لا حديث لمواطني ولاية النيل الأبيض هذه الأيام غير التعديل الوزاري المتوقع داخل حكومة الولاية، والدمج الذى سيطال بعض الوزارات الذى ينتظر أن يتم خلال الفترة المقبلة، حيث سبق أن تم إعلان هذا الأمر قبل أشهر قليلة فى أحد اجتماعات الحكومة الدورية. واهتمام المواطنين وترقبهم لهذا الأمر يعود لرغبتهم أولا فى تغيير الكثير من الوجوه التى ظلت على رأس المسؤولية فى العديد من الوزارات والمحليات ولسنين طويلة، وثانيا لظنهم أن التغيير سيصلح من حال الولاية الاقتصادى والتنموى، ويحدث انفراجا فى أوضاعها. وهناك العديد من المواطنين يرون أن المرحلة المقبلة تستوجب اختيار أشخاص من ذوى الكفاءات وأصحاب الشخصيات القوية الحادبين على مصلحة الولاية، الذين يضعون قضايا المواطن فى قمة أولوياتهم، حيث يرى المواطن أحمد الطيب من ربك، أن المواطن تعب وعانى كثيرا من سلبية الكثير من المسؤولين الذين مروا على المناصب المختلفة، سواء على مستوى الحكومة أو المحليات. وقال إنه آن الأوان لكى تجد قضايا المواطن الاهتمام المطلوب. اما عوض عبد القادر من كوستى، فقد قال إن القيادات التى سيتم اختيارها للمرحلة المقبلة يجب أن تكون من الذين عملوا أو مازلوا يعملون فى السلك العسكرى، مشيرا إلى أن العساكر أكثر جدية وانضباطاً فى إدارة الأمور. واستشهد بتجربة العقيد أبو عبيدة العراقى معتمد محلية كوستى، حيث قال إنها حققت نجاحا منقطع النظير بالمقارنة مع بقية المعتمدين، وذلك من خلال الإنجازات التى حدثت فى عهده من تنظيم للشوارع وإعادة تأهيلها وتجميلها وفى فترة وجيزة، على حد قوله. المواطن جعفر عثمان من القطينة، قال إن هناك الكثير من المعتمدين ظلوا موجودين عند كل تعديل حكومى رغم أنهم لم يخدموا المواطن بأى شىء، وقال أن عملية تعيين المعتمدين الخاطئة هى السبب الرئيسي وراء بقاء بعضهم بداعي الترضيات السياسية والجهوية، مؤكدا أنها أفسدت المسؤولين وأضاعت الحقوق، وجعلت بعض المعتمدين لا يكترثون ويستمرأون الفساد والمحسوبية، وقال إنه كان يتمنى أن يتم انتخاب المعتمدين أسوة بالولاة حتى يختار المواطن الأصلح، بغض النظر عن انتمائه الحزبى. الأستاذ الصادق عبد الساوى رئيس اللجنة التميهدية لاتحاد الصحافيين بالولاية وشيخ المراسلين، قال إن الولاية أصبحت فى حاجة ماسة للتغيير فى بعض مستويات الحكم حتى تتحسن الأمور، وقال إن هناك بعض المسؤولين قدموا للولاية الكثير ولا يمكن نكران دورهم فى معالجة عدد من القضايا، وأكد أنه وبالمقابل يوجد من تسبب فى تأخير عجلة التنمية فى الولاية، واشاد الأستاذ عبد الساوى بابنى كوستى اللواء الطيب الجزار وزير التخطيط العمرانى والعقيد أبو عبيدة العراقى معتمد محلية كوستي، وقال إنهما قدما نموذجا طيبا للمسؤولية وولاة الأمر، وحققا إنجازات جيدة للمحلية عجز من سبقهم عن تحقيق جزء منها، كما ثمن جهود دكتور عبد الله عبد الكريم وزير الصحة، وقال إنه أحدث نقلة فى العمل الصحى وكذلك الأستاذ عبد الماجد عبد الحميد وزير الثقافة والإعلام، مشيراً إلى أنه اجتهد كثيراً من أجل النهوض بالعمل الإعلامى بالولاية. ومن جانبه ذكر الاستاذ صالح ضيف الله عضو اللجنة التمهيدية لاتحاد الصحافيين أن بعض المسؤولين وفى مقدمتهم وزير الصحة ومعتمد كوستى أثبتوا مقدرتهم على قهر المستحيل ووضعوا بصمة واضحة. وأنهم نموذج يحتذى، وقال إن التغيير المرتقب يجب أن يقوم على اختيار عناصر ذات علاقة قوية بالمركز حتى يتم استقطاب الدعم للتنمية، مستشهدا بما أنجزه الجزار والعراقى، وأنه تم نتيجة صلتهما القوية بالمركز، وأبان أن بعض الوزراء ظلوا يتنقلون فى المناصب الدستورية لسنوات دون أن يقدموا أى شىء لضعف علاقتهم بالمركز.. وبصفة عامة يمكن القول إن مواطن النيل الأبيض ينظر بترقب للتعديل المتوقع قريبا، ويمني نفسه باختيار من يحرصون على تلبية طموحاته ويجدون من أجل تحسين وضعه من خلال الاهتمام أولا بالخدمات الأساسية من مياه شرب وكهرباء وتعليم وصحة التى مازالت دون طموحاته رغم ما بذل من جهود وأنفق من أموال، علما بأن هذا المواطن قد تلقى الكثير من الوعود من أجل الارتقاء بهذه الخدمات ولكن لم يجنِ منها غير القليل، ولا ننكر أن هنالك خطوات للتنمية والتطوير كان آخرها مذكرة التفاهم التى وقعتها حكومة الولاية مع مجموعة شركات شريان الشمال لتنفيذ مشروعات استثمارية وغيرها من الاتفاقيات التي وقعت سابقا والتى تقدر بالعشرات إن لم تكن بالمئات، ولكن ما تم تنفيذه والاستفادة منه حقيقة لا يتعدى أصابع اليد الواحدة، وذلك لضعف إرادة بعض المسؤولين السابقين، فهل سيأتي التغيير المقبل بمسؤولين يكونون عند حسن ظن المواطن، أم سيستمر مسلسل الترضيات والموازنات الذي أفرغ المناصب من محتواها.