أرجو شاكرا التكرم بنشر هذه المادة في عامودك المقروء «نمريات» لاتحدث عن بعض السياسات التى قد تقعد بمسيرة حزب المؤتمر الوطنى، خاصة بعض الآراء المتباينة حول تصريحات احد قياداته، ونعلم ان الدكتور نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطنى للشؤون التنظيمية والسياسية، ظل طوال الاعوام السابقة يشكل خط دفاع أول عن المؤتمر الوطنى، ويرد بقوة وعنف على كل من يعتدي بالقول او ينتقد هذا الكيان بالتصريحات. والدكتور نافع وصف من قبل بعض السياسيين بالشخصية المثيرة للجدل، خاصة انه ظل يرمي بعبارات قاسية على منتقديه ومعارضي سياسة حزبه، فيصف بعض الأحزاب بالميوعة ومرة أخرى يتحدث عن المرشحين المستقلين من عضوية المؤتمر الوطنى ويصفهم بالمتفلتين ويعدهم بالبندول، وأخرى يتحدث عن بعض المستقلين ويقول انهم ترشحوا مستقلين استحياءً من احزابهم وكأن تلك الاحزاب سبة.. نعم اختلفنا او اتفقنا فالدكتور نافع رمز من رموز الدولة، ورقم سياسي لا يمكن تجاوزه بأى حل من الاحوال، ويمكن أن يطلق عليه ملك التصريحات النارية التى قد تكون خصما عليه وعلى حزبه، خاصة أن عهد الوعيد والترهيب قد ولى، فتقديرنا لهذا الرجل يجعلنا نطلب منه ان يكون متوازنا في تصريحاته، وينأى بنفسه عن السخرية، وألا يبخس الناس أشياءهم، فكما نافع يرى أن الأحزاب لها سلبياتها فالمؤتمر الوطنى ايضا لا يخلو من السلبيات. وكان الاجدر بالدكتور نافع وبدلا من اطلاق العنان عبر الهواء الطلق لتصريحاته، كان الأجدر به أن يعمل على معالجة الإخفاقات داخل حزبه، وألا يمارس سياسة الكيل بمكيالين. ولا أريد أن أقول كما قال غيري ان الدكتور نافع في هذه المرحلة فقد البوصلة، وهو الذي اضحى يناقض نفسه بنفسه كما في حديثه عن المستقلين من منسوبى المؤتمر الوطنى الذين وصفهم بالمتفلتين. وطالعتنا احدى الصحف بعد حديثه بأيام بإعلان لتدشين حملة أحد المستقلين «دروس» بالنيل الابيض يدعو فيه للمشاركة بالتدشين بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح الذي سيشرفه الدكتور نافع علي نافع ورئيس المؤتمر الوطنى بالنيل الابيض. ومن المعروف أن «دروس» مرشح مستقل قادم من المؤتمر الشعبي ورمزه وحيد القرن وليس الشجرة، واخليت له هذه الدائرة تماما من مرشحى المؤتمر الوطنى الذين تم اختيارهم عبر الكلية الشورية. ورغم ذلك لم يشرف الدكتور نافع حملة التدشين ولم يصحح الوضع ويعدل الصورة المقلوبة، الا ان هنالك قيادات من المؤتمر الوطنى شرفوا هذا التدشين، وايضا هذا يصب في باب التناقضات. وقبل ايام معدودات تحدث الدكتور نافع في تمبول مؤكدا ان المؤتمر الوطنى ليس لديه مستقلون، مطالبا عضويته بعدم منح اصواتهم للمستقلين، وهو نفسه لم يفتِ لنا في حالة «دروس». فالدكتور نافع عليه احترام عقول الآخرين من اعضاء وقيادات حزبه والمعارضين لسياساته، وان ما يحدث بولاية النيل الابيض يعود للسياسات الخاطئة من المركز الذي لم يعطِ لهذه الولاية النظرة القوية الفاحصة، وظل المركز طوال تلك السنوات يقدم المهدئات باعتبارها حلولا للمشكلات، دون اجراء عمليات جراحية ناجحة لاعادة الامور لنصابها. ورغم أن بحر أبيض لها وضعيتها بصفتها ولاية استثنائية، الا انها لم تجد الاهتمام من قبل القائمين على امر الحزب بالمركز، وآخر تلك الاخطاء الدفع برجل مرشحا للحزب ليس بقامة هذا الكيان. ودونكم الآراء العديدة التى ظهرت والاصوات التى ارتفعت بعد الدفع بالشنبلى مرشحاً للحزب لمنصب الوالى. ولم يكن للمركز اى دور سوى تصريحات الدكتور نافع متوعدا بالبندول. وقطعا أن مثل تلك الاحاديث لا تشفع ولن تمنح المؤتمر الوطنى الافضلية او منصب الولاية والفوز في الانتخابات القادمة. وهذا ما ستثبته الأيام القادمات، لكن من سيقنع الدكتور نافع بفشل سياساته وعدم جدواها؟ ومتى يقنع نافع نفسه بأن سياسته هذه لن تجلب للحزب سوى الخسران وتخصم من رصيده؟ وعلى الدكتور نافع إن أراد مصلحة حزبه أن يحترم الآخرين وعقولهم وآراءهم، وقطعا المكابرة لن يجنى منها سوى الخسران وكثرة الاعداء وتعدد الآراء فيه... فيا ليت لو يستجيب اهل الامر في الحزب، ويمنحوا هذا الملف لرجل بقامة الاستاذ علي عثمان محمد طه، فهذا الرجل بقامة السودان والدولة، ويتحدث عن الجميع بكل احترام وتقدير، ويُشهد له انه لم يجرح او يستهزئ بأي كائن كان، فقد ظل كما عهدناه يتعامل مع الآخرين واعداء حزبه بكل احترام وتقدير، وله مقدرة على إعادة التوازن عند اختلال الميزان، وإعادة الامور الى نصابها.. نسأل الله أن يمد في عمره، فهو مكان احترام الجميع دون استثناء. عبد القادر مكى عبد الحليم صحافى بولاية النيل الأبيض