يعتبره مناصروه انه أضحى يمثل رمزية للمطالبين بالعدالة بين أبناء الوطن الواحد ،ويصفونه بانه صاحب كاريزما طاغية ويملك حضوراً قوياً ويتمتع بصفات القائد السياسي الحقيقية ،ويؤكدون تميزه بالفكر والحصافة والشفافية والصدق والنزاهة والتواضع ،ويقطعون بانه رجل دولة من الطراز الرفيع وأنه مؤهل للعب أدوار محورية وهامه في مرحلة مابعد التاسع من يوليو ،لأنه بحسب رأيهم وحدوي ومن دعاة حل القضايا بالتحاور وليس اللجوء للبندقية ..على الضفة الأخرى من النهر يقف معارضوه الذين يرون انه كثير الاعتزاز بنفسه ،ويدمغونه بالفشل في ادارة ولايته بانحيازه لحزبه ،ويؤكد آخرون أن أطروحة السودان الجديد القائمة على العلمانية هدف يسعى لتحقيقه على حساب اسلامية الدولة ،ويشيرون الى أن أانكفاء الحركة التي دافع عن مبادئها لعقدين ونصف من الزمان جنوبا واختيارها الانفصال وضعه في مهب الريح وجعله بلا سند يرتكز عليه مثلما كان في الماضي،ويعتبرون مطالبته بالحكم الذاتي تمهيداً لفصل النيل الازرق عن جسد الوطن المثقل بالجراحات. وهكذا تتباين الآراء حول رئيس قطاع الشمال بالحركة الشعبية ووالي ولاية النيل الأزرق الفريق مالك عقار الذي وضعه الإتفاق الإطاري الأخير الذي جرى توقيعه باديس ابابا بين حزبه والمؤتمر الوطني في الواجهه رغم أن نجم الرجل بدأ في البزوغ منذ العام 2002 في مفاوضات نيفاشا ،ويعتبر من القيادات التي انضمت باكرا للحركة الشعبية ،وتدرج في صفوفها حتى اضحى من كبار قادتها ،وظل يدافع عن قضايا النيل الازرق وهو الامر الذي اكسبه ارضية صلبة من القواعد التي تناصره، ولعقار مقولة تاريخية توضح اهتمامه بقضايا منطقته التي حمل من أجلها السلاح عقدين من الزمان وهي «أنا متعصب للنيل الأزرق لكن بعقلانية، سكانه وقضاياهم أهم شئ لدي. بمعنى أنني لا أؤمن بالحزب ولا أقدسه، هو بالنسبة لي مطية أحقق بها أهداف أهلي. فأنا كنت اتحاديا مع مولانا الميرغني وتركته. واذا الحركة الشعبية لم تلب طموحات أهلي وان لم تقف مع طرحي سوف أتركها أيضا...وكان من اكبر المنادين بالوحدة ولما اختار الجنوب لانفصال تم اختياره رئيساً لقطاع الشمال في ديسمبر الماضي وطالته سهام النقد من منبر السلام العادل الذي اعتبره عميلاً لدولة الجنوب وضد توجهات الدولة الاسلامية خاصة بعد ان أعلن رفضه لحديث البشير الذي أطلقه بالقضارف والذي أشار من خلاله الى تطبيقهم للشريعة الاسلامية ،حيث طالب عقار وقتها بضرورة احترام التعددية الدينية والاثنية قبل الشروع في تطبيق هكذا اطروحات ،مطالبا باعمال مبدأ الحوار للوصول الى حلول كافة الاطراف في مثل هذه القضايا،ولم يسلم من الاتهامات حيث اعتبر البعض انه يسعى لتغير مسار المشورة الشعبية حسبما جاء في اتفاق نيفاشا نحو الحكم الذاتي ،غير أنه يوضح تصوره لما يفترض ان تفضي إليه آلية المشورة الشعبية في ولايته، والتي جاء تعريفها في بنود نيفاشا فضفاضا يسمح بتأويلات عدة، قائلا:»المشورة الشعبية بالنسبة لنا لابد أن تفضي إلى الحكم الذاتي. نحن نريد حكم مركزي قوي وولائي قوي أيضا في ظل السودان الموحد. إذا لابد من تحديد صلاحيات السلطات على المستويين ومعايير تقسيم السلطة والثروة. فاذا حددت المعايير ولم نستوفها فسنكون راضين عن أي ظلم يحيق بنا في المستقبل. لكن أن يؤخذ حقنا من غير معايير فهذا ما لا نقبله. واذا تم تحديد معايير المشاركة في الحكم المركزي فبكل حال من الأحوال لن تأخذ الولاية الشمالية وولاية نهر النيل أكثر مننا. سوف نكون موضوعيين ولن نطالب بأكثر من حقوقنا...