لم تكن الرحلة الى مروي هذه المرة بغرض زيارة السد الكبير والتمتع بمنظره الخلاب ولكن الهدف كان اسمى حيث دعيت لاصطحاب وفد كريم من مؤسسة انوار الخيرية ومنظمة زينب لتنمية المرأة لحضور ورشة عمل حول دور القابلات في الولاية الشمالية في الرعاية الصحية للامومة والطفولة، كان منظر القابلات المشاركات في الورشة وهن يرتدين الزي الابيض المميز لمهنتهن منظراً مؤثراً وانت تتخيل هؤلاء النسوة اللائي تسببن في خروج الآلاف من البشر من ظلمة الرحم الى نور الحياة لتستمر المسيرة والعطاء ثم علمت لاحقاً ان اعداد القابلات في الولاية الشمالية يتناقص عاماً بعد عام بسبب الظروف المهنية الطاردة وعدم اهتمام الدولة بهن وعزوف الكثيرات عن ارتياد هذا المجال والاغلاق المستمر لمدارس القابلات في تلك الولاية. نعم كانت الرحلة الى مروي هذه المرة تحمل اكثر من معنى ففي اطار التقليل من نسبة الوفيات وسط الامهات والاطفال حديثي الولادة نفذت كل من وزارة الصحة بالولاية الشمالية ومؤسسة انوار الخيرية ومنظمة زينب لتنمية المرأة ورشة عمل بمدينة مروي لمناقشة كافة الاسباب المتعلقة بمهنة القبالة وكيفية تطويرها خاصة والعالم يحتفل بيوم القبالة العالمي وقال د. حسن عبدالرحمن وزير الصحة بالولاية الشمالية ان وزارته قامت بمراجعة التقارير الخاصة بالقابلات في الولاية ليتبين لنا التناقص الكبير في عدد القابلات من 470 قابلة في عام 2006 الى 336 في عام2010 ما يؤثر سلباً على صحة الامومة في الولاية ويعرض حياة الامهات الحوامل للخطر بسبب قلة الرعاية اللازمة التي توفرها القابلة ويضيف عبدالرحمن ان وزارته وباسناد الوزارة الاتحادية وبالتعاون مع مؤسسة انوار الخيرية ومنظمة زينب وبمساعدة من وحدة السدود ومحلية مروي اعدت ورشة عمل للقابلات بالولاية نوقشت فيها اربع اوراق تناولت كافة اشكاليات القبالة حيث قدمت د. سوسن مدير ادارة الصحة الانجابية ورقة وزارة الصحة الاتحادية وقدم د. السنوسي ورقة عن مبادرة جامعة الجزيرة في هذا الخصوص كما قدمت منظمة زينب ورقة حول دور منظمات المجتمع المدني في الرعاية الصحية وصحة الامومة والطفل وتقليل الوفيات بالاضافة الى ورقة وزارة الصحة بالولاية الشمالية والتي قدمها مدير عام الوزارة وتضمنت احصائية دقيقة للوضع الصحي بالولاية في ظل النقص وتراجع اعداد القابلات وارتفاع حالات الوفاة وسط الامهات. يذكر ان الورشة خرجت بتوصيات ملزمة لجهة قيام حكومة الولاية بتأهيل مدارس القابلات الموجودة في دنقلا ومروي وتوفير فرص التدريب للقابلات مع ضرورة استيعاب اعداد جديدة منهن وتطبيق خطة الوزارة الرامية لتوفير (قابلة لكل قرية) وتجديد حقيبة القابلة وتوفير وسائل الاتصال لهن مع الوضع في الاعتبار استيعاب وتعيين القابلات في الخدمة المدنية لحماية حقوقهن ورعايتها وتجهيز مستشفيات خاصة بالنساء والتوليد بكل من محليات مروي ودنقلا. ان والي الولاية الشمالية ومعتمد محلية مروي وعدا بتنفيذ التوصيات التي تخرج بها ورشة عمل القابلات وهاهي التوصيات تصدر وكلها تتحدث عن الدور الجوهري الذي يمكن ان تلعبه الجهات الرسمية في سبيل اعادة مهنة القبالة الى سابق عهدها حيث الوفرة العددية والوفرة من حيث المعدات والتجهيزات مع استمرار المدارس المتخصصة في تخريج المزيد من ملائكة العناية البشرية، ولن ننسى الدور الكبير الذي تقوم به منظمات المجتمع المدني كمؤسسة انوار الخيرية ومنظمة زينب صاحبتا المبادرة ونسجل من هذا المنبر صوت شكر للشيخ معتصم العجيمي للدعم الذي قدمه من اجل النهوض بانسان الولاية عبر ورش العمل المتخصصة والانشطة المتعددة.