المحاولات العقيمة التى تسعى الى ربط التغيرات التى تحدث فى الشارع العربي بنظرية المؤامرة هى محاولات عاجزة وتحاول أن تجعل من هذا الطوفان الناتج من ظلم الحاكم وحاشيته وما عرفوا بالمنافقين الذين ينتفعون من النظام مجرد تحرك بأيدٍ خارجية تحاول ان تخرب البلاد، وهذا فى الحقيقة مجرد وهم وتحليل واهٍ ، فما يحدث الآن نتيجة حتمية لما فعلته الايادي الحاكمة فى البلاد والعباد فالحاكم يعتقد ان صمت الشعوب على السياسات الضاغطة التى تعمل على افقار المواطن وتحويله الى متسول يتسول لقمة عيشه تقع فى خانة خوفه من ترسانته العسكرية وقبضته الامنية او رضوخ وخنوع ورضاء بالامر الواقع، فالواقع اثبت أن الشعوب لا تهاب تلك القوة فعندما تتفاقم الضغوط تنفجر الشعوب وترفض كافة التعديلات التى يحاول الحاكم بها اصلاح المعوج وتأتى كلمة «فهمتكم » فى الزمن الضائع ويكون المطلب محدداً، الاطاحة بالنظام ومحاكمة الحاكم وكل الذين ساهموا فى استشراء الفساد وافسدوا فى البلاد وطحنوا العباد. فلماذا لا يستفيد المسئولون فى بلادنا من تلك الثورات ويحاولون اصلاح ما افسدته سياساتهم برفع المعاناة عن المواطن ودعم كافة السلع الضرورية دعماً مباشراً والالتزام التام بمجانية العلاج والتعليم لكن للاسف الشديد المسئولون فى بلادى يسيرون على ذات الدرب الذى يرهق المواطن لا يبالون بالاوضاع الاقتصادية السيئة التى تمر بها معظم الشرائح الاجتماعية يتحدثون عن السدود بأنها ستكون خير بركة على المواطن وتوقع الجميع ان يصدر قرار بالغاء نظام الدفع المقدم اوتكون اسعار الكهرباء رمزية وينعم المواطن بكهرباء مستمرة لا تنقطع وان حدث قطع يكون بعد التنويه مع اعتذار ادارة الكهرباء ولكن كل هذا لم يحدث فما الشئ الذى جناه المواطن من السدود هذا عن الكهرباء فماذا عن المياه وقطوعاتها المتكررة التى تصل الى مرحلة النيل على مرمى حجر وتباع المياه لمواطنين بعربات «الكارو» واخيرا بعد لجان واجتماعات وجد المسئولون فى ادارة المياه الحل وبالتأكيد لا تخرج الحلول من دائرة ربط الحزام وان يدفع الثمن المواطن اذ تفاجأت بعض الاحياء بالخرطوم بقرار وضع عدادات دفع مقدم للمياه التى قيل قبل ذلك انها ستكون خاصة فقط بالشركات والمحلات التجارية والاستثمارية رغم اعتراضى على ذلك من قبل الا ان القرار تم تطبيقه ولو جزئيا والآن يتوجهون صوب المواطن الذى خرج غاضبا على المسئولين عن المياه بعد ان تطورت ازمة المياه وشاخت المواسير وارتفع سعر برميل المياه، والآن تعاقبه على خروجه بتركيب عدادات الدفع المقدم للمياه وهذا لم يحدث حتى فى الدول التى تعانى من ازمة مياه حقيقية وليس لها مصادر مياه مثلنا. سبحان الله بلد بها النيل و«الموية بالكروت » «والله ناس الحكومة بالجد حيرونا » استمع الى تصريحات الرئيس عمر البشير ونائبه على عثمان اتفاءل خيرا واقول بينى وبين نفسي عسى ان نجده و«اشوف عمايل المسئولين استعجب »التصريحات فى وادى والواقع فى وادى آخر، فالسياسات تدل على ان المسئولين اتوا من اجل طحن المواطن الذى اصبح مغلوباً على امره اذ حاصرته مؤسسات الدولة بالضرائب ورسومها التى لا تنتهى بل لم تقف عند هذا الحد بل تواصل فى سياسات الجوع والمرض ورفع معدلات الامية. الآن سندخل فى دائرة العطش اتامل فى هذا الواقع المذرى والسياسات الضاغطة واتذكر مقولة الصحابى الجليل ابو ذر الغفاري «عجبت لرجل يجوع ولا يخرج على الناس بسيفه » وهنا اطالب بالخروج الى الشارع رغم علمى بان اى محاولة للتعبير عن الرأي الرافض لتلك السياسات سيقمع ولكن اتمنى ان تستمر المحاولات التى ستعيد الحقوق المسلوبة، فالمسئولون فى بلادى يسعون الى حل ازمتهم بالضغط على الشعب فلماذا لايتم تجريدهم من كافة امتيازاتهم لحل الازمات التى تمر بها البلاد فلماذا يدفع المواطن ثمن اخطائهم ولماذا عدادات مياه للدفع المقدم فى ارض النيلين. ما يحدث الآن لم يحدث فى كافة البلاد التى انفجرت فى وجه حكامها على الاقل الدولة ملتزمة بتقديم الدعم للمواطنين ولم نسمع ان الدول التى تعانى فى الاصل من شح مصادر المياه لجأت لمعالجة ازمتها بخلق ازمات ولم تحاول المساس بحقوق المواطن ،الكهرباء والمياه مدعومتين ونحن نحاسب على قطرات المياه فكيف يسمح رئيس الجمهورية وهو الراعى والمسئول عن رعيته ان تكون للمياه عدادات دفع مقدم فهل هذه هدية من هدايا الانقاذ للمواطن فى عيدها ام ان الرئيس ونائبه لا يعلمان بما يفعله المسئول بالمواطن، فهل هذا الذى يحدث دعوة الى عدم النظافة سبحان الله حتى الماء الذى جعل الله منه كل شئ حى يحرم منه، فبعد هذه العدادات تأتى مرحلة الترشيد التى تعنى التقليل من النظافة او انعدامها ويتم بذلك انتشار الامراض وخاصة واننا فى بلد معرضة للاوبئة فماذا بعد الماء والكهرباء يا سيادة الريس وهل نحن موعودون بالمزيد .. بالتأكيد انهم يدفعوننا للثورة واخيرا قال الامام على بن ابي طالب الصبر صبران صبر على ما تحب وصبر على ما تكره ونحن صابرون على مانكره ولا ادرى ما نهاية صبرنا وكما قيل « والله ما ذل ذو حق وأن طبق العالم عليه ولا عز ذو باطل ولوطلع القمر على جبينه » وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.