و رغم أن ولاية النيل الأزرق لاتقع بمعزل عن التعقيدات الأمنية، إذ تستضيف على أراضيها 3 آلاف مقاتل تابع للجيش الشعبي. إلا أن عقار يؤكد أن وجوده ضمان كاف لعدم عودة العنف إلى المنطقة. يقول: «طالما أنا موجود لن تضرب طلقة واحدة. وأؤكد لم تخرج طلقة واحدة من ولاية النيل الأزرق منذ أن وضعت قدمي فيها حتى الآن،ويضيف: ذهبت الى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير وقلت له اذا أردت أن تحارب الشمال فلن نسمح لك بذلك عبر النيل الأزرق ولن أقف معك وكذلك ذهبت للرئيس المشير عمر حسن البشير وقلت له اذا أردت أن تحارب الجنوب فلن تأتي عبري وأكدت لهم الاثناين أنني لا أريد حرباً، والذي يأتي منكم ويعتدي سوف اقف مع الآخر ،واسهم هذا الموقف في كسبه تاييد مواطني ولايته،ويعتبر محللون ان عقار رجل سلم ووحدوي وان المؤتمر الوطني مطالب بجعله شريكاً حقيقياً وتجاوز مربع النجمة او الهجمة في الجمهورية الثانية وذلك لأنه بحسب رأيهم من الممكن ان يلعب ادواراً هامه في تقريب المسافات المتباعدة بين دولتي الشمال والجنوب مستقبلا. وعلى صعيد ولايته يؤكد أمين الاتحادي الديمقراطي بالنيل الأزرق ابراهيم الطريفي أن مالك عقار صاحب شخصية قوية و أهم مايمتاز به هو نبذه ومحاربته للجهوية والعنصرية والقبلية ،واشار الى أن ولاية النيل الأزرق اشتهرت بتجانس مجتمعها و توحد مختلف مكوناتها ،وابان عن ميثاق تعاهد عليه تجمع الأحزاب بالولاية بما فيها الشريكان يعلي شأن الانتماء للولاية ورفض القبلية والعمل بكل اخلاص من أجل المواطن في المقام الاول ،واشار الى أن عقار من أكثرالرافضين لخيار اللجوء الى البندقية لحل الخلافات السياسية.. غير أن الأمين العام المكلف للمؤتمر الشعبي بالولاية ادريس محمد البلال يشير الى أن عقار أظهر انحيازاً واضحاً للحركة الشعبية في تشكيله الوزاري الذي أعقبه فوزه بمنصب الوالي العام الماضي ،وقال ان هذا الانحياز الذي وصفه بالظاهر طال حتى الخدمة المدنية ،مرجعا السبب الى انتهاج عقار نهج الموازنات والترضيات سعيا للحفاظ على وحدة حزبه ،معتبرا أن هذا المسلك جاء على حساب الولاية ومواطنيها ،وقال إن عقار كثير الاعتزاز بنفسه ولايوجد مايمزه كمسؤول ورجل دولة من الناحية الاجتماعية ،وقال إن مشاركاته الدينية لاتخرج من إطار بحث أي مسؤول عن الكسب السياسي والاجتماعي ،ويعيب قيادي الشعبي على حكومة عقار عدم التجانس بينها والمجلس التشريعي وقال ان الخلافات التي حدثت في المشورة الشعبية اوضحت هذه الحقيقة ،غير أن البلال أشاد بنهج عقار خلال أزمة المشورة الشعبية والذي تمثل في عدم تدخله ،وأكد أن هذه من الايجيابيات التي تحسب لعقار ،واشار الى ضرورة فك الارتباط مابين رئاسة مالك عقار لحزب الحركة بالولاية وحكومة النيل الأزرق وقال ان هذه الازدواجية أثرت سلبا على الأداء العام