أعلن رئيس لجنة الاتحاد الافريقي ثامبو مبيكي ان شمال السودان وجنوبه وقعا اتفاقا يقضي بانشاء منطقة نزع سلاح في أبيي، ورحب المؤتمر الوطني بالاتفاق وقال انه لبى مطالبه وأضاف مبيكي في حديث للصحفيين في أديس أبابا «وقعت الحركة الشعبية والحكومة السودانية اتفاقا بشأن أبيي، يقضي بجعل أبيي منطقة منزوعة السلاح وبانسحاب القوات المسلحة وانتشار قوات اثيوبية، ورأى ان الاتفاق يفسح المجال ايضا امام وضع حد للنزاع في ولاية جنوب كردفان. من جهتها دعت سفيرة الولاياتالمتحدة في الاممالمتحدة سوزان رايس امس، الى سرعة تنفيذ الاتفاق بين شمال السودان وجنوبه بنزع سلاح منطقة أبيي المتنازع عليها. ودعت رايس في خطاب لمجلس الامن الى نشر القوات الاثيوبية فورا في منطقة أبيي، وأضافت أن الولاياتالمتحدة ستبدأ الان صياغة قرار لمجلس الامن يسمح بنشر القوات الاثيوبية.وقالت للمجلس المكون من 15 دولة «نرحب بالانباء التي أفادت بأن الطرفين وقعا اتفاقا بشأن الترتيبات الادارية والامنية المؤقتة لابيي وسحب القوات المسلحة.» وأضافت في اجتماع شارك فيه عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من اديس ابابا المبعوث الخاص للامم المتحدة الى السودان هايلي منكريوس ورئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي «الان تأتي مهمة التنفيذ الكامل وفي الوقت المحدد.» وقالت رايس «نريد أن نبرز مدى ضرورة انتشار القوات الاثيوبية فورا في أبيي بوصفها القوة المؤقتة التي تمت الموافقة عليها تحت رعاية الاممالمتحدة وبناء على جدول زمني اتفق عليه الطرفان.» وأضافت أن الولاياتالمتحدة ستوزع قريبا على بقية أعضاء مجلس الامن الدولي مشروع القرار الذي يجيز نشر القوات الاثيوبية في ابيي كقوة أمنية مؤقتة. وقالت رايس ان القتال الذي اندلع في ابيي في الاونة الاخيرة «من المؤكد ليس الازمة الوحيدة التي تواجه شعب السودان» قبل اقل من ثلاثة أسابيع من انفصال جنوب السودان عن شماله في التاسع من يوليو تموز بموجب الاستفتاء الذي أجري في يناير كانون الثاني والذي اختار الجنوبيون من خلاله الاستقلال. وأضافت أن واشنطن تلقت تقارير «مروعة» عن أعمال العنف التي جرت اخيرا في ولاية جنوب كردفان والتي قالت ان لها «أبعادا عرقية.» وقالت رايس أن هجمات وعمليات قتل محتملة ارتكبتها الخرطوم بحق عناصر من الجيش الشعبي في جنوب كردفان قد تشكل «جرائم ضد الإنسانية». وأضافت أمام مجلس الأمن الدولي أن القوات السودانية «هددت بإسقاط طائرات استطلاع لقوة الأممالمتحدة في السودان، لقد سيطرت على مطار كادقلي ومنعت طائرات قوة الأممالمتحدة من الهبوط». وتابعت أن احتياطي القوة من المواد الغذائية «تراجع في شكل خطير»، معتبرة أن منع الأممالمتحدة من الهبوط في هذه المنطقة «يثير القلق». من جانبه قال ممثل الاممالمتحدة في السودان هايلي منقريوس ان الاممالمتحدة «ستكون مستعدة للمساعدة على انتشار سريع لهذه القوات» حالما يعطي مجلس الامن الدولي موافقته. من ناحيته اكد مسؤول ملف أبيي الدرديري محمد احمد، ان الطرفين وقعا اتفاقية للوضع الانتقالي في أبيي تستمر الى حين التوصل لحل نهائي للنزاع وكشف الدرديري، بحسب سونا، ان الاتفاقية التي تم التوصل اليها بعد تمنع من الحركة الشعبية استمر خمسة ايام، تنص على خمس نقاط اشتملت على شمالية ابيي، وذلك من خلال التأكيد على ان كل المناطق شمال خط 1/1/1956م تتبع لشمال السودان، ما لم يحدث غير ذلك في الاستفتاء المزمع اجراؤه، بجانب قبول قرار رئيس الجمهورية بحل ادارية أبيي الفائتة لتجاوزها الصلاحيات الممنوحة لها وتشكيل ادارية جديدة متوازنة، وتشكيل شرطة مجتمعية متوازنة من المجتمع المحلي. وتنص الاتفاقية على الانسحاب المتزامن للقوتين (القوات المسلحة) و (الجيش الشعبي) ، كما تنص على انسحاب قوات الحركة الشعبية جنوب خط 1/1/1956م والتحقق من ذلك بالاضافة الى نشر قوات اثيوبية باتفاق منفصل مع الاممالمتحدة وبتفويض خاص يستند على الاتفاقية، على الا يتدخل مجلس الامن في الاتفاقية بالرغم من انها تمول من الاممالمتحدة. ورحب الدرديرى بالاتفاقية واعتبرها خطوة لاحلال السلام في المنطقة، وقال: إن النقاط التي حددتها الحكومة قد اوفيت وتمت الاستجابة لها.