نفسح المجال هنا للأخ محمد خير خير حسن سيد أحمد أخي مجذوب عيدروس.. صاحب (نافذة) تحيتي وتقديري اغلفهما باوراق ورد بنفسجي عابق الشذى واقدمهما لك على طبق من ذهب... لتتكرم نفسك السمحة بالقبول.. تلمح وجهي يطل عبر نافذتك يستشرف معركة الأدب فالمح الجنود يتعاركون سيوفهم اقلام.. ودروعهم أوراق البردي ونبالهم دبابيس وأنواط ذهبية.. اما الارض التي يتعاركون فيها، هي حقول خضراء ذات سندس واستبرق يجري النيل حيالها، يغدق عليها المنّ والسلوى... ماء نميرا وغرينا خصبا.. ألمح وجه لبنى ، علياء ، بثينة، آمنة ورانية.. أرى وجه عامر الصبوح، وجه ميرغني البشوش، وجه خالد المليح. اراهم يتعاركون في غير ما معترك ، (كل يؤيد حزبه ويرى وجود الآخرين فضولا).. المعركة خلقتها الظروف دون تخطيط مسبق.. والمتعاركون ، متشنجون، على سيماهم علامات النصب، اما دواخلهم، تموج بالحب والعطف والتقدير والاحترام.. انها هفوة ولكل جواد كبوة.. كل الذي قرأت وشاهدت وسمعته، لا يليق بشخصكم واخلاقكم.. انتم الذين تقودون باخرة الأدب والإبداع فوق بحر متلاطم الامواج بلا دفة او مجداف، ترسو هذه السفينة علي جزيرة خضراء معشوشبة ، تصدح الطيور بين اغصان اشجارها الوارفة.. تجري المياه العذبة الرقراقة خلال الجداول والينابيع، الصافية الزرقاء. أعينها نظرات وخطرات منكم صادقة ان لا تدخلوا الأدب ابواب المحاكم، انتم الذين تطالبون بتغيير المواد (المقيدة للحريات) والمواد التي تذل الشعب، انتم الذين تكافحون وتناضلون من اجل ان تكون المفردة متعافية من كل مرض وبيل ، ان تكون الفكرة نيرة وضيئة ذات تلألأ وبريق،، ان يزدهر الأدب تحت اشجار الزيزفون،، ان يعانق الاديب الأديبة وارجو ان تعتبرونها كبوة . أخي مجذوب،، اني أربأ بكما ان تتسع المسافة بينكم من المحرر: هذه وجهة نظر للاخ محمد خير حسن سيد أحمد، ولكنا كنا نأمل ان تجيء هذه المبادرة من اولئك الذين اخطأوا في حق اخوتهم ونحن نريد من خلال هذه الواقعة ان نرسي تقاليد ثقافية تجعل منا جميعا مقدرين لمسؤولية الكلمة، وان يكون الصدق ديدننا، وان الصحف لا يمكن ان تكون متنفسا لكل من اراد تشويه صورة الآخرين، وعلينا جميعا ان نبتعد عن الحقد، وان نزن الامر بميزان العدل، وعلينا مغالبة هوى النفس، والا نجعل من صحفنا مكانا لتصفية الحسابات مع الآخرين فهذا لا يفيد القارئ شيئا وقد قلنا اننا نثق في القارئ السوداني وبوعيه وادراكه..!