خلص البيان الختامى لمؤتمر دارفور الدولى للمياه عن عزم الحكومة والمنظمات المانحة تقديم تعهدات كبيرة في النداء العالمي الذي أطلق في المؤتمر الدولي للمياه من أجل سلام مستدام فى دارفور. واطلقت الأممالمتحدة ووزارة الري و الموارد المائية فى السودان نداءا بنحو (1) مليار دولار أمريكى لمدة ست سنوات ل 65 من جملة المشاريع ذات الصلة بنظام المياه لمقابلة الإحتياجات المتزايدة بسرعة للمياه على طول دارفور وذلك لمعالجة المشاكل وتعهدت اليونسيف بالاستمرار فى توفير مبلغ ال 23 مليون دولار سنويا للمياه في إقليم دارفور. وجاء أكبر التزام من حكومة السودان التي قالت انها ستساهم ب 216 مليون دولار ، وكذلك بالاضافة الى إعفاء عشرات الملايين من الدولارات في شكل ضريبة القيمة المضافة ورسوم الاستيراد الأخرى للاستثمارات فى إمدادات المياه. وشملت الجهات المانحة والتى أبدت اهتماما كبيرا بتقديم تعهدات جامعة الدول العربية ، الذي قال ممثلها إن عدة دول عربية قد أشارت الى أنها ستتقدم بمبلغ اجمالي قدره أكثر من 100 مليون دولار للسنوات الست المقبلة. وأشار بنك التنمية الإسلامي والبنك الأفريقي للتنمية ، فضلا عن ممثلين من تركيا واليابان ، الى اهتمامهم في دعم المشاريع في إدارة المياه في دارفور ، والى أنها سوف تستجيب لهذا النداء. وأشارت المملكة المتحدة والولايات المتحدة الى انهما سيدعمان العمل في هذا القطاع. وشدد العديد من المتحدثين على ان التنافس على الموارد الطبيعية المتناقصة ، ولا سيما الماء ، قد أسهم في النزاع ويضمن استمراره إذا لم تعالج على وجه السرعة. وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة جورج شاربنتييه ان الهدف من انخراط الشركاء المعنيين في المؤتمر هو خلق إطار متكامل جديد لتوفير مياه كافية ومنصفة لجميع المستخدمين ولإدارة سليمة للموارد «بالتوازي مع العملية السياسية والتي ستحقق معا السلام الدائم. ووفقا لكمال علي ، وزير الري والموارد المائية فان ربط نتائج الدوحة بتنمية الموارد المائية والوصول العادل للمياه في دارفور وعودة النازحين داخليا كان الهدف من المؤتمر و قال انه سعيد باهتمام المانحين الذى أعرب عنه خلال المؤتمر. وقد أقنع الوضع الملح لأزمة المياه فى دارفور الخبراء الدوليين والمحليين والقادة بأن تنمية قطاع المياه لا يمكن انتظاره الى حين الحصول على وضع آمن أو خال من المخاطر أو الوصول الى اتفاق سلام شامل. وأشار المتحدثون الى أنه على الرغم من ظهور الجفاف في مناطق عديدة ، الا أن دارفور لديها مياه جوفية ، لكن المشكلة التى تظل قائمة هى فى الوصول الى المياه و ليس توافرها. وأشار ممثل الأممالمتحدة للبيئة برندان برومويتش الى أن موارد المياه تقع بعيدا عن المراكز الحضرية. بالإضافة إلى ذلك ، فان 90 في المئة من مياه الأمطار في دارفور تضيع سواء بالتبخر أو الجريان. وقال محمد يونس ، نائب الممثل الخاص لليوناميد في ختام المؤتمر «هذه هي بداية العملية» ، وأضاف «إن العمل الحقيقي لا يزال هو ضمان أن ما بدأناه هنا يتحقق تاما. نحن بحاجة إلى دعمكم المستمر والتزامكم لجعل قضية المياه فى الواجهة كأداة للسلام.