أرجو أن تجد هذه المادة مساحتها في عمودك المقروء «نمريات» ولك شكري وتقديري.. لا يخالجني شك مطلقاً أن إدارة الصندوق القومي للاسكان الاتحادية التي يقف على رأسها رجل وطني غيور عرك العمل التنفيذي والسياسي لفترة ليست بالقصيرة وهو سليل أسرة متوسطة الحال يعي تماما معاناة الناس وأوجاعهم خاصة لجهة السكن والمعيشة في بلد مترامي الأطراف كالسودان، لا يخالجني شك انه وقد تولى أمر الصندوق سيحصر همه في جعل مشروعات الصندوق عطية ووسيلة الى زيادة حجمه السياسي من خلال زخم اعلامي يصاحبه في حله وترحاله يسوق بضاعة السكن الشعبي الفاسدة في بعض المناطق ويتورط العاملون في منازل غير مهيأة تماما وتصبح النتيجة خسران مبينا لهم وكسب سياسي أجوف له. اعلم ان الرجل ليس من ذلك الطراز ولكن للأسف فان بعض من أوكل اليهم أمر ادارة مشروعات الصندوق في الولايات يسيرون عكس اتجاهه، واذا اخذنا ولاية النيل الابيض كمثال ومدينة كوستي على وجه التحديد نجد ان مدينة البشير التي يقوم بتنفيذها فرع الصندوق في الولاية قد فشلت كفكرة وفشلت كحقيقة ولعل أهم اسباب ذلك الفشل هي عدم اهلية وكفاءة القائمين على أمرها الذين لا هم لهم سوى انتقاء بعض الأجهزة الاعلامية والظهور فيها كذباً بمظهر أصحاب الانجازات، فهذه المدينة التي طال عليها الأمد ولم تكتمل برغم بعض الزيارات المتعددة التي قام بها الامين العام للصندوق وبرغم زيارات كبار رجال الدولة الا انها ظلت في حالة تعثر دائم وان اردنا الدخول في شيء من التفاصيل لاماطة اللثام عن اسباب ودواعي التعثر فيجدر بنا ان نتناول: أولاً موضوع الامداد المائي لهذه المدينة التي تم تقسيمها الى جزئين شمالي وجنوبي حيث فشلت عملية الامداد المائي فشلا ذريعاً ، وفي محاولة لعلاج المشكلة حاولت إدارة الصندوق بالولاية معالجتها لكن بطريقة معالجة الخطأ بالخطأ ، وذلك بعمل أرضية خرصانية يقوم عليها صهريج المياه الذي يتم ملؤه عن طريق التنكر بواقع حوالى 4 مرات يوميا وهو حل خيالي وغير عملي ولذلك فشلت هذه العملية. ثانياً: هذه المدينة تفتقر الى الخدمات الاساسية ولم يشيد فيها مسجد حتى لو كان في مساحة صغيرة رغم بعدها النسبي عن كوستي ، ولا أدري كيف يؤدي سكانها صلاة الجمعة. ثالثاً: الجزء الشمالي منها منخفض بصورة واضحة وحتماً ستغرق المنازل فيه عند هطول الامطار التي لن تجد مياهها مصارف تعبر بها الى النيل. رابعاً: ظهرت تصدعات في بعض المنازل خاصة في مدينة علي عثمان محمد طه بربك بما يوحي ان دراسة الموقع لم تكن واقعية وهذا يشير الى شيئين لا ثالث لهما. اما ان فكرة اقامة تلك المدن قد تمت على عجل دون دراسة متأنية فهذا يصب في اتجاه الانجاز السياس لا الخدمي. واما ان القائمين على أمرها في الولاية ينقصهم التأهيل في مثل هذه المجالات ويهمهم في المقام الاول الوضع الوظيفي الذي هم فيه وما يتبعه من امتيازات وهو الأقرب للحقيقة. الآن الرسالة موجهة لمدير عام الصندوق الأخ غلام الدين عثمان بضرورة مراجعة الاداء في هذه المدن والوقوف على حقيقة الأمر فيها ومن ثم اتخاذ ما يناسب من قرارات تقنع العاملين بأن هذا المشروع مشروع خدمي بالدرجة الأولى وليس مشروعا سياسياً لأنني أرى ان الثقة عند العاملين قد بدأت تضعف نحو هكذا مشاريع حتى تكتسب تلك المشاريع الجدية والمصداقية وحتى لا تهرب الشركات المنفذة مثل الشركة المعنية بتنفيذ مدينة البشير والتي خلق هروبها العديد من التساؤلات، وارجو ألا يفرط مدير الصندوق بالولاية السيد ياسر السندي في التفاؤل عندما يعلن ان الافتتاح سيكون في الثلاثين من يونيو القادم، ولنا عودة بتفاصيل أكثر دقة. فيصل أحمد خير كوستي