انتقدت الحكومة بشدة تصريحات الرئيس الامريكي التي هدد فيها بضغوط جديدة علي السودان، وحملت الادارة الامريكية الاخفاقات التي تؤدي إلى عدم اكمال السلام كما، اعتبرتها حديثا سياسيا القصد منه عرقلة التفاف الشعب السوداني حول الرئيس البشير. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية معاوية عثمان خالد في تصريحات أمس ان الادارة الامريكية تتحمل جزءا من الاخفاقات التي تمت حتى الآن فيما يتصل بتحقيق التسوية السلمية، وقال ان الادارة الامريكية ظلت ترسل اشارات سالبة في كل وقت وبالتالي تغري الحركات المسلحة بالابتعاد عن التفاوض وعدم الاقبال الجدي من أجل الوصول إلى تسوية، وأكد جدية الحكومة في إحلال السلام بدارفور وقال «سواء ضغطت الادارة الامريكية أم لم تضغط وسواء دعمت خطوة العداء تجاه السودان فإن ذلك لن يغير رغبة الحكومة الجادة في السلام بدارفور». وحمل معاوية بعض الدول الغربية في اشارة إلى فرنسا وتحالف انقاذ دارفور كذلك جزءا من المسؤولية، وقال تتحمل الدول التي ظلت تستضيف قادة الحركات ولم تستطع نقلهم الى التفاوض مضيفا ما يسمى بتحالف انقاذ دارفور منظمات امريكية وان هذا ليس لانقاذ دارفور انما للحرب والصراعات ذات الاجندة الخفية، وأكد ان الحكومة ملتزمة بالسلام في دارفور وان السلام خيار استراتيجي لا رجعة عنه لتحقيقه في دارفور. وقال ان الذي يجهض عملية السلام بدارفور هو انقسام الحركات. من جهته، قال وزير الدولة بوزارة الشؤون الانسانية عبد الباقي الجيلاني في تصريحات صحفية أمس ان ما اورده أوباما حديث سياسي يكذبه الواقع على الارض، وقال «لو كان يعلم اوباما نفسية الشعب السوداني لادرك ان حديثه رسائل معكوسة ستؤدي الى التفاف الناس حول الرئيس البشير حتى الذين يعارضونه». واشار الجيلاني الى وجود آليه سياسية مكونة من الأممالمتحدة وحكومة السودان والمنظمات المختصة تجتمع علي ثلاثة محاور علي مستوي القطاع والولاية وعلي المستوي الاتحادي، وتم الاتفاق على ان تقوم هذه الآلية بتقييم الأوضاع الإنسانية في الأرض، مبينا ان خلاصة عمل هذ الآلية تقول إن الأوضاع مستقرة جدا وقال اننا منذ أن اتفقنا علي هذه الآلية لم نختلف علي تقدير الوضع الإنساني علي الأرض في دارفور. وكان الرئيس الامريكي حذر أمس الاول السودان من انه اذا لم يتعاون مع الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في البلاد فإن واشنطن ستمارس «ضغطا اضافيا» على الخرطوم، وقال اوباما في اجابته على اسئلة قدمت اليه عبر موقع (يوتيوب) على الانترنت ان الولاياتالمتحدة والامم المتحدة ودولا اخرى تعمل من اجل التوسط في سلسلة اتفاقات لتحقيق الاستقرار في السودان والسماح بعودة اللاجئين الي ديارهم في دارفور، وقال اوباما «نواصل ممارسة ضغط على الحكومة السودانية واذا لم يبدواروحا تعاونية في هذه الجهود عندئذ فسيكون من المناسب لنا استنتاج ان اسلوب التواصل غير ناجح، وان علينا ان نمارس ضغطا اضافيا على السودان من اجل تحقيق اهدافنا، لكنه اضاف انه يأمل «أن نتمكن من التوسط في اتفاقات مع جميع الاطراف المعنية للتعاون مع مأساة انسانية هائلة في تلك المنطقة. وقال اوباما إن الوضع في السودان «مفجع لكنه ايضا صعب للغاية» واضاف قائلا «الخطوة القادمة في هذا الوضع الصعب هي التوسط في اتفاق سلام دائم بين المتمردين الذين ما زالوا في دارفور وبين هذه الحكومة».