أكد الرئيس عمر البشير استقرار الأوضاع في ولاية جنوب كردفان، وقال البشير في تنوير قدمه لمجلس الوزراء في اجتماعه الدوري أمس، ان الوضع تحت سيطرة القوات المسلحة التي تقوم بتمشيط الولاية من فلول التمرد.واضاف، ان الأحداث بدأت منذ اعلان شعار الحركة الشعبية الانتخابي « النجمة أو الهجمة» .واعتبر ان ذلك بمثابة اعلان حرب استبقت به الحركة العملية الانتخابية في ولاية جنوب كردفان. وأفاد المتحدث باسم مجلس الوزراء عمر محمد صالح، ان البشير قدم تنويراً للوزراء حول أحداث جنوب كردفان ، وقال ان اللجنة الوزارية المكلفة من قبل رئيس الجمهورية توصلت لتسوية سلمية ووقعت اتفاقية لكنها خرقت من جانب الحركة ، واتهم الحركة بتنظيمها المسبق للهجوم على مدينة كادقلي . من ناحيتها ذكرت الاممالمتحدة أمس ان القتال مستمر وقد انتشر في انحاء الولاية. وقال قويدر زروق المتحدث باسم البعثة الدولية في السودان «لا يزال يدور القتال في كادقلي وقد تمدد الى مواقع اخرى»،ولم يتمكن زروق من كشف تفاصيل عن عدد القتلى والمصابين في القتال. وذكرت مصادر الاممالمتحدة ان قاذفات انتونوف وطائرات ميغ تحلق على ارتفاع منخفض وتمشط التلال المحيطة بكادقلي وتقصف مواقع الحركة الشعبية ،منذ الثلاثاء. وذكر شاهد عيان في كادقلي طلب عدم الكشف عن هويته الخميس انه رغم ان حدة القتال قد خفت، الا ان الوضع الانساني والامني يتدهور. واكد المدير الاداري لجمعية الهلال الاحمر السوداني بمدينة كادوقلي، عبد الفتاح حمزة لراديو مرايا، انهم أطلعوا خلال عملهم الميداني على جثث 15 شخصاً قتلوا أثناء المعارك التي دارت في المدينة يومي الاثنين و الثلاثاء ،مشيراً الى جرح اكثر من عشرين شخصاً. وقال حمزة، ان النازحين الى خارج المدينة يعيشون اوضاعاً انسانية حرجة،بينما اكد شهود عيان من كادوقلي ان المدينة شهدت ليلة أمس هدوءاً نسبياً وعودة التيار الكهربائي الى بعض احيائها كما تم فتح جزء من المحال التجارية. من جانبه حث رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل،محمد عثمان الميرغني ،نائب رئيس الحركة الشعبية رئيس قطاع الشمال مالك عقار ، علي بذل الجهود المخلصة لحل كافة القضايا العالقة والمستجدة بشأن المشورة الشعبية ، وذلك درءاً للفتن وحقناً للدماء .وأكد الميرغني،في اتصال هاتفي مع عقار أمس، حرصه على تجنيب البلاد الصدام والمواجهات ، وتعهد ببذل قصارى جهده لتقريب وجهات النظر وبناء الثقة بين الأطراف المعنية بهذا الصراع. ومن المقرر ان يتوجه وفد من قيادات الحزب الاتحادي، خلال الأيام القادمة،الى النيل الازرق لمواصلة مساعي التهدئة. وشنت القوى السياسية بجنوب كردفان ،هجوما عنيفا علي الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ،وحملت الطرفين مسؤولية اشعال الحرب بالمنطقة ، ووصفت الاوضاع الانسانية بالمأساوية ، وقالت ان ماحدث شبه مرتب له ، محذرة من انها لن تسمح ان تصبح الولاية دارفور ثانية. وابدت القوى السياسية ،في مؤتمر صحفي بالمركز السوداني للخدمات الصحفية امس ،تخوفها من الاوضاع الانسانية بالمعسكرات التي تفتقر تماما الي ابسط مقومات الحياة ، وطالبت بالتدخل الفوري لانقاذ النازحين . وحذر الامين السياسي لحزب العداله جمعة ادور عبدالله ، من ان يعم الانفلات الذي حدث في الولاية جميع ارجاء السودان ، وطالب الحركة الشعبية بضبط قياداتها المتفلتة ومحاسبتها ، واشار الي وجود تصفيات لأفراد بالمؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، متهماً الطرفين باستخدام جنوب كردفان كرت ضغط لتنفيذ اجندتهما . وطالب ممثل اتحاد المسيرية، الطرفين بتحمل مسؤوليتهما تجاه مايحدث من تشريد للمواطنين ، واتهم القوى السياسية السودانية بانها تكيل بمكيالين ولم تحرك ساكنا في القضية وليس لديها موقف واضح ، ونعتها بأنها خارج النص .