لحكومة الولاية ،وطالب بان يكون عقار وال لكل مواطنوي النيل الازرق وليس لأعضاء الحركة الشعبية ،وقال إن الجمع مابين المنصبين ،كما عاب على عقار وحزبه عدم الانفتاح على أحزاب قوية ومؤثرة وانه نجح خلال الفترة الماضية في بسط الاستقرار بالولاية وتحريك عجلة التنمية ، وقال ان المرحلة القادمة تتطلب من الشريكين بالولاية اتاحة الفرصة لكل الاحزاب للمشاركة والمساهمة في حل قضايا الولاية حتى لاتنسب لحزب او شخص واحد .. ويقول الكاتب الصحفي عادل البلالي ان مالك عقار يمتاز بالوضوح والشفافية في الوقت الذي دأب فيه الكثير من المسؤولين التواري خلف ديباجة اللون الرمادي في بعض المواقف العصيبة التي تتطلب تحديد موقف اما ابيض او اسود، ويضيف:عقار خرج من الدمازين وحمل السلاح خلال حقبة الثمانينيات وانضم للجيش الشعبي وطوال عقدين ونصف من الزمان كان صادقا وهو يحمل السلاح مقاتلا ومحاربا، وصادقا في توجهاته وهو يحاور ويفاوض في كينيا بصلابة وبحدة لا تخلو من خشونة وهو ما شهد به الكثير من قادة العمل الصحفي الذين غطوا المحادثات الشاقة في كينيا منذ التسعينيات وحتى لحظة توقيع اتفاقية السلام الشامل في مطلع عام /2005م وكان صادقا وهو يعود لارض الوطن داعما للسلام وللسلم ونابذا للحرب ،وظل واضحا في كافة مواقفه كقيادي بالحركة الشعبية وكانت لديه العديد من المواقف الصريحة والصارمة التي لم تعجب كثيرين من قيادات الحركة، واحسب ان المواقف الاخيرة للفريق مالك عقار قد برهنت على اصالة جوهر معدنه الوطني ولو لا وجوده واليا على النيل الازرق في هذا التوقيت الحرج من عمر البلاد لحدثت كارثة لا يحمد عقباها ،واتوقع ان يلعب ادوارا هامه خلال المرحلة المقبلة من عمر الوطن.. ويقول المحلل السياسي الدكتور الطيب زين العابدين ان مالك عقار ومنذ وجوده في الحركة الشعبية بشكلها القديم كانت له مواقف واضحة تؤكد أنه وحدوي وكان يجاهر برأيه في الوقت الذي اتجهت فيه الحركة مبكرا نحو خيار الانفصال وهذا يوضح أن حجم المسؤوليات الملقاة على كاهل الرجل مابعد التاسع من يوليو كبيرة ،وتتمثل في العمل على وحدة ماتبقى من السودان ،خاصة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان واللتان أتخذ الصراع والخلاف فيهما منحىً قاعدياً وعرقياً ولم يعد سياسي وحسب ،ويضيف :توحيد المكونات السكانية يجب أن يكون من أبرز أهداف عقار خلال المرحلة المقبلة وذلك لأن انقسامات مكونات المجتمع أكثر خطورة من انقسامات السياسيين ،والوضع في جنوب كردفان وابيي يحتاج لجهد مكثف منه وبقدر أخف بالولاية التي يحكمها ،واذا وضع عقار هدف رتق النسيج الاجتماعي بهذه المناطق نصب عينيه من شأنه أن يحقق نجاحاً يحسب له كقائد سوداني وحدوي ،وطالب زين العابدين بعدم إنكفاء قطاع الشمال وتحركات مالك عقار على ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق ،ونادوا بضرورة الانفتاح على كل انحاء السودان ،معتبرا أن تناول الحركة في مفاوضات اثيوبيا الاخيرة قضية دارفور مؤشر جيد يؤكد اهتمام الحركة بقضايا كل اقاليم السودان ،وقال زين العابدين ان مواقف مالك عقار اذا قرنها بعمل جاد من أجل مختلف الولايات سيكون أحد رموز السودان.