أكد السفير برينستون ليمان المبعوث الخاص للرئيس الامريكي الى السودان، ان تطبيع العلاقات بين واشنطنوالخرطوم تحكمه «خريطة الطريق» لشطب اسم السودان من قائمة الارهاب والغاء الديون، لكنه شدد على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل وحل ازمة ابيي واحراز تقدم في دارفور. وفي رده على سؤال حول اتهام بلاده بانها تسعى لتغيير النظام في الخرطوم قال « كلا ،العكس تماما،نريد دولتين قابلتين للحياة وتعيشان معا ومستقرتين». واشاد ليمان بجهود دولة قطر في سلام دارفور وامتدح كرم امير دولة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، والحكومة القطرية في استضافة المؤتمر الموسع لاصحاب المصلحة حول دارفور،معتبرا الجهود القطرية خلال العامين الماضيين مهمة و تستحق التقدير وتسهم في تحقيق السلام في دارفور،وقال ان بلاده تعتبر «الوثيقة» التي قدمتها الوساطة انجازا ذا مغزى ودلالة وتقدم اسسا راسخة لمعالجة جذور واسباب الصراع في الاقليم ، ونوه بجهود وصبر سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود ، وزير الدولة للشؤون الخارجية،وحث جميع الاطراف على الانخراط برغبة جادة لتحقيق السلام في دارفور. ليمان تحدث عن مهمته في السودان كمبعوث خاص للرئيس الامريكي باراك اوباما وفيما يلي التفاصيل: * حدثنا عن مهمتك في السودان؟ - منذ تعييني في 31 مارس في منصب المبعوث الخاص للرئيس باراك اوباما للسودان ،تنحصر اهداف مهمتي في مساعدة شمال وجنوب السودان ومنعهم من العودة الى الحرب مجددا ،ودفع الطرفين للعمل سويا لاكمال اتفاقية السلام الشامل الموقعة في 2005 ، وايضا نريد ان نرى تقدماً وسلاماً في دارفور ونريد التقدم نحو السلام بدلا من استمرار النزاع.وهناك تقدم وايضا هناك مشاكل على سبيل المثال هذا العام وقبله، خرج اركو ميناوي وذهب القتال، ولكن هنا في الدوحة المؤتمر الموسع لاصحاب المصلحة في دارفور، حيث استعرض المشاركون نتائج مفاوضات عامين ونصف العام ولم نصل الى سلام كامل وشامل،وهناك نص ومخرجات لهذا المؤتمر . * وماذا عن خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين واشنطنوالخرطوم؟ - تقدمت الولاياتالمتحدة بخارطة طريق لتطبيع علاقاتنا،وابرز نقاطها، ضرورة اكمال تطبيق اتفافية السلام الشامل ،وذلك بعد استفتاء تقرير المصير الذي مارسه جنوب السودان واعتراف الحكومة السودانية به واعلان استقلاله في 9 يوليو المقبل واعتراف الخرطوم به الى جانب احراز تقدم في «سلام دارفور»،والرئيس باراك اوباما تحدث عن ذلك،على ان تبدأ عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب خلال فترة 6 اشهر تنتهي في اغسطس ،كما نعمل مع البنك الدولي ومع دول اخرى من اجل اعفاء الديون،وهذه كلها اشياء تضمنتها «خارطة الطريق»،ونأمل ألا تعطل ازمة ابيي الاخيرة كل ذلك وايضا تقدم تطبيق اتفاقية السلام الشامل، ونتفهم غضب الحكومة السودانية لتعرض القوات المسلحة لهجوم من الجيش الشعبي. * وهل تدين هذا الهجوم؟ *- بالفعل ادنا ذلك، والمسئولية اكبر على الحكومة السودانية ، التي احتلت «ابيي» بالكامل، ووقعت اعمال نهب ونزوح عشرات الآلاف من السكان وعليهم الانسحاب من «ابيي»، والسماح لقوات الاممالمتحدة»يونميس» بتعزيز جنودها في المنطقة،ويكمن حل الازمة في : - عدم وجود كبير لجنود الطرفين - تنفيذ بروتوكول ابيي - اجراء الاستفتاء او من خلال اتفاق متفاوض عليه بين الرئيس عمر البشير ونائبه رئيس جنوب السودان سلفاكير، ونحن نحثهم على المحادثات مرارا. * كيف تنظر الى زيارة وفد مجلس الامن للسودان؟ - زيارة وفد مجلس الامن جاءت بسبب تصاعد ازمة ابيي ، ولم يحظ بمقابلة مسئولين رفيعي المستوى في الخرطوم،ولم يستطع دخول ابيي، وزار جوبا ، واصدر بيانا قويا ادان بموجبه «احتلال» ابيي. * وهل هو احتلال؟ * احتلال او سيطرة كاملة،فالسؤال كيف يمكن العودة بالامور الى ما كانت عليه قبل احتلالها من قبل القوات المسلحة، وفي بروتوكول، ابيي « يكمن الحل : - الاستفتاء - المفاوضات * سبق ان صرحت ان السودان سيفقد اعفاء الديون وشطب اسمه من قائمة الارهاب.. لماذا؟ - إذا استمرت ازمة»ابيي» وعدم حلها ،ولم تطبق اتفاقية السلام الشامل بالكامل،فان ذلك لا يمكننا من المضي في «خارطة الطريق»، وهي مرتبطة بما ذكرته آنفا. * هل هذه مساومة ام ثمن للانسحاب من «ابيي»؟ - في الواقع ان الامر اكثر اهمية لحكومة السودان،وبعد 9 يوليو سيخسر شمال السودان عائدات كبيرة من النفط،وسيواجه عدة مصاعب اقتصادية، ويحتاج الى مساعدة ، وايضا الدخول الى مؤسسات وشبكات التمويل والاستثمار الدولية،هذ ا سيتضح إذا تم تطبيق اتفاقية السلام الشامل او اذا استمر القتال في ابيي او شئ من هذا القبيل.وبهذا المعنى فهذا ليس ثمنا ونحن نقول انه ينبغي حل الازمة وتطبيق الاتفاقية وليس استخدام القوة العسكرية . * السودانيون يقولون انكم توعدون ولكن لا توفون؟ - الناس لاينظرون بعناية بماذا وعدنا،والرئيس اوباما وعد وفعل،وبادر بعملية شطب اسم السودان من قائمة الارهاب وهي عملية مستمرة لستة اشهر ،فعلنا ما وعدنا ولكن على الناس الصبر ليروا شيئا ملموسا قريبا. *وايضا يقولون انكم وعدتم بالجزرة ولكنكم ترفعون العصا؟ - سياستنا لم تتغير،نحتاح لوقت وايضا اتفاقية السلام تحتاج لوقت ولا زلنا نعمل،ولا يمكن ان نغير القانون، واذا سارت الامور بصورة جيدة حتى 9 يوليو يمكن ان نتابع العملية وعلى سبيل المثال الغاء الديون،وهي عملية قد تستغرق وقتا،وهناك تجارب في ليبريا وساحل العاج،بدأنا العملية قبل شهر ونامل ان تنتهي في اقرب وقت،وربما تحتاج لثلاث سنوات،والبنك الدولي يحتاج لجمع معلومات من الاطراف،حتى يقرر «اهلية السودان».ونريد دولتين قابلتين للحياة ومستقرتين ورفع العقوبات مرتبط بأزمة دارفور. * هل تتوفع انفصالا سلسا لجنوب السودان؟ اتمنى ذلك،وان يكون مرحبا ومعترفا به من جانب الخرطوم، وسيواجه الجنوبيون تحديات جمة،لاقامة دولتهم،وحكومة ودستور،والانتقال من جيش تحرير الى جيش دولة،وايضا ستواجه مشكلة المليشيات وتحتاح الى حلها. * وماذا عن سلام دارفور ؟ - لا نريد ان تستمر الازمة في دارفور،ولدينا نص وثيقة مدروسة قدمتها الوساطة ، وتعد انجازا له دلالته ومغزاه،وتوفر اساسا راسخا لمعالجة اسباب وجذور الصراع في الاقليم،وهي اقوى من اتفاقية ابوجا 2006،ومؤتمر اصحاب المصلحة حول دارفور جهد مهم لاستشارتهم ، مكن اطرافه،من الحوار واستعراض وجهات النظر ونتطلع الى استمرار الجميع لاحلال السلام في دارفور.ونحث الحكومة وحركة العدل والمساواة على الاستمرار في العملية والمفاوضات ونصحنا الاخيرة بان تتحدث عن الاقليم وليس عن قضايا اخرى مثل كردفان وعليها ان تحدد اولويتها ونفس الشئ ذكرناه الى عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان. وتجدد الولاياتالمتحدة دعوتها الى وقف اطلاق النار وتوفير المناخ الملائم لعملية دارفور السياسية. * وكيف تنظر الى دور «يوناميد» في دارفور؟ - تواجه تحديات،ولكنها قامت بدور في نقل وتأمين المساعدات الانسانية،وتتطور خلال السنوات القادمة،وليس لدينا دور مباشر ، ونتواصل مع البروفيسور ابراهيم قمباري،الممثل الخاص للامم المتحدة ل «يوناميد» . * لديكم اكبر سفارة ليس في السودان وانما في افريقيا لماذا لا يتم ترفيع التمثيل الدبلوماسي - هذا جزء من خارطة الطريق ، واذا تم استمرار الخرطوم في تطبيق اتفاقية السلام بشكل جيد حتى 9 يوليو القادم يمكن ترفيع مستوى التمثيل الى سفير كامل وتمثيلنا الآن على مستوى القائم بالاعمال. * وهل نتوقعك سفيرا؟ - ضحك .. انا سفير متقاعد ولكن سنرشح شخصا جيدا * لكن البعض يوجه اتهاما بانكم تسعون لتغيير النظام؟ - كلا ،العكس تماما،نريد دولتين قابلتين للحياة وتعيشان معا وكل واحدة مستقرة سياسيا . - ماهي الموضوعات التي ناقشتها مع المسئولين السودانيين مثل نافع على نافع مساعد الرئيس وعلي كرتي وزير الخارجية؟ - لدي محادثات جيدة، وناقشنا التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل وحل ازمة ابيي وخريطة الطريق ومستمرون في المحادثات. * هل قابلت او ستقابل الرئيس عمر البشير؟ - لم اقابله. * ولماذا؟ - بسبب الاتهام الموجه اليه. - وكيف يمكن حل مسألة المحكمة الجنائية؟ - لسنا اعضاء فيها - وايضا السودان ليس عضوا فيها. - حسنا، نريد ان نرى العدالة والمسئولية. الثورات العربية - تناول الحديث قضايا ربيع الثورات العربية خاصة بعد التغيير في مصر وتونس حيث اكد دعم بلاده للتحول الديمقراطي،واحترام حقوق الانسان وانتقد وادان استخدام القوة وقتل المتظاهرين خلال احتجاجات سلمية في سوريا،ولذا فرضت عقوبات،وعن الوضع في ليبيا شدد على ضرورة وقف سفك الدماء ورحيل القذافي عن السلطة وقال ان التدخل الدولي جاء لحماية المدنيين.