أبدي عدد من مزارعي ولاية القضارف تحفظهم علي العملية الزراعية بعد الصعوبات التي واجهتهم هذا العام لضعف عملية التسويق وشح العمالة وارتفاع اسعار الوقود و أكد المزارع غالب هرون انهم يعانون من ارتفاع أسعار مدخلات الانتاج وجازولين وزيوت وخيش فضلاً عن شح العمالة بجانب ضعف رؤية الدولة في السياسات التسويقية والصادر وضعف المواعين التخزينية، وقال لا يمكن ان تكون انتاجية الذرة لهذا العام 6 ملايين جوال تم شراء مليون جوال عبر المخزون الاستراتيجي وتصدير مليون جوال الي اريتريا مشيرا الي السياسات الخاطئة التي اتبعها البنك الزراعي وبرنامج النهضة الزراعية بالاهتمام بالتمويل للقطاع المروي وتوقع أن تنحسر مساحات الذرة الي حوالي 2 مليون فدان بجانب ارتفاع مساحات الزهرة من 40 ألفا الي 200 ألف والسمسم من 800 فدان الي ألف فدان. وقال أحد كبار المزارعين عمر حسن بالمنطقة الشمالية بانهم تعرضوا الي خسائر تصل الي حوالي 70 مليون جنيه من جراء عدم التزام الدولة بفتح الصادرات وايقاف صادر الذرة الي اريتريا، فضلاً عن عدم قيام المخزون بدوره الأساسي ولم يفلح في تحقيق رغبة المزارع بعد ان توقف لأكثر من شهر في ذروة الانتاج والتسويق، وتوقع أن تنحسر المساحات الزراعية في المنطقة الشمالية الي 50% وهي لا تصلح لزراعة محاصيل أخري عدا الذرة ، وطالب بدعم الدولة للمزارعين وتعديل عملية التمويل بعد أن وصفها بالمعقدة وهي تتم لثلاثة اعوام للآليات الزراعية في ظل ارتفاعها واعتبرها غير كافية بجانب ارتفاع أسعار السلم وهامش الربح، لازالة الغبن ،الذي يتحصل عليه البنك الزراعي بنسبة 30% في حالة الزيادة فوق سعر السلم . من جهته أشار الخبير الزراعي المهندس أحمد أبشر أن الوضع الماثل الآن والذي ترتب عليه نجاح الموسم السابق يؤكد أن القوة الشرائية للمحاصيل من الداخل ضعيفة بجانب ضيق المواعين التخزينية مما ادي الي فشل التسويق ، وتعتبر هذه العوامل مؤشرات أساسية لانحسار المساحات الزراعية المستغلة في الموسم القادم ، ودعا أبشر المزارعين لضرورة تقنين المساحات مع التجويد للارتقاء بالانتاجية الرأسية ، ودعا الأجهزة الرسمية وادارة الغابات والزراعة الي مضاعفة الجهد لتعويض فاقد الغابات، وذلك للاستعانة بالجهد الشعبي وتفعيل قانون الأحزمة الشجرية والتوسع في معينات الحصاد الآلي لكل المحاصيل لمقابلة شح العمالة، وأبان بان الزراعة بوضعها الحالي تحتاج لاعادة هيكلة شاملة ينبغي أن يكون دور المزارع فيها كبيراً، وقال ان تسويق الذرة يحتاج لادخال نوعية ذات انتاجية اقتصادية عالية لها القدرة علي المنافسة في الأسواق الخارجية ولا يتم ذلك الا عبر ادخال الآلة خاصة في مرحلة الحصاد التي تمثل 70% من الكلفة، وأوضح بان المؤشرات القادمة للموسم الزراعي تؤكد وجود ندرة في الأيدي العاملة نتيجة لانفصال الجنوب والتعدين وحرب دارفور . من جهته أكد البروفيسور مأمون ضو البيت وزير الزراعة بالولاية اجراء عدة دراسات وبحوث فنية لتشجيع استخدام الآلة في الكديب والحصاد بجانب مبيدات الحشائش لمواكبة رؤية مزارعي ولاية القضارف، موضحا ان وزارته قد عملت علي تقليل المساحات الزراعية للذرة الي 5 ملايين بدلاً عن 6 ملايين بجانب التحول الي زراعة المحاصيل النقدية مثل السمسم والزهرة والقطن لارتفاع الطلب العالمي والأسعار.