حمّلت الحكومة السودانية أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مسئولية الإخفاق فيما يتصل بتحقيق تسوية سياسية في دارفور نتيجة للإشارات السالبة التي كانت ترسلها في كل وقت والتي كانت تغري الحركات المسلحة للإبتعاد عن المنابر التفاوضية وعدم الإقبال الجدي علي التفاوض. ورداً علي تصريحات اوباما بأن واشنطن ستمارس ضغوطا إضافية علي الخرطوم إذا لم تتعاون مع الجهود الرامية لتحقيق الإستقرار والسلام في دارفور ، قال الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد إن الحكومة السودانية تحمل الإخفاق أيضاً للدول التي ظلت تستضيف قادة الحركات المسلحة ولم تستطع إقناعهم وحملهم علي الإقبال علي المنابر التفاوضية والتفاوض بجدية كافية من أجل تحقيق تسوية سلمية في دارفور ، مشيراً الي أن تحالف إنقاذ دارفور هو أيضا من الأسباب الرئيسية والمباشرة التي أعاقت الوصول لتسوية سلمية حتي الآن ، واضاف "هذا التحالف ليس لتحقيق السلام في دارفور وليس لإنقاذ دارفور ولكنه تحالف لتغذية الحرب والصراعات ، بالإتهامات التي ظل يطلقها ، مشيراً الي أن التحالف ذات هدف واحد هو العمل علي إضعاف الحكومة السودانية وإسقاطها. واضاف الناطق الرسمي باسم الخارجية أن الحكومة السودانية ظلت تؤكد دوما بأن السلام خيار إستراتيجي لا رجعة عنه وأنها بذلت تضحيات كبيرة بكل الطرق والسبل المفضية لتحقيق السلام في الجنوب والشرق وفي دارفور ، وأنها لم تتخلى عن أي منبر تفاوضي في أي دولة بهدف تسوية قضية دارفور وكانت تدفع بوفود رفيعة المستوى وتقبل علي التفاوض بجدية عالية ورغبة حقيقية لتحقيق تقدم وتسوية سلمية تؤدي إلي إحداث سلام علي الأرض ، وأشار الي أن الذي ظل يهزم عملية تحقيق السلام في دارفور دائما هو الانقسام وسط الحركة المسلحة وعدم وضوح رؤاها التفاوضية. وأكد الناطق معاوية عثمان خالد أن الحكومة السودانية تتحلي برغبة حقيقية وجادة من أجل تحقيق السلام في دارفور والسودان عموما من أجل إتمام عملية التحول الديمقراطي عبر الإنتخابات والإستفتاء وهي ملتزمة بذلك أمام شعبها سواء ضغطت الولاياتالمتحدة أم لم تضغط ودعمت خطط السودان ام لم تدعم ، لايغير ذلك من ارادة الحكومة في شيء. وقال إن وفد الحكومة السودانية والذي يضم ممثلين لكل أطياف القضية موجود في الدوحة للتفاوض ولديه استعداد وجدية كاملة لذلك.