إن التصميم هو التخطيط الذي يرسي الاساس لصنع كل كائن او نظام، يمكن ان يستخدم كاسم وفعل على حد سواء، وعلى نحو اوسع يعني الفنون التطبيقية والهندسة «يصمم» كفعل ، يشير الى عملية انشاء ووضع خطة لمنتج هيكل تنظيمي نظام او اي مكوّن ذي هدف «تصميم» كاسم يستخدم اما لخطة (الحل) النهائي (على سبيل المثال رسم نموذج وصف) او نتيجة تنفيذ تلك الخطة في شكل المنتج النهائي من عملية التصميم، وبعيدا عن التصنيف بأوسع معانيه لا وجود لأي قيود اخرى فالمنتج النهائي يمكن ان يكون اي شئ من الجوارب والمجوهرات الى واجهات المستخدم الرسومية، والرسوم البيانية، حتى الافكار التخيلية مثل الهوية المؤسسية والتقاليد الثقافية مثل الاحتفال بأعياد معيّنة تكون مصممة في بعض الاحيان، وفي الآونة الاخيرة، العمليات (بشكل عام) كانت ايضا تعامل على انها من منتجات التصميم مما اعطى معنى جديدا لمصطلح تصميم العمليات، ان الشخص الذي يصمم يدعى مصمم، وهو ايضا مصطلح يستخدم للاشخاص الذين يعملون مهنيا في احد مجالات التصميم المختلفة، ويحدد عادة مجال التخصص الذي يتعامل معه (مثل مصمم ازياء، مصمم افكار او مصمم على شبكة الإنترنت)، إن التصميم غالبا ما يتطلب من المصمم ان ينظر الى الجوانب الجمالية والوظيفية، والعديد من الجوانب الاخرى في الكائن او العملية، وهي عادة ما تتطلب قدرا كبيرا من البحث ، التفكير، النمذجة، التكيف التفاعلي، واعادة التصميم. ان تصميم رؤى المستقبل، قضايا ومفاهيم لها بعد ذاتي يحكم التوجهات والاحلام والطموحات والتوجهات ذات الدلالات الخاصة بالفرد وذات الامر ينسحب على الموضوع ويتمثل في المجتمع، وهذه التوجهات والرؤى تحمل عبر آليات تعبر عنها الاستراتيجية والخطط وبما ان للفرد ذاكرة داخلية تحفظ المعلومات وتكرس المعرفة وتعمل على تفعيل عملية الحفظ والاسترجاع والاستدعاء فإن الواقع او الموضوع يمثل الذاكرة الخارجية التي يحتفظ فيها الانسان بالمعلومات بعد جمعها وتصنيفها وتحليلها وتوثيقها ثم استثمارها وتداولها من خلال الوسائط والوسائل التي يستخدمها الإنسان ويصمم من خلالها رؤى المستقبل ومن اهم الوسائط والوسائل التي يكرس ويصمم بها الانسان رؤى المستقبل: /1 الوسائل الاعلامية: إن الإعلام هو فن الاخبار ويعمل على تعميق القيم الايجابية واستئصال القيم السلبية والمساهمة عن طريق بث الرسالة ذات القيمة والموضوعية في تشكيل قسمات شخصية المتلقى إبان لحظات التفاعل والتلاقح والمثاقفة والتمثل للمعلومة القائمة على الصدق والموضوعية في التداول. ومن الوسائط الإعلامية: الإذاعة والتلفزيون والصحف والمجالات والانترنت والندوات والمحاضرات والسمنارات والمؤتمرات والحاسوب. /2 الوسائل الثقافية: بما ان الثقافة تمثل الكل المركب الذي يحتوي على العادات والتقاليد والقيم والمفاهيم والمعتقدات والعادات الشعبية وكل ما يقوم به الانسان بوصفه عضوا في جماعة وللثقافة بعد مادي ومعنوي وللثقافة مناطق واقاليم ومن خصائصها انها تكتسب بتلقائية او عن طريق الاستعارة والاستلاف كما ان للثقافة وسائل ووسائط تتمثل في السينما والمسرح والكتاب والشعر والقصة بأنماطها المختلفة والغناء والرقص والفولكلور والمأثورات الشعبية ودور العبادة. من هنا نلاحظ ان هناك علاقة بين الوسائط والوسائل الثقافية والإعلامية وبين التصميم والرؤى المستقبلية. مفهوم التصميم: ان للتصميم ثلاثة ابعاد، بعد اخلاقي قيمي يرتبط بالسلوك فيقال مثلا ان فلاناً صمم على فعل شئ ما وهذا التصميم يعني بالضرورة الاصرار على فعل الشئ مهما كان المردود والعائد والثمن اما البعد الثاني فهو البعد المادي للتصميم حيث يقوم صاحب الفكرة بتصميم المعطى او