لايزال مسلسل ضحايا الاسبيرت من الأطفال المشردين يواصل حلقاته المؤلمة ،فبعد إعلان السلطات عن وفاة مايربو عن 77 مشرداً خلال الأيام الخمسة الماضية بسبب تناول مادة الاسبيرت ،كشف مصدر طبي بمستشفى أمدرمان عن اصابة عدد من الذين تم اسعافهم بالعمى ،جاء ذلك من خلال زيارة سجلتها (الصحافة) صباح أمس لمستشفى امدرمان الذي ترقد في مشرحته 32 من جثث الضحايا في انتظار التعرف عليها ومن ثم مواراتها الثرى ،ورفض مدير المشرحة التحدث عن تشريح الجثث مشيرا الى انه قد تم أخذ عينات منها لاخضاعها للتحليل ولم تظهر النتيجة بعد ،وقال مصدر بالمستشفى ان هناك 14 من الضحايا لايزالون يتلقون علاجهم ،ثلاث حالتهم مستقرة ،ومن خلال جولة الصحافة وقفت على حجم تفاعل المواطنين مع هذه القضية حيث اشار احمد الذي يرافق والدته أن ماتعرض له الاطفال المشردون احدث هزة كبيرة في نفوس المرضى ومرافقيهم بمستشفى امدرمان الذين تحسروا على وفاة 77 شاباً وسط ظروف مؤلمة، وقال ان الحزن سيطر على الاجواء بالمستشفى ،وتقول محاسن انها ظلت وطوال الايام الاربعة الماضية حزينة لوفاة الشباب المشردين وقالت ان رؤية جثثهم اصابها بحزن عميق لم تستطيع التخلص منه ،وطالبت بايقاع اقسى عقوبة على الذين تسببوا في الرحيل الجماعي للمشردين . وفي منحىً آخر كانت (الصحافة) شاهدة على فصول حزينة من قصة رجل اربعيني جاء لمستشفى امدرمان باحثا عن ابنه الذي يدعى جوزيف ،حيث توجه صوب المشرحة بعد ان اشار اليى ان ابنه في بداية العقد الثاني من عمره وانه لم يعد الى المنزل منذ اسبوع ويضيف:ادخلته المعسكر حتى يترك حياة التشرد غير انه قضى شهراً واحداً فقط ثم هرب عائدا الى الشارع ،وكان والد جوزيف في حالة نفسية صعبة فهو كان يتمنى الا يكون ابنه ضمن الضحايا فتعابير وجهه كانت تشير الي ذلك ،ولكن عند مقابلته طبيبة بالمشرحة والتي استدعت احد تقني المشرحة والذي بدوره قام بفتح جهاز حاسوب لعرض صور الضحايا حتى يتعرف ابو جوزيف على ابنه إن كان بين الضحايا ،وفي هذه اللحظات الحرجة حبس الجميع انفاسهم وكان والد جوزيف متوترا ،وما ان تم عرض اول صورة حتى قال حزينا :إنه ابني ،ليصمت الجميع لبرهة من الوقت التقط خلالها ابوجوزيف انفاسه واعتصر حزنه ومن ثم توجه برفقة الطبيبة والتقني الى المشرحة ليتسلم وسط موجه من الحزن جثة ابنه ،وعلمت الصحافة من العاملين بالمشرحه ان الكثير من الاسر حضرت بحثا عن ابنائها ، ويقول مرافق يدعى حسن أن منظر الاسر المفجوعة وهي تحمل جثة أحد ضحايا الاسبرت من المشاهد التي لايمكن ان تغيب عن خاطره. وقال تفاعل المرضى والمرافقين بالمستشفي مع ضحايا الاسبرت اوضح ان السودانيين لايزالون بخير ،وتمنى ان تعمل السلطات جاهدة للحد من مثل هذه الحوادث .