملت ما انجز الاقليمان صوب الغرب نحو المحيط الاطلسي وصوب الشرق نحو المحيط الهندي.. ولم يبق المؤلف شيئاً يقوله الواحد للقاريء غير المختص.. إلا ان قطعة طريفه من هذا التاريخ وقعت في يدنا بعد تعريب الكتاب اردنا ان يطلع عليها طلاب تاريخ ذلك العهد في السودان.. إذ هى مصدر جديد ما كان ميسوراً من قبل والمصادر في هذا الباب عزيزة نادرة. ٭ هى محفورة عثر عليها العالم الجليل انو لتمان في اكسوم في اثيوبيا الشمالية ينسبها تاريخ ذلك الاقليم.. وقد شرعت عالمه تبين الآن بعد ان اتيح للعلماء ان يحفروا هناك، الى عيزانا اول ملوك العهد المسيحي في اثيوبيا.. الملك الذي يختلف المؤرخون قليلاً في تاريخه.. يضعه كمرير بين 713-243م، حين ينسبه لتمان الى 523-573 وهى على اية حال سنين الضعف والاضمحلال في مروي.. والمحفورة التي نتصدى لها الآن تلقي اضواء منيرة على الحروب التي ثارت بينها وبين اكسوم التي خربتها تخريباً آخر الامر.. هذه المنظومة التي حفرت حفراً على صخرة اكسوم لن يستطيع اغفالها باحث يريد ان يتعرف على ايام مروي الآفلة.. وانا إذ اقدم ترجمة عربية لهذه المنظومة المحفورة اريد ان اذكر بالخير صديقي عالم الآثار الكبير ل.ب كروان الذي ترجمها للانجليزية وعلق عليها في ورقة نشرها في المجلة الجغرافية الملكية واعارني مشكوراً صورة من ورقته فنبهني اليها وما كنت لانتبه لها لولاه، واحب لعلمائنا ان يخصوا المنظومة المحفورة بعناية يتبينون معها الاماكن العديدة التي تشير اليها والقبائل التي يتحدث عنها الغازي عيزانا. فأكثر هذه الاماكن قد اندثر واغلب هذه القبائل امست مع الزمان اساساً لغيرها من القبائل بعد ان ذهبت هى وانتهت وحدات بنفسها قائمة يقول عيزانا في منظومته المحفورة: بيدي الله ذي الجلال صاحب الارض والسماء بيد الله ذي المن الذي انتصر في كل مكان على كل مغالب، هنا على الارض وفي السماء يعلن عيزانا ان لن يقهره قاهر فالله سيد الناس والاشياء يؤثره لن يلقاه وجهاً لوجه عدو ولن يركض اثره غالب والله رب كل شيء وكل احد انا عيزانا بن (الا) عميدا سليل هالين صاحب اكسوم وحمير صاحب ريدان وسبا وسلحين وصيامو والبجة ملك الملوك حاكم كاسو ابن (الا) عميدا الذي ما قهر اواصل مع تحياتي وشكري