أقامت الهيئة السودانية للبث الاذاعي والتلفزيوني ادارة التدريب وبناء القدرات اسبوعا في يونيو الحالي بعنوان اسبوع تكنولوجيا البث رقم «1». وقد شهد الاسبوع عرضا تاريخيا لمسيرة البث الاذاعي والتلفزيوني تحدث فيه البروفيسور علي شمو والمهندس صالح الحاج البشير، والمهندس حسن أحمد عبد الرحمن. وقدمت في الاسبوع اضاءة حول الادارات التابعة لهيئة البث: ادارة الشبكات المحطة الارضية، الارسال التلفزيوني الارضي، التحكم ومراقبة البث، تقنيات البث الحديثة، ارسال مدني، سوبا، الفتيحاب، سنجة، مركز FMTV ، الطاقة والتبريد. وقدم د.بلة المك محاضرة هندسية عن الارسال الاذاعي الرقمي، الترددات، الهوائيات، وابتدر النقاش د.محمد سليمان عبد الباقي، وقدمت خلال الاسبوع محاضرات أخرى سنعود اليها في فرصة قادمة. وفي يقيننا حسب الشرح الذي قدمه لنا المسؤولون عن هذا الاسبوع، وعن الرسومات التوضيحية، ان هناك طفرة تقنية واكبت هذا الاداء. ولعل ابناء جيلنا يذكرون تلك المبادرة التي قام بها الاستاذ محمد عبد الجواد، وزير المواصلات، لقيام محطة للاقمار الصناعية في بورتسودان قبل قيام انقلاب 25 مايو 1969م وهي خطوة ان تم انجازها كانت ستكفل للسودان الريادة في هذا المجال التقني. ولكن تشاء الاقدار على ايامنا هذه ان يواكب السودان التطورات المتسارعة في هذا الحقل الاعلامي والمعلوماتي، والذي يعد معياراً للرقي والتطور. ولعل ابناء الحاضر لا يدركون مدى الصعوبات التي كانت تواجه الاعلاميين في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي، حين كانت مباريات كرة القدم تنقل عبر اجهزة الهاتف، وعمليات حجز الخطوط خاصة في المباريات والتي كانت تلعب خارج السودان وذلك عبر العاصمة الايطالية روما فيما نذكر. وجيل اليوم لا يدرك حجم المعاناة التي عاناها الاسلاف من اعلاميين وفنيين. وقد سعدت فترة بالعمل في تلفزيون الجزيرة الريفي 76 - 1978م وكنت اشاهد اولئك الجنود المجهولين، وهم يؤدون دورهم في صمت ونكران ذات ويقدمون الضوء والهالات الاعلامية لنجوم الاذاعة والتلفزيون دون من ولا أذى.. ولعل أبناء اليوم من المذيعين، وقد جاءتهم برامج البث المباشر، ولم يدركوا ان البرامج قبل زمان التسجيل في تلفزيون السودان كانت تبث على الهواء مباشرة، الامر الذي يتطلب يقظة وانتباها، وافضل البرامج التي يتذكرها المشاهدون باعتزاز كانت تبث على الهواء.. وفي هذا حدثت طرائف ونوادر وأحداث.. ومرة أخرى نحيي هؤلاء الجنود المجهولين الذين ظلوا يواصلون الليل بالنهار داخل السودان وخارجه لتقديم مادة اعلامية متميزة.