منذ أن أقلعت طائرة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون من مطار العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بسبب تلقيها تقريراً استخبارياً من الادارة الامريكية للسلامة الجوية عن اقتراب سحب بركانية من سماء اثيوبيا قادمة من الهضبة الاريترية ، منذ تلك اللحظة والى تاريخه ظلت الادارة الامريكية ترسل رسائل قاسية للخرطوم وكأنما هي اشارات ضمنية للضغط على الخرطوم بهدف تنفيذ مطلوبات خطيرة تخص الوضع في السودان، وهذا بالضبط ما رشح من تفاصيل مقابلة الوزيرة هيلاري لبعض الشخصيات المصاحبة للطائرة الرئاسية السودانية حيث رشح ان الوزيرة طلبت بشدة سحب القوات الحكومية من ابيي على الفور وتنفيذ الخطة التي رسمها ثابو امبيكي في هذا الخصوص ، نعم مارست هيلاري استعلاءً منقطع النظير على الوفد الرئاسي السوداني ثم ركبت طائرتها متجهة الى واشنطن فيما اضطرت الطائرة السودانية للمكوث بأديس ابابا ريثما تنقشع سحائب الدخان البركانية . ولكن المدهش ان حمماً بركانية ارسلت من قبل الرئيس الامريكي باراك اوباما تهدد الخرطوم بسرعة الاستجابة للمطالب الساعية لسحب الجيش من ابيي والإيقاف الفوري لاطلاق النار في جنوب كردفان ، الخرطوم من جهتها علقت على تهديدات اوباما بالتقليل من شأنها والقول انها تخصه وحده ولكن المشكلة تكمن في انها ما تزال تواصل المساعي بهدف تحسين العلاقات مع الولاياتالمتحدة او انها تتشبث بالدبلوماسية الغبية التي تفترض ان العقلية الامريكية بذات الغباء بحيث تمتنع عن تنفيذ مطالبها وفي ذات الوقت تطالبها بضرورة رفع العقوبات ورفع التمثيل الدبلوماسي ورفع اسم السودان من قائمة الحكومات الارهابية ورفع كذا ورفع كذا !!!. ان هذه الوضعية تقودنا لاستنتاج خلاصات واضحة ومكشوفة تشير الى وجود نقاشات ثنائية بين رجال من الادارة الامريكية ونظراء لهم من الخرطوم يتفاوضون على تنفيذ صفقة تقضي بتقديم تنازلات من هنا وهناك وإلا فما الداعي الذي يدعو الرئيس الامريكي لتهديد الخرطوم ومطالبتها بسحب الجيش وايقاف القتال في جنوب كردفان في وقت يعلم العالم كافة ان الخرطوم وجوبا اتفقتا على دخول قوات اثيوبية لفض النزاع في ابيي !!!. ان ما يجري بين الخرطوموواشنطن ينم عن مكيدة امريكية جديدة تهدف الى تقسيم السودان وإضعاف الروح المعنوية للقدرة القتالية السودانية تمهيداً لتنفيذ مخطط معلوم وهو امر يضطلع به اعداء السودان في الخارج والداخل ومن المهم ان ندرك جميعاً ان الامريكان عادة ما يقدمون جذرة لمن يرون انه مستعد لإلتهامها بسبب الظروف الضاغطة وبحسب ادراكه للمآلات وخوفه من المستقبل المجهول ولذلك يتوجب على الجميع الانتباه بحق للنوايا الاجنبية تجاه بلادنا وما يخطط له الآخرون ، نعم يجب ان ننتبه بكل حواسنا لمآلات الاوضاع في المستقبل القريب فنحن نعلم حجم المخططات والاطماع الاجنبية ونعلم مقادير تورط البعض من بني جلدتنا فيها ركضاً وراء سراب يحسبونه ماء ، ان مخطط تقسيم السودان لن يتم بقوة السلاح فحسب وإنما تتم غالبية فصوله بذات الطريقة التي تم بها فصل الجنوب ...إشعال النيران في اماكن بعينها ثم ارسال المبعوثين والجواسيس ثم ارسال الرسائل والتهديدات فينصاع ( الأرنب ) ثم تاتي قوات دولية تحت ستار الفصل بين المتنازعين ثم ثم ..انها الخطة ا وب وجيم . ان اخوف ما نخشاه على ارض السودان ان تفلح المحاولات الاجنبية المستمرة في استمالة رجال كنا نظنهم من الوطنيين ليصبحوا رجال امريكا في الميدان ، ( وللحديث بقية ) .