الخام وفقا للشكل او الوظيفة او الدور المطلوب للاستثمار إبان لحظات التفعيل، أما البعد الثالث فهو تخيلي وتصوري تحكمه الرؤى بابعاده المختلفة المتمثلة في الخيال والطموحات والرغبات والآمال كل هذه تستدعي الفكرة من الذاكرة التي اشرنا اليها في المقدمة وهي ذاكرة الذات لتعود مرة اخرى فتشكل قسمات المعطى المادي وفقا للمنظور التصوري فيتحول التصميم من فكرة تخيلية الى واقع مجسد من خلال القدرة الابداعية التي يبديها الانسان إبان الحركة وهي تنداح من دواخله المفعمة بالفكرة والرؤى والقدرة على التخيل الى تشكيل المعطى في قدرة مادية وحسية تحكم أهداف التوجه. الوسائط الإعلامية: ان وسائط الإعلام بأشكالها المختلفة تحكمها الكلمة فالكلمة تحمل التعبير والمعاني ذات الدلالات والمصاغة في نص والمحمولة في لغة وهي الوعاء الذي تتجمع فيه ابعاد الفكرة ثم تتحول الى موضوع ثم رسالة ذات دلالة تحكمها التوجهات وتجسدها المنهجية العلمية من خلال فن الاخراج الصحفي او البث الاذاعي والتلفزيوني الذي تحكمه البرمجة العلمية المنضبطة والبرامج المتخصصة والتي تبث في صورة خدمة تعني شرائح محددة من المجتمع ويراعي في ذلك زمان البث ونوعية الثقافة التي تحكم البيئة وطبيعة النسيج الاجتماعي. اما الإنترنت فهو وسيلة رقمية ذات دلالة منطقية مختلفة في التعامل مع المعلومة تختلف عن التعامل مع الكلمة المكتوبة وهذه تثير قضية منهجية ذات دلالة فالتعامل مع الحاسوب والانترنت يحتاج الى قدرة على جمع المعلومة ثم تغذية الجهاز من خلال برمجة ذات قدرة على استخدام المعلومة فيسهل استرجاعها في صورة عائد ومردود يسهل منهج التعامل مع المعطي هذا بالاضافة الى الندوات والمؤتمرات والسمنارات وجميعها يستخدم المباشرة في التوجه الإعلامي ويسمى هذا بالاعلام المواجهي وهذه الامور جميعا تخدم قضايا البث الاعلامي الممنهج ولكن شتان بين التجارة الإلكترونية والصحافة الإلكترونية والكتب المنسوخة والمطبوعة والتي يطالعها الانسان من خلال ورق مصقول وهدف محمول في نص مطبوع وهذه هي قضية العصر في التصور والتصميم والتخيل والتشكيل وهذا امر يحكم الرؤى المستقبلية. الوسائط الثقافية: ان الوسائط الثقافية لا تختلف كثيرا عن الوسائط الإعلامية فالاعلام رغم وظيفته ودوره فهو وعاء يحمل ثقافة ويبثها إلا ان للثقافة ايضا وسائط ووسائل اشرنا اليها في المقدمة تتمثل في السينما والمسرح والكتاب والشعر والقصة والرقص والغناء، هذه الوسائط الثقافية الابداعية تحتاج الى خيال وتصور، لأن كتابة النص تحتاج الى عمق في الرؤى وابداع كامن في الدواخل يتحول الى صورة تخيلية ابداعية ثم الى تصميم يخدم ابعاد العلاقة بين الواقع والمتوقع اي بين الفكرة التصورية المحمولة في الذاكرة والمعطي الخام الماثل في الطبيعة وعلى الانسان في هذا السياق ان ينقل الفكرة فيشكل بها المعطي ليصمم الرؤى فيعطي المستقبل ابعاده وفقا لمفهوم التنبؤ والتوقع.. في تقديري وتصوري ان العلاقة بين التنظير والتطبيق والتصميم والتجسيد علاقة منطقية هي في جوهرها تمثل الحياة بأبعادها المختلفة فلا حياة بلا قدرات ولا رغبات بلا وسائط ووسائل قادرة على الاستجابة لمفهوم التصور والتشكيل والتصميم لذلك نلاحظ ان العالم يقوم على القدرة على نقل الفكرة من عالم التصور والخيال سواء ان كان في الصورة الفطرية او الخام والتي يعيبر عنها الخيال الشعبي منذ فجر الحياة الانسانية حتى الآن والفكرة الممنهجة والقادرة على تحويل الخيال والتصور الى واقع مجسد يخدم اهداف الانسان الحياتية بأنماطها واشكالها كافة واخيرا نستطيع ان نقول ان هناك علاقة منطقية وجدلية بين الوسائط والوسائل وتصميم المستقبل.