أعلن الرئيس عمر البشير أنه سيأمر الجيش بمواصلة العمليات العسكرية في جنوب كردفان الى حين القبض على رئيس الحركة الشعبية بالولاية عبدالعزيز الحلو وتقديمه للمحاكمة بعد ان وصفه بالمجرم والمتمرد، بينما اعلن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني عن تحفظات على الاتفاق الاطاري الموقع بين الحكومة والحركة الشعبية في اديس ابابا. واعتبر قيادي في الحركة الشعبية اتفاق أديس اعترافا ب»الشعبية» في الشمال. وابدى البشير لدى مخاطبته المصلين في صلاة الجمعة بمسجد مجمع النور بضاحية كافوري في الخرطوم بحري امس، دعمه لمواصلة القوات المسلحة للعمليات العسكرية في جنوب كردفان، وذكر انها لن تتوقف إلا بعد تطهير المنطقة. وقال ان عبدالعزيز الحلو سيُعتبر مجرماً في نظرهم إلى حين تنفيذ العدالة عليه، وزاد «عبد العزيز الحلو مجرم وسيظل مجرما إلى أن تنفذ عليه أحكام العدالة» وتابع « لن نتعامل مع من خرج حاملا السلاح وقتل المواطنين كمواطن عادى» مطالبا الجيش بالقبض على الحلو وتقديمه للمحاكمة. واشار الى محاولة الحركة الشعبية الاستيلاء على ابيي اخيرا، قائلا «كان رد القوات المسلحة ان حسمت الامر خلال 48 ساعة واجلت الجيش الشعبي من المنطقة». واكد البشير أن خطاب الرئيس الصيني هو جنتاو لم يكن رد فعل لما واجه رحلته إلى الصين الذي كان لأسباب إجرائية وفنية، لأن الخطاب كان مُعدا مسبقاً، مشيرا الى إستراتيجية العلاقة بينهم والصين. وقطع بأن رحلته الى بكين من أنجح رحلات رؤساء الدول الى الصين «الذين يأتون الى الصين ويرجعون ولا احد يسمع بهم»، ورأى ان الاهتمام الذي حظي به هناك لم يحظ به اى رئيس دولة من قبل، واضاف «بهذه الرحلة أخرسنا المرجفين والمغرضين والصليبيين والصهيونيين ومن حاول الترويج بانتصار الغرب علينا بحادثة عودة طائرتنا الى طهران» وتابع «واخرسنا لسان السفيه»، في إشارة إلى مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو. في سياق متصل ناقش المكتب القيادي للمؤتمر الوطني في اجتماعه ليل اول من امس الاتفاق الإطاري الذي وقع بأديس ابابا حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وابدى المكتب القيادي بعد نقاش مستفيض بعض الملاحظات على صياغة بعض مضامين الاتفاق وكون لجنة خاصة للمناقشة التفصيلية للأجندة الواردة في الاتفاق الإطاري لتكون هاديا للجنة السياسية عندما تناقش تلك الأجندة في أديس ابابا الأسبوع المقبل. من جانبه أكد القيادي بالحركة الشعبية، أتيم قرنق للشروق، أن اتفاق أديس أبابا أسس للاعتراف بالحركة الشعبية كقوة سياسية في الشمال، وأضاف أن ادماج أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق في الجيش سيسهم في دعم الاستقرار بالمنطقتين. واعتبر قرنق أن الاتفاق بمثابة انتصار للإرادة السودانية حسب تعبيره ، ورحب باتفاق أديس أبابا بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، ووصفه بالخطوة الصحيحة لبناء علاقات مستقبلية بين الشمال والجنوب. في الاتجاه ذاته، قال القيادي في الحركة الشعبية، إن تحديد سقف زمني لتنفيذ الاتفاق سيعيد الأمور إلى ما كانت عليها بين الشمال والجنوب قبل أحداث جنوب كردفان الأخيرة، ودعا، الطرفين إلى الالتزام بالجدول الزمني لتنفيذ الاتفاق.