* بالأمس تشرفت بحضور الجمعية العمومية للاتحاد السوداني لالعاب القوى وحرصت كغيري من الزملاء المتابعين لنشاط ألعاب القوى باعتبار أنها اصبحت اللعبة الشعبية الثانية بعد كرة القدم فى سوداننا الحبيب الذى يعج بالمواهب والخامات فى هذه الرياضة الجميلة الممتعة التى تشتمل على عدد مقدر من الالعاب، منها العاب المضمار التى تشتمل على الجري بانواعه ومسافاته المختلفة والعاب الميدان مثل القفز بالزانة والقفز العالي والوثب الطويل والوثب الثلاثي ورمي الرمح ودفع الجلة ورمي المطرقة ورمي القرص وغيرها من الالعاب الشيقة التى تشد المشاهد ، ألعاب القوى منذ ستينيات القرن الماضي ظلت تحقق الانجاز تلو الآخر من خلال ابطالها المميزين من كل انحاء السودان، جاءوا الى الخرطوم وشكلوا بوتقة جميلة ومثلوا السودان فى كثير من المحافل الدولية (الاولمبياد - بطولات العالم - البطولات القارية - المنافسات العربية - شرق ووسط افريقيا ) وقبل ذلك البطولات المحلية ولتفوق الابطال السودانيين على الصعيد العالمي ارتفع علم السودان عاليا خفاقا فى المحافل الدولية واصبح على كل لسان فى شتى انحاء العالم . * من خلال عملي بالصحف أوكل لي امر تغطية كثير من الجمعيات العمومية للمناشط الرياضية المختلفة وكذلك اللجنة الاولمبية ووقفت على كثير من السلبيات فى تلك الجمعيات وحقيقة كانت طاغية على الايجابيات وهنا لا اود الخوض فى تفاصيل تلك الجمعيات والتى ايضا عرفت من خلالها كيف أن السودان متخلف فى عدد مقدر من المناشط الرياضية لعدم اختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب، ولكن بالامس قدم لنا اعضاء الجمعية العمومية لالعاب القوى دروسا قيمة عسى ولعل ان يستفاد منها لتطوير ونهضة الرياضة السودانية وللامانة كان معظم الاعضاء ملمين الماما كاملا بما يدور فى المنشط اداريا وفنيا لذلك جاء النقاش فى معظمه موضوعيا وهادفا وتمت الاشادة بما قدمه الاتحاد السابق من ايجابيات وفى نفس الوقت تم توجيه كثير من النقد. وحقيقة أعجبت جدا لفهم الاعضاء لدورهم و الذين كانوا يتمتعون باستقلالية كاملة عكس ما يحدث فى بعض الجمعيات العمومية فقد اسقط الاعضاء الميزانية واعتقد انها المرة الاولى التى تحدث فى جمعية عمومية رياضية لأن هم عدد مقدر من اعضاء تلك الجمعيات هو قفل باب النقاش للتهافت نحو الكراسي ولكن ما حدث فى العاب القوى امس كان غير ذلك اذ اظهر الاعضاء كما ذكرت فهما عاليا وناقشوا خطاب الدورة بتأني وكذلك خطاب الميزانية ومن ثم أدلوا باصواتهم وفقا لقناعاتهم والبرنامج المطروح من قبل المجموعتين المتنافستين وكانت الغلبة لمجموعة التغيير التى ارجو لها التوفيق لتنفيذ برنامجها وفى نفس الوقت اقول للذين خسروا لكم اجر المجتهد فقد سعيتم وبذلتم الجهد ولكن القاعدة اختارت وجوهاً جديدة عسى ولعل أن تضيف انجازات لتلك التى حققتموها . * رغم أن الجمعية العمومية لالعاب القوى كانت مثالية وأن اعضاءها اثروها بالنقاش الا انه للاسف لم يوفق قادة الاتحاد السابقون فى اختيار المكان المناسب لعقدها حيث عقدت فى قاعة الاجتماعات بمقر الاتحاد بالخرطوم 2 وهى قاعة ضيقة لا تسع لتلك الاعداد التى حضرت الجمعية العمومية ولا ادرى لماذا أصر القادة السابقون على ذلك علما بأنه كان من الممكن حجز اي قاعة كبيرة تسع الجميع كما حدث فى جمعيات ومناسبات سابقة للاتحاد وتأسفت حقيقة لهذا الامر لأن بعض ضيوف الشرف لم يجدوا مكانا وغادروا وأذكر منهم مولانا محمد عثمان خليفة مدير الرياضة بالمجلس الاعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم وحتى اعضاء مجموعة التغيير بعض منهم لم يجد مكانا للجلوس وفى مقدمتهم الدكتور مكي فضل المولى الذى ظل واقفا طيلة فترة انعقاد الجمعية التى امتدت لساعات اما الاعلام فكثير من منسوبيه لم يجدوا مكانا للجلوس ومتابعة الجلسة الاولى والحال ينطبق على المدربين والحكام والضيوف ، ضيق المكان وحرارته لعدم وجود اجهزة التكييف بالصورة المطلوبة جعل الكثيرين يتساءلون لماذا لم يقم القادة المكلفون من العاب القوى باختيار المكان المناسب ؟ هل لانهم كانوا يعلمون بخسارتهم ؟ أم انهم يريدون أن يعاقبوا تلك المجموعة التى نزلت فى مواجهتهم ، علما بأن الثلاث دورات السابقة لم يكن هناك تنافس وكان الفوز بالتزكية لذلك يريد القادة المكلفون الفوز مرة رابعة بالتزكية . عموما باستثناء المكان فإن الجمعية العمومية لالعاب القوى جاءت قوية وناجحة فكان التغيير الذى اتمنى أن يكون للافضل .